سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مافيا الكابلات بأسوان.. تنظيم إجرامى دمر محطات الرى ومحولات الكهرباء وأوقف شبكة الاتصالات.. عصابات منظمة تهدد المرافق الحيوية بالمحافظة ولديها أسلحة للاشتباك مع الأمن
تتعرض أسوان منذ نحو العامين وبشكل يومى لهجمات مافيا الكابلات الذين تمكنوا من تدمير محطات رفع مياه الرى وتدمير محولات الكهرباء والضغط العالى، كما استحوذ لصوص الكابلات على أسلاك شبكات الاتصالات الأرضية، مما تسبب فى عزل عشرات القرى والمناطق، وحرم سكانها من خدمة التليفونات الأرضية وخدمات الإنترنت. كل ذلك انعكس بشكل مباشر على المواطن الأسوانى، وتسبب فى إهدار ملايين الجنيهات من المال العام ومثلها من جيوب المواطنين، وتسبب فى خسارة فادحة لأصحاب الأعمال والمستثمرين بأسوان. ليس هذا فحسب بل تسبب تغول مافيا الكابلات إلى سقوط ضحايا كان آخرهم الشهيد الملازم أول محمد رأفت من وحدة مباحث مركز شرطة دروة، الذى اغتالته يد الإجرام الجمعة الماضية أثناء محاولته منع سطو مافيا الكابلات على محطة رفع مياه الطويسة بدراوة التى تغذى مساحات زراعية شاسعة. والتى كانت سرقة كابلاتها ستؤدى حتما لتوقف ضخ مياه الرى مما يؤدى لبوار المحاصيل واضطرار المزارعين لتشغيل ماكينات رفع تعمل بالسولار فى ظل الأزمة الطاحنة فيه مما يزيد من أعباء المزارعين الاقتصادية. حيث استشهد ضابط شرطة دراوة ووارى جثمانه الثرى بمقابر قريته أرمنت الحيط غرب الأقصر فى جنازة مهيبة، حيث خيم الحزن على أفراد وضباط الشرطة وعلى المواطنين بينما أعلن أفراد الشرطة بدراوة وكوم أمبو ونصر النوبة إضرابهم عن العمل على خلفية ذلك مطالبين بالقصاص وبالتسليح بأسلحة متطورة، مؤكدين أن مافيا الكابلات كانت مدججة بأسلحة جرينوف وأسلحة آلية حديثة ومعهم ذخيرة كافية. كما تورطت مافيا الكابلات أيضا فى إصابة ضابط شرطة من وحدة مركز نصر النوبة قبل واقعة استشهاد ضابط دراوة بأيام قليلة، حيث يرقد هذا الضابط فى مستشفى الشرطة بالقاهرة بعدما أصيب بطلق نارى فى ذراعه الأيسر. ومن الممكن تصنيف مافيا الكابلات بأسوان لثلاثة أنواع، نوع تخصص فى سرقة كابلات الكهرباء ونوع تخصص فى سرقة كابلات التليفونات والنوع الثالث تخصص فى سرقة مخلفات الأسلاك وشبكة الديكوفيل. ففى مجال سرقة الكابلات الكهربائية حيث يستهدف أفراد عصابات المافيا الكابلات المغذية لمحطات الرى، لأنها تقع فى مناطق نائية وأودية زراعية جبلية مثل وادى النقرة ووادى خريت ووادى الصعايدة ووادى عبادى وكذلك وادى الرديسية وكذلك محطات الرى المغذية للزراعات المحاذية لنهر النيل أو ما يعرف بالوادى القديم، كما توجد الكابلات الكهربائية أمام مدفونة أو هوائية وفى جميع الحالات وفى ظل الانفلات الأمنى يمكن لمافيا الكابلات الذين من بينهم لاشك ذوى دراية بالكهرباء ونوعية الموصلات لأن أغلب السرقات تم بنجاح باستثناء حالات فردية. كما يهاجم لصوص الكابلات محطات الرى نفسها، حيث يوجد الموظفى وأغلبهم من المؤقتين، حيث يستسلم هؤلاء لتهديدات مافيا الكابلات الذين ينقضون على المحطات ويستولون عليها ويحولنها إلى خرابة فى أقل من نصف ساعة، مما يعرقل منظومة الرى ويكلف الحكومة مبالغ طائلة فى إصلاح وتعويض المسروقات. و تعرضت عدة محطات لأكثر من حادث سطو خلال الشهور القليلة الماضية ومنها محطة رى السلسلة بكلابشة.،كما قد يتسبب تعطل محطات الرى فى كوارث خطيرة كما حدث عندما عجزت محطات رى النقرة أوائل العام الماضى فى سحب ورفع كميات مياه الرى بسبب تعطل عدد من محطات الرى على ترعة مياه وادى النقرة، مما نجم عنه حدوث ارتجاع للمياه وكسر المياه لترعة وادى النقرة، ومما أدى لغرق قرية أبو سمبل – التهجير – بمركز نصر النوبة التى ينتمى إليها المشير محمد حسين طنطاوى، مما تسبب فى تهدم وتصدع عشرات المنازل والمنشآت الحكومية التى لم يتم تجديدها حتى الآن. كما طالت يد مافيا الكابلات الكهربائية المسلحة تقريبا أغلب محطات الرى بأسوان مما سبب قصورا فى منظومة الرى، كما تورطت مافيا الكابلات فى تقطيع مسافات كبيرة من الشبكة القومية للكهرباء بعدد مناطق بمحافظة أسوان وقاموا بترويع الأهالى وخاصة بكوم أمبو وإدفو كما تسبب ذلك فى غرق عدة شوارع فى الظلام الدامس بسبب أيضا السرقات المتكررة. وتخصص نوع آخر من لصوص الكابلات، والذين يعد عدد كبير منهم من المسجلين خطر وأرباب السوابق فى سرقة خطوط التليفونات الأرضية، كان آخر هؤلاء كابل تليفون مطار أسوان الدولى أمس والذى فشلت كل الجهود حتى الآن فى إعادة الخدمة التليفونية للمطار مما تسبب فى ارتباك الأعمال الإدارية بالمطار والحجوزات وتوقف استلام الفاكسات من مطارات العالم وشركات ومكاتب الطيران والسفر والسياحة، حيث كشف موظفو المطار أن كابلات التليفونات الخاصة بالمطار تعرضت للسرقة من قبل حوالى أربع مرات، ولكن هذه المرة فقد استولى اللصوص على أطوال كبيرة من الكابل،كما تسبب مافيا كابلات التليفونات فى توقف خدمة التليفونات عن عدة قرى ومناطق بأسوان، مما تسبب فى عزل تلك المناطق كما قام مافيا كابلات التليفونات خلال الأيام الماضية بالسطو على مسافات مردومة من الكابلات على طريق مصر أسوان السريع، حيث تعرضت قرية سلوا قبلى لعدة هجمات تصدى لها الأهالى خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تصر عصابة مسلحة على الاستيلاء على الكابلات الموجودة فى القرية، كما تسبب سرقة الكابلات التليفونية عن انقطاع الخدمة عن عدة قرية وهى قرية الرغامة غرب والرغامة شرق والنجوع التابعة لها منذ قرابة العامين، كما شهدت سنترال كوم أمبو لمحاولة سطو مسلح من قبل مافيا الكابلات. ويوجد نوع ثالث أقل خطرا وهم الذين يقومون بسرقة مخازن السكة الحديد وشركات الكهرباء وبيعها بشكل سريع لتجار الخردة، حيث سقطت أكثر من حالة فى يد الأمن الشهور الماضية ومن هذا الصنف عصابات تمكنت من سرقة قضبان وفلنكات ومهام خاصة بخطوط الديكوفيل وهى شبكة حديدية يمر عليها قطار ينقل محصول القصب من الزراعات وحتى مصانع السكر وتوجد بمحافظة أسوان شبكتين للديكوفيل شبكة بكوم أمبو التى تعرض أكثر من نصف هذه الشبكة للسطو وشبكة ديكوفيل بمركز إدفو وهى أحسن حالا لمرور الشبكة وسط وبالقرب من المناطق السكنية.