رغم أن اللجوء لنظام "البطولة المجمعة" في الأدوار النهائية لدوري أبطال أوروبا كان لأسباب قهرية، عقب تفشي فيروس كورونا المستجد عالميًا، إلا أن الإثارة التي صاحبت المواجهات الأخيرة في البطولة القارية، فتحت الباب أمام التفكير في تحويل البطولة لنظام مختلف في المستقبل. وتوقفت منافسات كرة القدم في جميع أنحاء العالم خلال شهر مارس الماضي، عقب انتشار مرض "كوفيد-19" المعروف عالميًا بكورونا المستجد، وعادت المنافسات تدريجيًا بداية من شهر مايو الماضي. وأجبر ذلك التوقف الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على تغيير نظام الأدوار النهائية لدوري أبطال أوروبا، بشكل مؤقت في الموسم الحالي، انطلاقًا من الدور ربع النهائي، لتقام بشكل مجمع في العاصمة البرتغالية لشبونة. وشهدت مباريات الأدوار النهائية لدوري الأبطال إثارة كبيرة، حيث قلب باريس سان جيرمان الفرنسي تأخره أمام أتالانتا الإيطالي في الدور ربع النهائي إلى فوز قاتل في الوقت بدل الضائع، بينما أطاح لايبزج الألماني بنظيره أتلتيكو مدريد الإسباني، وفاجأ ليون الفرنسي العالم بالإطاحة بمانشستر سيتي الإنجليزي، بينما تمثلت النتيجة الأبرز في الفوز الكاسح الذي حققه بايرن ميونخ الألماني بثمانية أهداف مقابل هدفين على برشلونة الإسباني. ينتظر العالم مواجهة نهائية مثيرة بين بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، في التاسعة مساء اليوم الأحد، بعدما أطاح الأول بفريق ليون الفرنسي، بينما تجاوز الثاني نظيره لايبزج الألماني. أليكساندر تشيفيرين رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قال إن الإثارة التي صاحبت النظام الاستثنائي للبطولة القارية، ستدفع مسؤولي "يويفا" للتفكير في تغيير نظام البطولة مستقبلًا، بدلًا من النظام المعتاد، بخوض مواجهتي ذهاب وإياب بين مرحلتي الستة عشر ونصف النهائي. وقال تشيفيرين في تصريحات لشبكة رويترز: "لقد كنا مجبرين على هذا النظام، لكننا في النهاية اكتشفنا شيئًا جديدًا، لذلك سنعيد التفكير بشأن نظام البطولة في المستقبل بكل تأكيد." وأضاف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم: "لم نر تعقيدات تكتيكية، حيث يسعى الفريق الذي يتأخر بهدف إلى محاولة التعويض بأسرع صورة ممكنة، عندما يتعلق الأمر بمباراة واحدة، لكن في نظام الذهاب والإياب، فإن الفريق المتأخر يمتلك فرصة التعويض في مباراة أخرى. تشيفيرين أضاف أن نظام البطولة الحالي "الذهاب والإياب حتى نصف النهائي" مثبت حتى نسخة 2024/2025، لكنه أكد أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سيناقش شكل البطولة بعد تلك النسخة. صحيفة "فرانس فوتبول" الشهيرة تناولت بدورها احتمالات تغيير نظام دوري أبطال أوروبا، لتتحول المنافسات بشكل دائم إلى فكرة البطولة المجمعة، وذكر تقريرها أن المباراة الواحدة تفتح المجال أمام جميع الاحتمالات، وهو ما يضفي إثارة كبيرة على المباريات. وأضافت الصحيفة الفرنسية أن "البطولة المجمعة" تُحول دوري أبطال أوروبا إلى طراز شبيه بالبطولات الكبرى للمنتخبات، مثل كأس العالم وكأس الأمم الأوروبية "يورو". لكن الصحيفة ذاتها أكدت أن ذلك الأمر سيؤثر على جدول منافسات الدوريات الأوروبية، وهو ما سيحتاج إلى ترتيبات خاصة، كما أضافت أن تقليل عدد مباريات دوري أبطال أوروبا سيعود بأضرار اقتصادية على "يويفا". وكانت منافسات كأس أوروبا للأندية أبطال الدوري تُقام في جميع أدوارها بنظام الذهاب والإياب، قبل أن تتحول البطولة إلى "دوري أبطال أوروبا" انطلاقًا من موسم 1992/1993 والذي شهد تتويج فريق مارسيليا الفرنسي باللقب.
