"أعتقد أن ال11 شهرًا الماضية لم تكن مضيعة للوقت، لقد استغليت الوقت في التفكير والتحليل، أدركت أنني ارتكبت أخطاء خلال مسيرتي ولن أكررها مجددًا (سأرتكب أخطاء أخرى جديدة)، كان الصيف الأول الذي لا أعمل فيه ، لم يكن الأمر سهلاً، شعرت بالضياع خلال فترة ما قبل الموسم".. تصريح للبرتغالي جوزيه مورينيو خلال المؤتمر الصحفي لتقديمه كمدرب لتوتنهام. بعد أكثر من 11 شهرًا ابتعد خلالهم عن الملاعب لأول مرة خلال مسيرته التدريبية، عاد مورينيو ليقود فريق توتنهام الإنجليزي خلفًا للمدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو الذي تمت إقالته بسبب تراجع نتائج سبيرز من بداية الموسم. انطلاقة مورينيو كانت مثيرة كعادة المدرب "الاستثنائي"، فضربة البداية كانت خارج ملعبه أمام فريق وست هام يونايتد الذي يقوده فنيًا مانويل بيلجريني. تقدم توتنهام بثلاثية دون رد، إلا أن الإثارة كانت عنوانًا للربع ساعة الأخيرة من المباراة ودخل مرمى سبيرز هدفين لكنه نجا من التعادل وحصد أول 3 نقاط منذ فوزه على ساوثهامبتون بالجولة السابعة من بريميرليج. المباراة الثانية كانت بالجولة الخامسة من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، نعم كانت وضعية توتنهام جيدة في ترتيب المجموعة فقد كان يحتل المركز الثاني لكنه لم يضمن بعد بطاقة التأهل إلى منافسات دور ال16. تأخر توتنهام بهدفين دون رد خلال أول 20 دقيقة، لكن سرعان ما تجاوز مورينيو خطأه وأجرى تبديلًا مبكرًا بخروج إيرك داير والدفع بكريستيان ايركسن بدلًا منه خللا النصف ساعة الأولى من المباراة. حصد مورينيو ثمار قراره، ونجحت خطته وفاز سبيرز برباعية حسمت تأهله إلى دور ال16. لم يحتاج مورينيو سوى مباراتان فقط لإثبات صحة تصريحاته التي أدلى بها خلال الأيام القليلة الماضية بشأن التعلم من أخطاء الماضي. المشهد الأول مورينيو نجح في كسب ثقة اللاعبين بشكل سريع، على الرغم من ارتباطهم القوي ببوكيتينو ورفضهم قرار رحيله -بحسب ما ذكرته بعض التقارير الأوروبية- على الرغم من سوء مستوى ونتائج الفريق الإنجليزي. على عكس المعتاد، كان مورينيو يخلق عداوات مع اللاعبين والتي كانت سببًا مباشرًا في رحيله عن أكثر من نادي، آخرهم مانشستر يونايتد بعدما ساءت الأمور بينه وبين بعض لاعبي الفريق كان على رأسهم الفرنسي بول بوجبا نجم الشياطين الحمر. المشهد الثاني عندما تولى مورينيو مقعد الإدارة الفنية لتوتنهام، أشارت التقارير الأوروبية إلى أن المدرب البرتغالي أمامه عدة مهام مع الفريق الإنجليزي، كان أبرزها تجديد عقود بعض اللاعبين التي شارفت على الانتهاء وهم الثلاثي توبي ألدرفيريلد ويان فيرتونخين وأخيرًا النجم الدنماركي كريستيان إريكسن الذي ارتبط بالرحيل إلى ريال مدريد. بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية فإن فيرتونخين لا يمانع مناقشة أمر التجديد مع توتنهام في ظل وجود مورينيو. المشهد الثالث نقطة أخرى مضيئة لمورينيو وهو كسب ود إيركسن، بعدما وضع ثقته الكاملة في اللاعب الدنماركي خلال مباراة توتنهام ضد أولمبياكوس. قبل المباراة بأيام قليلة علق مورينيو عند سؤاله عن سبب عدم اعتماده بشكل أساسي على خدمات إيركسن بأنه ينظر إلى مصلحة الفريق المستقبلية في إشارة إلى احتمالية رحيل صاحب ال27 بعد نهاية عقده في 2020. تخلى البرتغالي عن عناده "المعتاد" ونظر إلى مصلحة الفريق، وقام بالدفع باللاعب الدنماركي خلال لقاء أولمبياكوس على حساب إيرك داير وكان له ما أراد. المشهد الرابع لقطة أخرى، وهي اعتذار مورينيو علنًا لإيرك داير بعدما أخرجه في النصف ساعة الأولى أمام أولمبياكوس اليوناني. وقال مورينيو بعد المباراة: "أول ما أريد قوله هو إنني اعتذرت لإريك داير في غرفة الملابس، الأمر لم يكن سهلا أبدا للاعب ولا للجهاز الفني". كما اعتذر عن عدم الذهاب نحو المدرجات لتحية الجماهير عقب الفوز أمام وست هام، وخرج واعتذر لهم. المشهد الخامس كانت لقطة عاطفية إلى حد كبير نالت استحسان جماهير سبيرز، عندما توجه إلى صبي جمع الكرات الذي تسبب كان له دور في تسجيل هاري كين هدف التعادل الثاني أمام الفريق اليوناني. عندما خرجت الكرة من الملعب، أسرع الصبي وألقى الكرة نحو سيرجي أورييه ليستفيد كين فيما بعد ويسجل هدف التعادل في الدقيقة 50. مورينيو لم ينس فضل الصبي، وتوجه إليه عقب نهاية المباراة بفوز توتنهام 4-2 وقام بتحيته لينال وسط تصفيق الجماهير.
