مروة عيد تتحدث ليلا كورة عن.. مشوارها في نيس.. تجربة صلاح.. والظلم الذي تعرضت له

الإصرار أسهل طريق للنجاح.. شعار رفعته مروة عيد عبد الملك، لاعبة كرة اليد بنادي نيس الفرنسي، وأول محترفة مصرية في لعبة كرة اليد بأوروبا.
اسمها الحقيقي إحسان، من عائلة رياضية، أختها الكبرى حنان عيد، لاعبة كرة يد سابقة بالنادي الأهلي، وأختها الصغرى نصرة التي تسير على خطى إحسان وحنان.
"وأنا صغيرة كنت دايمًا بقول أنا عاوزة أحترف".. تحكي مروة: "البعض كان يدعمني من أهلي وإخواتي والبعض الآخر كان يقلل من طموحي، إلا أن إصراري على تحقيق حلمي كان بمثابة الدافع الذي قادني للاحتراف الأوروبي".
تسرد مروة بداية مشوارها الاحترافي، قائلة: "خضت تجربة سابقة في ألمانيا، كنت أبلغ من العمر وقتها 17 عامًا، لم يمض سوى أسبوع واحد فقط، قبل عودتي إلى القاهرة مجددًا، أكملت مشواري مع الأهلي، لسبع سنوات اخرى، حتى حصلت على العرض الفرنسي من نادي نيس".
تستكمل إيشان -كما يطلقون عليها في فرنسا- حديثها: "وقت وصول العرض الفرنسي كان عمري 24 عامًا، وافقت على الفور فقد كان الحلم يراودني منذ الصغر وقد حان الوقت لتحقيقه".
مرت ما يقرب من 10 سنوات، تحكي صاحبة القميص رقم 86 قائلة: "معرفش السنين عدت إزاي، كنت فاكرة إني مش هقدر أستحمل، كل سنة بتعدي كان بيتولد جوايا طموح وحلم جديد، صعدت مع نيس من دوري الدرجة الثانية للأولى، أصبحت قائدًا للفريق، لسه مشبعتش من الحلم، طول ما إنت بتحلم هتلاقي عندك القابلية إنك تكمل".
تستكمل لاعبة الأهلي السابقة قصة نجاحها، لافتة إلى أنها نجحت في تسطير اسمها في تاريخ كرة اليد، كما باتت أول لاعبة مصرية تطرق أبواب الاحتراف الأوروبي، بل وتصبح أول فتاة عربية تحمل شارة القيادة لفريق أوروبي.
ضربت إيشان أروع الأمثلة في التحدي والإصرار، وإذا كان الدولي المصري محمد صلاح صاحب الإنجاز التاريخي في كرة القدم بالملاعب الأوروبية، فإيشان ضربت أصبحت مثالًا يحتذى به في التحدي والإصرار للاعبات كرة اليد، بل وبرهنت في تجربتها على أن المستحيل يمكن التغلب عليه بل والتفوق على صعوباته.
تعود اللاعبة للحديث مشيدة بتجربة صلاح في ملاعب أوروبا، بل وتثني على ما يقدمه الفرعون المصري، قائلة: "ياريت يكون عندنا 1000 زي صلاح"، وتشير إلى أنها واجهت الكثير من الصعوبات منذ وصولها إلى فرنسا، خاصة وأن عادات وتقاليد أوروبا تختلف كليًا عن مصر، إلى جانب عدم إجادتها للغة الفرنسية، تكمل مروة: "كنت بخلق جوايا الطموح وبعافر عشان أكمل وأوصل لحلمي".
تستطرد اللاعبة مجددًا، وتحكي عن الظلم الذي تعرضت له مثل باقي زميلاتها من قبل الاتحاد المصري لكرة اليد، لقلة اهتمامه باللعبة، وتخليه عن فكرة تكوين منتخب يمثل الكرة المصرية في المحافل العالمية والأفريقية.
تقول مروة: "أنا سبت مصر بسبب ظلم الاتحاد، ولولا ما تعملناه داخل جدران الأهلي، من إصرار وتحدي واحترافية ما كنت استمريت في مشواري الكروي، بالنسبة لي تعرضت للظلم لكنني نجحت في بناء تاريخ لنفسي".
وبسؤالها عن مثلها الأعلى، أجابت: "في كرة اليد، بالتأكيد شقيقتي الكبرى حنان، إلى جانب أشرف شكري -رحمه الله- مدربي السابق في الأهلي، أما على مستوى الحياة بوجه عام، فاللاعب محمد أبو تريكة"، تضيف مروة "نفسي أبقى ربعه في يوم من الأيام".
وحول مرحلة ما بعد الاعتزال، وهل تراودها فكرة تكرار تجربة رانيا علواني في مجلس الإدارة، ترد لاعبة نيس: "نفسي جدًا، طبعًا حلم كبير سأسعى لتحقيقه، أتمنى خدمة الأهلي تحت أي مسمى من المسميات".
وعن حلم خوض تجربة التدريب الذي تحدثت عنه مروة عيد سابقًا، وهل ستتخلى عنه، أجابت قائدة نيس قائلة: "بالطبع لا، أنا أبحث عن التميز في كل مراحل حياتي، وسأسعى لأكون أول مدربة مصرية تقود منتخب السيدات لكأس العالم".
إيشان، هداف فريق نيس حاليًا، وتنافس على لقب هداف الدوري، وتسعى لقيادة فريقها لاحتلال مركز متقدم في المربع الذهبي بجدول الدوري، أملًا في تمثيل نيس في البطولات الأوروبية الموسم المقبل.
شهر رمضان سيطرق أبوابه بعد عدة أيام قليلة، كيف ستقضي نجمة نيسي فترة الصيام في فرنسا؟، تشير مروة إلى صعوبة قضاء تلك الشهر بمفردها خاصة وأن عدد ساعات الصيام طويلًا، مضيفة إلى أن مدرب الفريق متفهم للأمر، ولا يمانع في صيامها.
أوحول نصائحها لزميلاتها، وموعد انتهاء تعاقدها مع نيس، تقول مروة عيد: "لدي قناعة بأن العقبات جزء من دورة الحياة، ولكن طالما لديك الإيمان بأهدافك وحلمك، فعليك تحقيقه مهما واجهت من مشاكل وأزمات، جددت عقدي مع نيس لمدة موسمين آخرين، وسأستمر مع الفريق حتى يونيو 2020، أتمنى العودة بعدها للأهلي والاعتزال بالقميص الأحمر.