وكالات أنباء انطلقت فعاليات الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية للاتحاد الدولي لكرة القدم (كونجرس فيفا) بقاعة مجمع "هالنستاديون" بمدينة زيوريخ السويسرية ، والذي يشهد انتخاب الرئيس الجديد للفيفا من بين خمسة مرشحين والتصويت على حزمة إصلاحات واسعة تشمل تغييرات إدارية. وتصب الترشيحات بشكل كبير لصالح المرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي للعبة والسويسري جياني إنفانتينو الأمين العام للاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في مواجهة المرشحين الثلاثة الآخرين الأردني الأمير علي بن الحسين والفرنسي جيروم شامبين والجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل. وتأتي لانتخابات في وقت يواجه فيه الفيفا أزمة غير مسبوقة بسبب تحقيقات فساد تجريها الولاياتالمتحدة وسويسرا شهدت حملة اعتقالات لمسؤولين ولائحة اتهام شملت ستة من نواب رئيس الفيفا السابقين. وافتتح الكاميروني عيسى حياتو القائم بأعمال رئيس الفيفا، في ظل إيقاف السويسري جوزيف بلاتر ، فعاليات الكونجرس بكلمة ترحيبية أمام الحضور والتأكيد على أهمية المؤتمر ودوره في تصحيح مسار الفيفا. بعدها استدعى حياتو كلا من بيتر جليرون رئيس الاتحاد السويسري لكرة القدم وتوماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لإلقاء كلمة ، قبل أن يبدأ ماركوس كاتنر القائم بأعمال الأمين العام للفيفا إعلان حضور ممثلي الاتحادات الأعضاء المشاركين في التصويت. وقال حياتو "لا يمكن لأحد أن ينكر أن ما شهدناه من أحداث العام الماضي أثر كثيرا على الفيفا.. الآن ينظر العالم بأكمله إلينا ونحن نمتلك الفرصة لتجاوز الأزمة." وأضاف "علينا اختيار الرجل المناسب لقيادة المنظمة في هذا الوقت العصيب كي نعيد للفيفا اعتباره ، علينا أن نعمل معا من أجل رؤية ثاقبة للمستقبل.. أتمنى التوفيق للمرشحين وكل الهيئات والمنظمات وأتمنى أن نمضي قدما نحو مستقبل أفضل." ويشهد الكونجرس التصويت على حزمة إصلاحات جديدة ، ولابد من التصويت بالموافقة من جانب ثلاثة أرباع إجمالي الأصوات، وهو ما يعادل 156 صوتا من إجمالي 207 أصوات (في ظل ايقاف الكويت وإندونيسيا). وتتضمن حزمة الإصلاحات تغييرات إدارية واسعة من بينها تقليص صلاحيات الرئيس والفصل بين الأنشطة السياسية والتجارية وتحديد فترات بقاء المسؤولين في مناصبهم وإجراء تدقيق ومراجعة على كبار المسؤولين وتمثيل أكبر للمرأة في الإدارة والمزيد من الشفافية بشكل عام. ويحتاج المرشح حصد أغلبية الثلثين من إجمالي الاصوات، وهو ما يعادل 138 صوتا، كي يفوز في الجولة الأولى من التصويت بينما يكفي أي مرشح الحصول على أغلبية بسيطة تبلغ 104 أصوات في حالة الاستمرار لجولات أخرى من التصويت تشهد استبعاد المرشح صاحب أقل عدد من الأصوات. وقبيل انطلاق فعاليات الكونجرس ، احتشد عدد من الأشخاص صباح اليوم الجمعة أمام قاعة مجمع هالنستاديون في تظاهرة مؤيدة للشيخ سلمان. وحمل المتظاهرون لافتات تحمل كلمات "ندعم الرجل النظيف" و"الفيفا سيكون آمنا مع سلمان". ومع ذلك أثيرت الشكوك حول التظاهرة بعد أن قال أحد المشاركين في التظاهرة، وهو سنغالي الجنسية، إنه لا يهتم بالأمر، كما تردد أن شخصا حاول منح الصحفيين من التحدث مع المتظاهرين. وتعرض الشيخ سلمان رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لانتقادات من منظمات حقوقية ادعت تورطه في حملة اعتقالات وتعذيب لاعب خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مملكة البحرين عام 2011 ، لكنه نفى تلك الادعاءات. ومن داخل القاعة ، قال فيليب شيانجوا رئيس اتحاد زيمبابوي لكرة القدم في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، إن جميع الاتحادات الوطنية ال54 الأعضاء بالاتحاد الأفريقي (كاف) سيصوتون للشيخ سلمان "لأنه الأفضل" لتلبية احتياجات القارة. كذلك يحظى الشيخ سلمان بدعم الأغلبية من الاتحادات ال44 الأعضاء في الاتحاد الآسيوي. أما إنفانتينو فيحظى بدعم كبير من جانب الاتحادات ال53 الأعضاء في اليويفا لكن لم يتضح حتى الآن بشكل كبير ما إذا كان سيحصل على كافة الأصوات العشرة لاتحاد أمريكا الجنوبية (كونميبول) الذي أعلن تأييده له ، كما أعلنت عدة اتحادات أعضاء في الكونكاكاف (أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي) دعمها لإنفانتينو. وألقى جيليرون رئيس الاتحاد السويسري لكرة القدم كلمة أمام الحضور قال فيها "أتشرف بالترحيب بكم باسم الاتحاد السويسري لكرة القدم. تشرفت باستقبالكم وأتمنى أن يشهد اليوم انطلاقة نحو عمل الفيفا بطريقة جيدة." وأضاف "لقد نظمنا لكم هذا الاجتماع، والآن جاء دوركم لتجعلوا الشمس تسطع من جديد على الفيفا.. علينا اتخاذ القرارات الصحيحة ، لا أعرف ما هي ، ولكن علينا الاختيار الجيد بما يصب في مصلحة كرة القدم والفيفا." كذلك رحب توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية بالحضور وتقدم بالشكر لعيسى حياتو على دعوته وشدد أيضا على أهمية دور المؤتمر في مستقبل كرة القدم. وقال باخ "سوف تقررون مستقبل كرة القدم العالمية ، الآن لديكم الفرصة لفتح صفحة جديدة مشرقة في سجلات التاريخ.. الآن نحن نعيش في عالم جديد يتطلب المزيد.. هناك العديد من التساؤلات ونحن بحاجة إلى إجابات لها." وأضاف "الرئيس واللجنة التنفيذية نصحوا الاتحادات بالموافقة على حزمة الإصلاحات المقترحة.. الاختيار الصحيح يشكل قاعدة جيدة للبناء والانطلاق نحو مستقبل أفضل.. اليوم نرى بكل وضوح أهمية التغييرات والمجهودات المتواصلة. وتابع "كرة القدم لعبة تعتمد على الأهداف التي يسجلها الفريق ، اليوم تختارون قائد فريقكم الجديد وبالتالي استراتيجية القيادة الجديدة ، عليكم اليوم تسجيل الهدف الذي يصب لصالح الفيفا وكرة القدم العالمية." حياتو: نتعهد بأن نسلك طريقا جديدا للتغيير أكد الكاميروني عيسى حياتو، القائم بأعمال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، اليوم الجمعة في افتتاح الجمعية العمومية غير العادية، أن الأخيرة "ستمثل بداية لحقبة جوهرية في تاريخ الفيفا"، الذي "يتعهد بحسم بأن يسلك طريقا جديدا للتغيير". وأكد "لا أحد ينفي أنه كان علينا في العام الماضي اجتياز عدة تحديات أثرت على أسس منظمتنا. الفيفا كان في مركز الاهتمام لأسباب سلبية، لكننا تمكنا من تغيير ذلك. معا نحن عازمون على وضع كرة القدم في قلب كل جهودنا". ووصف حياتو الإصلاحات التي ستخضعها الجمعية العمومية للتصويت، على إدارة وشفافية الاتحاد، بأنها "تقدمية ومهمة"، وتمنى التوفيق للمرشحين الخمسة الذين يتنافسون على خلافة السويسري جوزيف بلاتر في الرئاسة. وأضاف "حان الوقت لانتخاب الشخص الذي يوجهنا في هذه الفترة العصيبة. بالتوفيق للمرشحين، وكل الأفضل في المستقبل للجميع، في وقت نصنع فيه مستقبلا جديدا". طوكيو سيكسويل يعلن انسحابه من انتخابات رئاسة الفيفا أعلن رجل الأعمال الجنوب أفريقي طوكيو سيكسويل اليوم الجمعة انسحابه من المنافسة على رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) مؤكدا دعمه للرئيس القادم الذي سيتم انتخابه من بين أربعة مرشحين. وجاء ذلك في كلمته أمام الحضور قبل عملية التصويت على اختيار الرئيس الجديد ، خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) المنعقد في قاعة مجمع "هالنستاديون" بمدية زيوريخ السويسرية. الأمير علي يتعهد باستخدام نهج "الهرم المقلوب" تعهد الأمير الأردني علي بن الحسين المرشح لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأنه في حالة الفوز بمقعد الرئاسة سيتبع نهج "الهرم المقلوب" ليؤدي الفيفا دوره في خدمة الاتحادات الوطنية الأعضاء. وجاء ذلك في كلمته أمام الحضور قبل عملية التصويت على اختيار الرئيس الجديد من بين خمسة مرشحين، خلال الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس الفيفا) المنعقد في قاعة مجمع "هالنستاديون" بمدية زيوريخ السويسرية. وقال الأمير علي "سأقود الفيفا لخدمة الأعضاء ، سأقود فيفا خاليا من الفساد وملتزما بشكل كامل بتطوير كرة القدم حول العالم.. أتطلع إلى قيادة الفيفا نحو الاستقرار" ، وذلك في إشارة إلى الأزمة غير المسبوقة التي يعيشها الفيفا وسط قضايا الفساد المتلاحقة. وأضاف الأمير علي "لا يجب أن نسمح لماضي الفيفا أن يدمر مستقبله. سأبني على أفضل ما في الماضي وأنحي الأمور السيئة جانبا... سأتولى مسؤولية إنهاء الأزمة الحالية." وتابع الأمير علي الذي شكل منافسا قويا أمام جوزيف بلاتر ، الموقوف ، في الانتخابات الماضية خلال كونجرس الفيفا في أيار/مايو 2015 ، إنه يتطلع إلى المزيد من التطور فيما يتعلق بكأس العالم وكذلك كرة القدم النسائية." وقال الأمير علي "أريد أن أشكركم على هذه الفرصة المتاحة وأود أن أشكر بقية المرشحين لخوض مناقشات بناءه حول كيفية تحسين كرة القدم.. جئتم لحضور هذا المؤتمر لتدلوا بأصواتكم وتحملون على عاتقكم مسؤولية تحقيق تطلعات الجماهير، هناك الملايين من الجماهير المحبة للعبة تشاهدنا الآن وتنتظر الرؤية الثاقبة والتحلي بالشفافية." وأوضح "هذا الاجتماع يدل على أننا متحدون في عالم كرة القدم، يجب أن نتطلع إلى المستقبل، منذ 112 عاما بدأ الفيفا في باريس ، كان هناك سبعة أعضاء شكلوا الفيفا أغلبهم من أوروبا ، هم من وضعوا القانون الأساسي للفيفا والبنية التحتية لتطوير كرة القدم.. هنا نقف الآن في زيوريخ ونحترم من أنشأ الفيفا ونشكر كل الاتحادات القارية على ما قدمته لكرة القدم." وأضاف "كرة القدم هي اللغة الأقوى التي توحد الشعوب باختلاف أجناسها وحضاراتها، هي من تنقل الأمل إلى مخيمات اللاجئين وهي مدعاة للسلام وعامل مؤسس له في أفريقيا ، ولا تنسوا أنها تمحوا الفوارق بين الذكور والإناث.. لا تنسوا أن ازدياد المنافسات تدل على تطور كرة القدم، لكن الفيفا نزل في الوقت نفسه إلى القاع.. أنتم تدركون الأزمة التي يعيشها الفيفا وتعرفون الجدل الدائر حول رئاسة الفيفا." وواصل "علينا ألا نخاف ونسير في الطريق الصحيح ، اليوم يمكنكم استعادة الفيفا وتقولوا للعالم إنكم حراس كرة القدم وستقودونها للحرية والقوة.. إذا أعطيتموني فرصة الرئاسة سأتخذ قرارات عاجلة لإنهاء الأزمة ، سأستعين بخبراء يتمتعون بكفاءات هائلة يمكنهم إنهاء الأزمة وسنعمل بالتعاون مع الأممالمتحدة.. سأعمل على الشفافية وغياب التفرقة والتمييز وسأعمل على الحوكمة الرشيدة ولا بد أن يكون الفيفا الحامي الأول لحقوق الإنسان ، سيعمل الفيفا بمبدأ المساواة والكرامة الإنسانية ، خاليا من الفساد ويخدم مصالح كل الاتحادات ، ويجري دراسات بحثية تزيد من إمكانيات الجميع بغض النظر عن أي تحديات." وأضاف "يمكن أن نعيد المصداقية للفيفا ، نتحرك نحو الفيفا المنشود ، سنقلب الهرم ونجعل الاتحادات الكروية في أعلى الهرم ونحن في الأسفل ، سنقدم الخدمة لكرة القدم بالحوكمة الرشيدة.. كرة القدم ستكون محمية من الاستغلال وكأس العالم ستتطور لتعكس تطور كرة القدم ، والمؤسسات المالية ستصبح أكثر قوة ، سأجلب الاستقرار للفيفا وفي الوقت نفسه سننشر كرة القدم في العالم." واختتم كلمته قائلا "أنا المرشح الوحيد الذي تحلى بالاستمرارية في المنافسة على قيادة الفيفا.. لا أنتمي إلى أي منطقة دون غيرها ، أعمل لمصلحة الجميع ، أنا منكم وإليكم.. الآن لديكم القوة والمسؤولية لتحسين كرة القدم التي تستحق منكم كل مجهود."