بإعلان مارشيلو ليبي المدير الفني السابق ليوفنتوس ومنتخب إيطاليا اعتزاله التدريب بنهاية الموسم الحالي بعد التتويج بالدوري المحلي مع جوانزو إيفرجراند الصيني تفقد كرة القدم العالمية أيقونة هامة في تاريخها. ومع ما سبق من اعتزال السير أليكس فيرجسون في عام 2013 ها هو ليبي يتوارى عن ساحة الكرة العالمية. ويقوم يالاكورة من خلال التقرير التالي بإلقاء الضوء على أبرز أفكار ومنافسات ليبي: مواجهات ليبي "يوفنتوس" ضد كابيللو "ميلان" تعتبر تنافسية مارشيلو ليبي مع فابيو كابيللو لأسباب عدة هي الأهم على المستوى التدريبي في تسعينيات القرن الفائت. ناديا ميلان ويوفنتوس في عهد كلا المدربين تقاسما التواجد في النهائي الأول منذ استحداث نظام الشامبيونز ليج في دوري الأبطال الأوروبي من 93 وحتى 98 بواقع 3 نهائيات لكل فريق، بينما كان نهائي (مانشستر يونايتد 2 - بايرن ميونيخ 1) الشهير في 99 هو النقطة الفاصلة لإبعادهما حين أقصى اليونايتد فريق اليوفي في مباراة 3-2 الشهيرة في نصف النهائي. وقاد ليبي اليوفي للقب دوري الأبطال في 96 والمركز الثاني في 97 و98، ليرد على إنجاز كابيللو بطل 94 مع الروسونيري ووصيف 93 و95. نتائج مواجهات كابيللو وليبي في فترة تواجدهما وجها لوجه في السيري إيه - الفترة من 94 حتى 96: التعادل 1-1 في الدور الأول لموسم 93-94 فوز ميلان 1-0 في الدور الثاني. فوز يوفنتوس 1-0 في الدور الأول لموسم 94-95 فوز يوفنتوس 2-0 في الدور الثاني. فوز ميلان 2-1 في الدور الأول لموسم 95-96 التعادل 1-1 في الدور الثاني. وتظهر المواجهات مدى التنافسية التي وجدت بين الاثنين فكل فريق فاز مرتين وتعادلا مرتين، وعلى مستوى الألقاب وخلال فترة تواجدهما في المواسم الثلاثة: فاز ليبي بكالتشيو 95، بينما حقق كابيللو ألقاب 94 و96. أما عن تاريخ كابيللو في يوفي فحقق معه: خمس ألقاب للدوري في 95 و97 و98 و2002 و2003 والكأس في 95، ودوري الأبطال في 96 والسوبر الأوروبي في نفس العام وكذلك كأس الإنتركونتينتال. مونديال الطليان الأخير عند الانتقال لمرحلة جديدة من حياة المدرب الأسطوري مارشيلو ليبي والابتعاد عن تنافسيته المحلية في إيطاليا سواء مع كابيللو أو بعده مع مدربين آخرين أو أوروبياً مع أليكس فيرجسون أو أوتمار هيتسفيلد ستجد أنفسنا بعد عقد من تتويج دوري الأبطال الأوروبي في 96 أمام مدرب يقود الآتزوري للقب كأس العالم الرابع المونديال الأول منذ 24 سنة كعادة المونديال الرابع للبرازيل في 94 أو ألمانيا في 2014. بدا أن ليبي قام بتطبيق فعلي لفلسفته الكروية في كأس العالم 2006 مع منتخب إيطاليا، يقول ليبي في كتابه "مباراة الأفكار: اعتقادات ومشاعر من خلف الخطوط): "روح الفريق واتحاد اللاعبين هو الطريق لتحقيق الفوز، يجب أن يحترم اللاعبين بعضهم البعض." ويسهب المدرب الأفضل في العالم في 97: "مجموعة من أفضل لاعبي العالم ليس بالضروري أن تكون الفريق الأفضل، الأهم هو الخطة الموضوعة والطريقة التي تجعل اللاعب يسخر كامل إمكانياته من أجل صالح الفريق." أظهر ليبي فابيو جروسو ظهير أيسر باليرمو كأحد أهم اللاعبين في مونديال ألمانيا 2006 فكان نجم مواجهة نصف النهائي بهدف أول فتح الطريق لنهائي برلين وسجل ركلة جزاء التتويج أمام فرنسا، وظهر تفاعل إمكانيات فرانشيسكو توتي والبديل الموهوب إليساندرو ديل بيرو والهداف فيليبو إنزاجي والصاعد لوكا توني ورأينا كيف استمتع أندريا بيرلو بلعب كرة القدم خلال فاعليات المونديال، وكيف تعملق جيان لويجي بوفون وهو أمر ليس بالمستحدث على أغلى حارس مرمى في العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين وكيف أدى فابيو كانافارو وجيانلوكا زامبروتا. ولربما كان مشهد المشجعة الألمانية وهي تبكي بعد الخسارة أمام الآتزوري في نصف النهائي هو المشهد الأبرز في مونديال ألمانيا قبل ثماني سنوات من اعتزال أسطورة التدريب العالمية المهنة. مسك الختام بطل أبطال آسيا لم يكن من المنطقي أن تنتهي مسيرة ليبي بمونديال مخيب مع الآتزوري في 2010، فنصفه التاريخ بأن يصبح أول مدرب يجمع بين دوري الأبطال الأوروبي ودوري الأبطال الآسيوي. بعد أقل من عام ونصف من تولي ليبي المسئولية الفنية لفريق جوانزو إيفرجراند الصيني كان الفريق يتوج بطلاً لقارة آسيا على حساب سيول الكوري الجنوبي بقاعدة احتساب الهدف خارج الملعب بهدفين بتعادل خارج الديار 2-2 ذهاباً و1-1 إياباً ليتأهل الفريق لكأس العالم للأندية. وتغلب جوانزو على الأهلي 2-0 قبل أن يودع البطولة بخسارة منطقية أمام بايرن ميونيخ بقيادة المدرب العملاق الشاب جوسيبي جوارديولا في لقاء منح دوليو ألمانيا جزءً من الانتقام من المدرب الذي حرمهم من التتويج في بلادهم قبل سبعة أعوام.
