في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء. ملامح تكتيكية كثيرة قدمها بيللجريني ومورينيو امس في أفضل مباريات 2014 حتي الأن وكلاهما أثبتا أن كرة القدم للأذكياء فقط وهناك فارق كبير بين من تدريب كرة القدم وبين إدعاء ذلك. صراع كرة القدم الهجومية والدفاعية لم يكن صراعا تقليديا خاصة عندما يكون مورينيو هو من يقود الفرق وبالرغم من قدرات بيللجريني الهجومية الكاسحة إلا ان تشيلسي كانت لديه الفرص الأخطر رغم السيطرة التامة للمواطنين في الشوط الأول. سيناريو اللقاء بدأ بيللجريني اللعب ورقيا 4-2-2-2 بتواجد كولاروف ونستاسيتش وكومباني وزاباليتا في الدفاع أمامهم يايا توريه و ديمكيليس في الوسط وعلي الأطراف لعب ديفيد سيلفا ونافاس خلف رأسي الحربة دزيكو ونيجريدو. في المقابل لعب مورينيو 4-2-3-1 بتواجد أسبالكويتا وتيري وكاهيل وإيفانوفيتش في الدفاع امامه مياتيش ولويز ثم الثلاثي راميريس وويليان وهازادر خلف رأس الحربة إيتو. نبدأ بالمواطنون: غياب أجويرو ونصري جعل مانويل يلجأ لديفيد سيلفا للعب كجناح أيسر اثناء فقدان الكرة ولكن الدرس الأول التكتيكي كيف تحول ال false 10 إلي 10 ؟ أولا الشكل التكتيكي أثناء فقدان الكرة يلعب سيتي 4-1-3-2 بتقدم توريه ليصبح box to box .. أمام ديمكيليس ولتضاعف المشكلة أمام مانشستر فكيفية الإستفادة من سيلفا وهو جناح لا يعرف أن يلعب سوي في العمق. ببساطة وكما أوضحنا محليا من قبل لعب دزيكو علي إيفانوفيتش وتواجد نيجريدو بين كاهيل وتيري وبالتالي دخل سيلفا لعمق الملعب بدون مشكلة ولكن لماذا يقوم توريه بمهام هجومية في عمق الملعب ؟ سيلفا بين ماتيش ولويز ..أظن ان المشهد يكفي ..فصانع الألعاب الأسباني لا يستطيع أن يقوم بواجباته الهجومية في ظل تواجد ثنائي إرتكاز تشيلسي لذا كان ضروريا أن يلعب توريه بجوار سيلفا ويحميه بقوته البدنية من شراسة لويز وماتيش ... ولكن البداية لم تكن كذلك أيضا تقدم توريه للامام ومباغتة لويز وماتيش مع دخول نافاس للعمق وإتاحة الفرصة لزاباليتا للإنطلاق من الخارج .. كل هذا من أجل إتاحة الفرصة لسيلفا ليلعب في العمق كصانع لعب صريح. المغامرة الهجومية كادت تنجح لولا أن بيللجريني نسي شيئا هاما ..ديمكيليس ليس فيرنانديهو فطاقة لاعب الوسط الأرجنتيني لن تسعفه في مواجهة الثلاثي راميريس وويليان وهازارد. التدخل المبكر لمورينيو بعد نصف ساعة أعاد الأمور لنصابها فحتي لا يحدث تضارب في التغطية بين إيفانوفيتش والذي وجد نفسه مراقبا لدزيكو بدلا من إنتاظر سيلفا وورائه مساحة كافية لإنطلاقات كولاروف جاء الحل من الإستنثاني: الفيديو القادم يلخص التحولات التكتيكية في المباراة manuel x jose by ayman100100 رأينا في الفيديو كيف أعاد مورينيو توظيف لويز وماتيش لمراقبة الإزعاج القادم من ثنائي الوسط وهاجس القلق عندي إيفانوفيتش .. حسنا مراقبة مباشرة لتوريه وسيلفا مع تراجع راميريس لمراقبة كولاروف وتراجع ويليان لغلق منطقة عمق الملعب. ليس هذا فقط ولكن تبادل الثلاثي هازارد وراميريس وويليان اللعب في مناطق الهجوم المتأخرة خلف إيتو وركز الجميع علي الثنائي ديمكيليس وكولاروف الذي بات وحيدا أمام ثلاثي أسرع منه وبدون تغطية. أظهرت الاعادة كيف ان مغامرة بيللجريني في إقحام سيلفا للعمق اتاحت الفرصة لإيفانوفيتش في الإندفاع بدون رقابة ولكن في رأيي أنه من غير المعقول أن يتراجع سيلفا من عمق الملعب إلي اقصي الملعب يسارا كي يراقب إيفانوفيتش والحل في أن يكون توريه أسرع في التراجع مع ديمكيليس وأن يدخل نافاس للعمق لتغطية وسط الملعب. هل من مزيد ؟.. أطلق مورينيو هازارد علي كولاروف في الشوط الثاني بشكل مكثف خاصة بعدما إعتمد بيللجريني صراحة علي سيلفا في وسط الملعب وهو ما اجهد توريه كثيرا في التغطية بسبب إنهيار ديمكيليس بدنيا امام ( ويليان وراميريس ). كان يجب علي بيللجريني أن يختار تراجع توريه للخلف علي حساب ديمكيليس ويلعب سيلفا كصانع لعب صريح ويدخل ميلنر كجناح امام كولاروف لمجابهة ضغط تشيلسي علي الظهير الأيسر الروسي. أخيرا .. الدروس التكتيكية في مباراة الأمس كثيرة في كسر فقاعات مصرية والنتيجة هي رأس الحربة الذي يهرب إلي الجناح.. توظيف صانع اللعب دفاعيا كجناح وهجوميا في مكانه .. توظيف لاعب بدنيا لحماية أخر. الدرس الاهم كي تقوم بفتح الملعب ..إملأ العمق بثلاثي الهجوم المتأخر .. وقتها سيصبح لديك جناحان ( مدافعان سابقا ) للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك
