ملت الجماهير الجنوب أفريقية من التحلي بالأمل في بداية جديدة قوية تعيد الفريق إلى مكانه بين صفوة منتخبات القارة السمراء، لكنها رغم ذلك لا تملك إلا أن تحلم من جديد مع قرب انطلاق بطولة الأمم الأفريقية التاسعة والعشرين، لاسيما وأنها تقام على ملاعبها وأمام أعينها. ووضعت قرعة البطولة الفريق المنظم في قرعة متوسطة المستوى حيث يأتي على رأس المجموعة الأولى إلى جوار أنجولا والمغرب والرأس الأخضر، لكن مجرد تجاوز الدور الأول لا يمثل أقصى أحلام جماهير "البافانا بافانا". فبعد سنوات طويلة من الابتعاد عن المشاركة في بطولات القارة السمراء بسبب سياسة الفصل العنصري "الأبارتايد"، ولد الفريق عملاقا بحصد لقب أمم أفريقيا 1996 على أرضه أيضا، قبل أن يبدأ المنحنى في التراجع فنال الفريق مركز الوصافة عام 1998 في بوركينا فاسو بالخسارة أمام مصر، ثم الثالث عام 2000 في غانا ونيجيريا. بالتوازي مع ذلك، عرف الفريق طريقه إلى كأس العالم بالتأهل مرتين متتاليتين عامي 1998 في فرنسا و2002 في كوريا واليابان، ولا ينقص من إنجازه الخروج من الدور الأول في المرتين. بعد ذلك بدأ المنحنى في الهبوط، وتأرجحت نتائج الفريق في البطولات الأفريقية اللاحقة بين الدور الأول ودور الثمانية وعدم التأهل، كما فشل في بلوغ مونديال ألمانيا 2006. لم تقلق تلك النتائج جماهير البلاد بعد فوزها بشرف تنظيم أول بطولة لكأس العالم في القارة السمراء عام 2010 ، ولم يؤثر الفشل في التأهل إلى كأس الأمم الأفريقية 2010 في أنجولا على حالة التفاؤل، لكن الحلم أفضى إلى كابوس تحول الفريق إلى أول مضيف يغادر كأس العالم من دوره الأول، حتى ولو كان قد حقق الفوز على العريقة فرنسا. وعاد الفريق إلى الفشل في التأهل إلى منافسات أمم أفريقيا 2012 في غينيا الاستوائية والجابون، لتحلم الجماهير مرة أخرى بأن تكون النسخة المقبلة على أرضها بداية لعهد جديد من النجاح. ومع رحيل البرازيلي المخضرم كارلوس ألبرتو باريرا عن تدريب الفريق بعد الخروج من المونديال الماضي، تنقلت مهمة الإدارة الفنية بين ثلاثة مدربين محليين حتى استقرت في يد الحالي جوردون إجيسوند. ويعول إجيسوند (55 عاما) على تشكيلة من الشباب، بعد أن ترك باريرا فريقا مجددا رغم الخروج المبكر من كأس العالم، يقوده من الخلف حارس كايزر تشيفز إيتوميلينج كون (25 عاما) وصاحب 45 مباراة دولية، فيما يبرز في الدفاع زميله في النادي سيبونيسو جاكسا (28 عاما) إلى جانب قائد الفريق بونجاني كومالو (25 عاما) لاعب باوك. وفي الوسط هناك الموهوب تيكو موديزي (30 عاما) صانع ألعاب صن داونز والمخضرم ديلرون باكلي (35 عاما) لاعب ماريتزبرج، إلى جانب برنارد باركر (26 عاما) لاعب كايزر تشيفز وزميله سيفيوي تشابالالا (28 عاما) وكاتليجو ماشيجو (30 عاما) لاعب موروكا سوالوس. لكن الأمور لا تبدو مبشرة للغاية، خاصة مع احتلال الفريق المركز الثالث في المجموعة الأولى من التصفيات الأفريقية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 برصيد نقطتين بعد مرور جولتين، رغم أن المنافسين -إثيوبيا وأفريقيا الوسطى وبوتسوانا- ليسوا بالمنتخبات المرعبة. ويستهل الفريق مشواره أمام الرأس الأخضر، أضعف منتخبات المجموعة نظريا، على ملعب "سوكر سيتي" الشهير في جوهانسبرج بمباراة الافتتاح يوم 19 يناير، قبل السفر إلى دربن لمواجهة أنجولا، ويبقى بها لمواجهة المغرب في أقوى وآخر لقاءات المجموعة.
