أعرب الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا المدير الفني السابق للنصر عن شعوره بالحزن والجرح العميق جراء إقالته غير المتوقعة من تدريب الفريق الأصفر مؤكدًا أن القرار كان مبيتًا ضده. وقال المدرب الخبير خلال استضافته بستوديو برنامج "في المرمى" على قناة العربية الفضائية "أشعر بالألم لأنك عندما تحترم أحدا لا بد أن يحترمك هو الآخر، ولا أعلم كيف تتم إقالتي بناء على هزيمة مباراة". وأضاف "من الصعب عليّ أن أتفهم طريقة إنهاء تعاقدي، وشخصيًا لا أرى أن ذلك حدث بسبب الخسارة من الهلال لكنها كانت الحجة التي تم تنفيذ القرار بها، أما النية فكانت مبيتة قبلها بفترة لأن الصحافة كلها كانت تتحدث عن عرض نصراوي لمدرب من أوروجواي لتولي القيادة الفنية للفريق وهذا المدرب كان لاعبا قمت بتدريبه من قبل وهو ليس كارينيو، وحينها قرأت تصريحات صحفية لذلك المدرب تأكدت بعدها أن إقالتي ليست بعيدة والمسألة مسألة وقت". وتابع "تعلمت أن أجد الإيجابي في الحياة وأعتقد أن الفترة التي قضيتها في النصر كانت إيجابية، فأنا استمتعت بتسعة أشهر لي داخل النادي وكوّنت علاقات رائعة مع اللاعبين والموظفين، وحاولنا جميعا أن نصنع الطريق الأمثل للفريق وعملنا بضمير". وأتبع "قرار الإقالة أوقف سعينا ولكني أعتقد أننا كنا نسير في طريق إيجابي وسليم، ولا يمكن أن تحكم على مشروع كامل من خلال نتيجة مباراة واحدة". وكان ماتورانا -63 عامًا- أقيل من تدريب العالمي عقب الخسارة 3-1 من الهلال في ديربي العاصمة بين القطبين، حيث بدا انهيار علاقته ببعض لاعبيه خاصة بعد حديثه خلال المؤتمر الصحفي عقب الديربي. وواصل المدرب الكولومبي حديثه قائلا "علمت بخبر إقالتي من تويتر فقط إذ أني لم أر رئيس النادي لمدة شهر كامل، والأمور لا تسير بمثل هذه الطريقة لأن لديك مدربا متعاقد معك وعقده به بنود، ولذلك لم أترك الرياض حتى الآن لإنهاء كافة متعلقاتي مع النادي". وأضاف "رئيس اتحاد الكرة أكد لي بأنني أستطيع الاستمرار في السعودية للمدة التي أريدها، وقبل يومين أعطوني وثيقة تفيد بأن النصر سيمنحني المبلغ المستحق لي، ولكن الموضوع ليس ماديا في المقام الأول وإنما يتعلّق بسمعتي بعدما تخطيت الستين من عمري ووصلت لهذه الخبرة الكبيرة التي أتمتع بها". ووصف ماتورانا الأشهر الأخيرة له في النصر بالكابوس بعد أن ابتعد أعضاء الشرف عن رئيس النادي مشيرًا إلى أن ذلك الشعور تولّد لدى جميع من حوله أيضًا بعد أن كانوا متوسمين خيرا في قدرة المشروع على النجاح لكن ابتعاد "العضو الشرفي" حوّل الأمور إلى جحيم. وتابع "كانت الأشهر الأولى جميلة ومميزة في ظل وجود أعضاء الشرف بجوار الرئيس، أما بعدما أصبح بمفرده ساءت الأمور قبل أن ينهى تعاقدي وكان المبرر خسارة مباراة أو انهيار علاقتي بأحد اللاعبين وهذا غير منطقي". مباراة الهلال وحول التشكيك في تعمده ارتكاب أخطاء فنية أمام الهلال الذي دربه من قبل وفاز معه بالدوري وكأس الكؤوس الآسيوية عام 2002، عقّب ماتورانا "لم أتعرض في أي وقت طوال مسيرتي العريضة مع الأندية والمنتخبات الكبرى التي دربتها لأي نوع من أنواع التشكيك فيما يخص أخلاقي وشرفي المهني رغم الإشاعات التي طالما بحثت عني". وأردف "آخر يوم ربطتني فيه علاقة بالهلال كان منذ 10 سنوات وعملي وتاريخي لا يليق أن يوصم بمثل ما قيل، وهو ضمن أسباب أثيرت لتبرير قرار إقالتي الذي ليس له أي دافع مهني". وفي هذا السياق أشار ماتورانا إلى أنه أخرج الإكوادوري خايمي أيوفي وعبده عطيف في بداية الشوط الثاني أمام الهلال لأنه كان يريد مساعدة ظهيري الجنب خالد الغامدي وحسين عبد الغني فدفع بالجناحين عبد الرحمن القحطاني وخالد الزيلعي. وأكد المدرب المخضرم أنه لم يقل إن لاعبي النصر أغبياء أو خائفين من الهلال وإنما قال إن النصر فريق قوي كما أثبت خلال مواجهات سابقة لكن في ذلك اليوم (أمام الهلال) لم يكن اللاعبون جيدين. وتابع "هناك لاعبون يتفاعلون مع المباريات الصعبة وآخرون لا يستطيعون فعل الأمر نفسه، وهؤلاء يختلف مردودهم في مثل هذه المباريات". الأجانب وشدد ماتورانا على أنه لم يختر أي من اللاعبين الأجانب الذين تعاقد معهم النصر محمّلا الأمير فيصل بن تركي رئيس النادي المسؤولية كاملة كونهم أتوا باختياره. وقال المدرب "لم آت إلى النادي وفي رأسي لاعبون أريد التعاقد معهم وما كان يحدث هو أن الرئيس يعرض عليّ لاعبين ويسألني عن رأيي فيهم فكنت حينها أرد وأبدي رأيي الفني". ونفى الداهية الكولومبي بشكل قاطع أن يكون نجله عمل كوسيط في صفقة انتقال الأرجنتيني صاحب المستوى المتدني داميان مانسو إلى النصر مؤكدًا أن الأخير كان من اقتراح ابن تركي. ورفض ماتورانا تقييم لاعبي النصر خلال المقابلة التي أجراها معه "في المرمى" موضحًا أنه يحترم جميع اللاعبين لأن عمله ليس أن يقيّمهم علنًا. مداخلة فيصل بن تركي وأجرى سمو الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر مداخلة هاتفية مع البرنامج للرد على حديث ماتورانا، أكد خلالها على احترامه الشديد لتاريخ المدرب الكولومبي. وقال ابن تركي "الإدارة لم تتخذ قرارها بناءً على شائعات لكن ما حدث أن تصريحات ماتورنا في المؤتمر الصحفي بعد مباراة الهلال خلّفت شرخا في العلاقة بينه واللاعبين ما كان ينذر بفترة سيئة على مستوى النتائج ومستقبل الفريق فكان قرار الإقالة الحل الأمثل". وفنّد رئيس النصر تصريحات ماتورانا بخصوص صفقة مانسو مشددًا على أنه من اختار خايمي أيوفي وحسني عبد ربه وشوكت مولايانوف أما مانسو فجاء بناء على طلب من المدرب الأسمر. ماتورانا يكذّب رئيس النصر وكذّب ماتورنا ما قاله سمو الأمير فيما يخص مانسو مشيرًا إلى أنه عرض على فيصل بن تركي العديد من اللاعبين الآخرين قبل مجيء مانسو إلا أنه رفضهم، ثم اقترح الرئيس عليه اسم مانسو فوافق على التعاقد معه. وأضاف "لا أقول إنني غير مقتنع بمانسو، فاللاعب معروف في الأرجنتين ويعد من أبرز اللاعبين المهاريين بالدوري السعودي وهو بالتأكيد لاعب جيد لكنني لم أكن من اقترح اسمه". عبد الغني وأكد المدرب الحائز على لقب كوبا أميركا 2001 مع منتخب بلاده أنه لم يطالب بإبعاد أي لاعب من النصر بعد انتهاء الموسم الماضي كاشفًا أنه طالب بتجديد عقد حسين عبد الغني قائد الفريق. وتابع "عبد الغني لاعب ملتزم ويؤدي بروح عالية ولا يغيب عن أي مران وهذا الأمر مؤثر جدا بشكل إيجابي على اللاعبين الشبان في الفريق، ولم يثر أي مشكلة طوال فترة عملي بالنصر". ونصح ماتورانا مسئولي النصر بأن يكوّنوا فريقا يعتمد على قاعدة مميزة من اللاعبين صغار السن لأنه "ليس كافيا أن يكون المدرب جيد وإنما لا بد أن يكون الفريق على نفس المستوى أيضًا". وأكد مدرب أتليتيكو مدريد السابق أن الفريق الحالي للنصر قوي ويضم لاعبين متميزين لكن العلاقة بينهم ومدربهم هي من ستحدد مستقبل الفريق، رافضًا تعريف مشكلة النصر علنا احتراما للمدرب الحالي دانيل كارينيو.
