الهلال في لقائه الاحتفالي امام انترناسيونالي الايطالي في اعتزال التمياط

يشهد الجمهور الرياضي احتفالية وداع الدولي السعودي السابق، لاعب الهلال نواف التمياط الذي يختتم مشواره الكروي الجميل بعد تلاحق الإصابات عليه، وذلك في مباراة تجمع الهلال المطعم ببعض نجوم الكرة السعودية مع انترناسيونالي الإيطالي ومنذ قدوم البرتغالي جوزيه مورينيو لتدريب الإنتر وهو يتبع أسلوباً تكتيكياً ذا نهج حديث، وإن اختلفت آليات التنفيذ للخطة التي رسمها المدرب بعناية مع فريقه المساعد، لكن بقيت رؤيته الصارمة فوق أي لاعب أو نجم قادم.
ويقدم الإنتر أداء هجومياً، وهو يجيد اللعب على الأطراف، ويلعب بطريقتي (3/5/2) و(4/4/2) برأسي حربة أحدهما متأخر والآخر يكون بمثابة قلب الهجوم، وهما يتميزان بالحركة الدائمة التي تحدث حالة من الارتباك الشديد في صفوف المنافسين، ويقوم بهذه المهمة الكاميروني صامويل إيتو والأرجنتيني ميليتو اللذين يتناوبان تبادل المراكز بينهما.
وأحدث مورينيو تغييراً ملحوظاً أخيراً باستبقاء الإيطالي الأسمر بالوتيللي على دكة الاحتياط والدفع بالدولي الغاني سولي مونتاري، الأمر الذي يخلق مساحات مريحة في دفاعات المنافسين تسهل الوصول إلى شباكهم.

ويضم خط وسط الإنتر 4 لاعبين يمتازون بالمهارة وسرعة الأداء والتموضع السليم حسب إملاءات المدرب وظروف كل لقاء، ويعول مورينيو كثيراً على هذا الخط في خطف النقاط.
أما خط الدفاع فغالباً ما يتكون من الظهيرين البرازيلي مايكون في الجهة اليمنى في حالة شبه ثبات، فيما هناك تغييرات في مركز الظهير الأيسر بعد رحيل البرازيلي ماكسويل إلى برشلونة هذا الموسم، ومتوسطي الدفاع الثابتين لوسيو (برازيلي) والروماني تشيفو، وكلاهما ينتهج قوة الأداء ضد المهاجمين.
بهذه الأسماء وهذه الرؤية فإن انترناسيونالي الإيطالي سيلعب عبر الأطراف لتكوين الخطورة من الجانبين وفتح منتصف ملعب الخصم، وهذا يؤدي إلى اعتماد الكرات العرضية أسلوباً بديلاً وناجعاً في حالة إغلاق الدفاعات المواجهة، لكن يعيبه تأخر الظهيرين في العودة ما يخلق كثيراً من الخلل في منطقة متوسطي الدفاع اللذين بدورهما يضطران للبقاء لسد الثغرات التي يخلفها بطء هذين الظهيرين في العودة.
أما الهلال فينهج أسلوبا أدائياً يأخذ بنواميس فكر اللعب الذي ينتهجه مدربه البلجيكي إيريك جيريتس الذي عرفه العالم لاعباً بارعاً مطلع السبعينيات من القرن الميلادي السابق.
والهلال الحالي بقيادة محمد الدعيع يعتمد على الكرة السريعة والتمريرات القصيرة البينية المذهلة والمتعبة حد الإجهاد لأي خط وسط أو دفاع بالفرق المنافسة، وهو ما يجعل الفريق العاصمي الكبير أكثر فرق دوري المحترفين السعودي زيارة لمنطقة الجزاء والوصول إلى شباك المنافسين، حيث يقدم أداء يخلخل الدفاعات المقابلة.
وتسهم أساليب جيريتس في إيجاد مساحات مناسبة للاعبين للتحرك الجيد والوصول إلى خطوط ظهر الفرق المنافسة، ولا يتبقى إلا دور العناصر وكيفية تحويل هذا الأسلوب على أرض الملعب إلى نتائج وأهداف. وسيكون عند جيريتس مزيد من الخيارات التكتيكية والأوراق الرابحة التي من الممكن استغلالها حسب مجريات المباراة.
ويلعب الهلال ب4 مدافعين أمامهم لاعبا ارتكاز ولاعب وسط أساسيون، وفي المقدمة هناك لاعبان اثنان هما ياسر القحطاني والسويدي ويلهامسون.
والسؤال، هل سيفوز الفريق الزائر بخبراته ومهارات لاعبيه وحنكة مدربه، أم يحول المضيف بلاعبيه وبعض نجوم الكرة السعودية الاحتفالية أكثر سعادة بفوز ثمين؟.
طمأن مدرب فريق إنترناسيونالي الإيطالي، البرتغالي جوزيه مورينيو مسؤولي الرياضة السعودية والشارع الرياضي السعودي بوجود يد أمينة تقود المنتخب السعودي الأول لكرة القدم المتمثلة بمواطنه جوزيه بيسيرو.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء الجمعة في فندق الفورسيزن في برج المملكة بالرياض وسط حضور حشد إعلامي سعودي وأجنبي كبيرين، بمناسبة حضور الفريق الإيطالي لخوض مباراة اعتزال لاعب المنتخب السعودي والهلال نواف التمياط.
وقال مورينيو "كان بإمكان المنتخب السعودي أن يصل للمرة الخامسة على التوالي لنهائيات كأس العالم، وأن يقوده بيسيرو إلى ذلك لو كان حضوره مبكراً، لقد كان حظكم سيئاً بعد أن خرجتم بسبب ضربة زاوية جاءت في الوقت القاتل".
وكشف مورينيو أنه لا ينظر لا للعرق ولا للدين في كرة القدم، ووصفها بالعالم الخاص والجميل الذي ينبغي أن يكون بعيداً عن كل الصراعات، وقال "عندما أخرجت مونتاري في إحدى المباريات لم يكن كونه صائماً ولكن يعود ذلك إلى أنه لم يقدم المستوى المأمول منه لحرارة الجو، وهو سيغيب عن لقاء السبت وستة أسابيع مقبلة لإصابته".
وحول انتقاله من تدريب تشلسي الإنجليزي إلى إنترناسيونالي الإيطالي، أجاب مورينيو بلغة الكبرياء "خسرت تشيلسي ولكنني حققت بطولة واحدة مع الإنتر، بينما تشيلسي حضر معه أربعة مدربين لم يحققوا شيئاً".
وحول تصريحه الأخير الذي أكد فيه أنه سيعود إلى إنجلترا، قال "الإعلام الأوروبي يريد حركة إعلامية مثيرة من خلال البحث عن تصريحاتي وعدم فهمها، فهو دوماً يبحث عن الإثارة، ولكن لا أعرف متى سأعود إلى إنجلترا"، واستبعد حضوره للتدريب في السعودية كونه مازال صغيراً في السن (46 سنة)، وقال "ربما يكون لي حضور بعد سنوات".
وعما إذا كان حضور الإنتر بنجومه بالرياض من أجل المادة قال "الإنتر لم يأت إلى هنا من أجل المادة، بل حضرنا من أجل زيادة شعبية إنترناسيونالي العالمية في الوطن العربي مثلما فعلنا في الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وحضورنا للرياض يأتي ضمن تحضيراتنا للمنافسات المقبلة، وسنواجه الهلال بكامل قوتنا، وسأشرك11 لاعباً في كل شوط".
وأضاف "نريد أن نستفيد من هذه المواجهة بالرغم من إرهاق اللاعبين الذين تدربوا جيداً في أبو ظبي قبل وصولنا إلى الرياض".
وعن امتلاكه معلومات عن فريق الهلال، قال "سبق أن واجهت الهلال في أول عمل لي مع الانتر في فترة سابقة في معسكر الهلال الخارجي، وأعلم أن الفريق السعودي لم يكن بكامل لاعبيه الدوليين، ولم يفصح صديقي جوزيه بيسيرو عن أي معلومة تخص الهلال والمنتخب السعودي"، نافياً في الوقت ذاته وجود عداوات بينه وبين لاعبي الفريق.
وفي سؤال عن ملاقاته فريقه السابق تشيلسي في دور ال16 لدوري أبطال أوروبا، رد بقوله "القرعة كان فيها نوع من الغرابة حيث أوقعت تشيلسي ضد الإنتر، ومانشستر يونايتد ضد ميلان، والمتأهل من هذين المباريتين سيكون له حظ كبير في البطولة، بينما خدمت القرعة فرقاً أخرى بوقوع فرق ضعيفة مع بعضها".
وأثنى مورينيو على اللاعب نواف التمياط واعداً أن تقام المباراة بالشكل المرضي لجماهير الإنتر فأنا أريد أن أستمتع بهذه التجربة من أدناها إلى أقصاها.
في المقابل أكد اللاعب الكاميروني صامويل إيتو أن سعادته بمواجهة فريق الهلال ونواف التمياط على وجه التحديد الذي واجهه في مونديال 2002 م مع منتخب الكاميرون وهي المباراة التي نال التمياط فيها جائزة أحسن لاعب.
ومازح إيتو الحشد الإعلامي الكبير بأمنياته ألا يلعب نواف بأحسن حالاته، وقال "أر جو ألا يكون جاهزاً حتى نستطيع كسب المباراة بسهولة، خصوصاً أننا أعددنا لها إعداداً جيداً في الإمارات".
وحول مستقبله الكروي، أجاب "عقدي مع الانتر ينتهي بعد 4 سنوات، وحينها سأحدد مستقبلي" مستبعداً تفكيره في أي عرض عربي.
من جهته شكر نواف التمياط إيتو على حديثه محيياً فيه الأعمال الخيرية التي يقوم بها في إفريقيا وابتساماته الدائمة مع الآخرين.
وكانت بعثة الفريق الإيطالي وصلت إلى الرياض في السابعة من مساء الجمعة عبر الطيران الخاص بمطار الملك خالد الدولي، وكان في استقبالها رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان اعتزال نواف التمياط، الأمير نواف بن محمد وأعضاء اللجان المنظمة للمهرجان.
وواكب وصول البعثة حشد إعلامي وأمني كبير سهل مهمة وصول الفريق الإيطالي لمقر إقامته في برج المملكة في الدورين ال34 وال36.
وأقيم تكريم اللاعب بعد المؤتمر الصحفي بحضور الأمير فيصل بن فهد بن عبدالله وعدد من أعضاء الشرف وسط حضور جماهيري كبير غطى جنبات الصالة التي وصلت فيه مجموع الجوائز إلى أكثر من مليون ريال، بالإضافة إلى تقديم سيارة نوع بورش من عضو شرف فضل عدم ذكر اسمه.