رافق مرسي 20 عامًا وحطم شخصيته في مكتب الإرشاد قدمه مصطفى مشهور لمكتب الإرشاد برفقة مرسي وبديع كان وراء تصعيد مرسي في البرلمان المصادر.. ويكيبيديا الموسوعة الحرة دولار حجم استثمارات الجماعة في الخارج حرم «المعزول» من التمتع ب«أبهة الرئاسة».. وحربه مع «أبو الفتوح» أكدت رغبته في البقاء على قمة «المحظورة» تاجر الجماعة.. أو الرجل الحديدى داخل مكتب الإرشاد المهندس خيرت الشاطر، أحد أهم متخذى قرارات جماعة الإخوان وصاحب الثروة الضخمة والنفوذ الاقتصادى الأكبر فيها، بدأ ظهوره داخلها في 1986، وقدمه لمكتب الإرشاد المرشد الخامس لجماعة الإخوان مصطفى مشهور، بعد أن استقدمه ومعه محمد مرسي ومحمد بديع، وكانوا يعملون بالخارج، وبدأ «مشهور» يعطيه إمكانيات ويطلق يده في الجماعة شيئًا فشيئا، وجعله يدير جزءًا من أموال الجماعة، وعرفه على حسن مالك، لأن مصطفى مشهور كان صديقًا لوالد حسن مالك. ومن هنا أصبح الشاطر أحد المسئولين الكبار في الجماعة خلفًا لأحمد حسنين، رجل المهام في النظام الخاص داخل مكتب الإرشاد، بعدها أدار «الشاطر» معركة المرشد فجعل مهدى عاكف، مرشدا ومن بعده محمد بديع، فالرجل كان مسئولا بالشراكة مع حسن مالك، عن اللجنة المالية، التي تتولى مهمة الإشراف على كل الشئون المالية للجماعة، ومواردها ومسارات إنفاقها، بدءا من وعاء يمثل حصيلة اشتراكات أعضاء الجماعة والإشراف على استثمارات ضخمة تملكها الجماعة وأصول تملكها في الخارج قدرت عام 2005 ب عشرة مليارات دولار وفقا لإحدى الصحف الأمريكية. كما أتاح له النفوذ الاقتصادى الكبير داخل جماعته، قيادة جناح «المحافظ»، وهو الجناح الذي نجح في إقصاء عبد المنعم أبوالفتوح، ومحمد حبيب وتصعيد رموز أخرى، مثل سعد الكتاتنى وسعد الحسينى ومحمد مرسي وغيرهم، فهو الذي وضعهم في قلب المشهد السياسي، بل إن الرجل كان هو صاحب القرار في أسماء الشخصيات التي تتولى المواقع القيادية في مؤسسات الدولة المصرية عقب ثورة يناير، ليبقى المتحكم في قرارات الجماعة. أما عن علاقته بالرئيس المعزول محمد مرسي، فكانت أشبه بعلاقة العبد ب سيده، فمرسي لم يكن يسعى للانفصال عن الجماعة، وأراد أن يجعل لنفسه شخصية مستقلة في الإدارة، إلا أن قوة خيرت الشاطر، حطمت كل هذه الأحلام وأجبرت «مرسي» على أن ينصاع لما يمليه عليه «الشاطر» من قرارات، كذلك فشلت وساطة أمير قطر والمرشد العام للجماعة محمد بديع، لحل هذا الخلاف، وانتهى الأمر إلى تنفيذ قرارات خيرت الشاطر؛ لأنها تتفق ومصلحة الجماعة وتعتبر تنفيذا لمخططات مكتب الإرشاد. ومن جانبه لم يستطع «مرسي» الاعتراض على قرارات «الشاطر»، فهو يعلم أن الأخير كان وراء تصعيده لعضوية مكتب الإرشاد بعد أن مثل الجماعة بمجلس الشعب 2000- 2005. وبمجرد أن أصبح مرسي عضوا داخل مكتب الإرشاد، عرف بأنه لسان الشاطر، وتطورت العلاقة فيما بينهم، عبر صداقة قوية أشبه ما تكون بالزواج الكاثوليكي. كما كانت انتخابات مكتب إرشاد الجماعة عام 2009، انطلاقة التحالف بينهم، بعد الإطاحة بمحمد حبيب، وعبدالمنعم أبوالفتوح من مكتب الإرشاد. وبعد فترة قليلة من انتهاء تشكيل مكتب إرشاد الجماعة، اتضح أن خيرت الشاطر كان وراء تدبير خطوات طرد محمد حبيب وعبدالمنعم أبوالفتوح من مكتب الإرشاد، مقابل دعم محمد مرسي ليعتمد عليه في إفساد مخططات أبو الفتوح وحبيب للسيطرة على مكتب الإرشاد. وأوكل الشاطر لمحمد مرسي تولى العديد من الملفات المهمة داخل مكتب الإرشاد، أثناء فترة تواجده بالسجن، كالملف الإعلامي والسياسي وقطاع القاهرة الكبرى، ورغم هذه الثقة إلا أن الغيرة لعبت دورا مهما في إفساد علاقة الثنائى خيرت ومرسي خاصة بعد أن اعتاد الأخير تجاهل «الشاطر» ووقع في نفس أخطاء من سبقوه ونسى استشارته في كل ما يخص الملفات الموكلة إليه. إلا أنه سرعان ما تدارك الأمر بعد خروج الشاطر من السجن في مارس 2011، وعاد لينفذ بنود الاتفاقية مرة أخرى، ليؤكد للشاطر مدى إخلاصه والتزامه بالقواعد التنظيمية للجماعة. وفى نهاية مارس العام قبل الماضي، انتهى مجلس شورى الجماعة إلى ترشيح خيرت الشاطر لانتخابات رئاسة الجمهورية، رغم إدراك الجماعة وجود معوقات قانونية لترشيحه، لذا قررت الدفع ب مرسي كبديل له في الانتخابات الرئاسية أو ما عرف وقتها باسم - الاستبن. وتولت نفس الحملة التي شكلها الشاطر لإدارة حملته الانتخابية، إدارة الحملة الانتخابية ل مرسي، ومن وقتها نشبت الخلافات بين الشاطر ومرسي عقب نجاح الأخير في انتخابات رئاسة الجمهورية، خاصة بعد أن صرح الشاطر بأن خطة المائة يوم ستفشل في تحقيق كل أهدافها، إضافة إلى تصريحاته عن مشروع النهضة بأنه مجموعة من الأفكار ما زالت تحت النقاش وهو ما اعتبره مرسي محاولة لإضعافه وتهديد مركزه. ومع كل حديث عن الخلافات بين مرسي الشاطر، تسارع قيادات الجماعة بنفى هذه الأخبار جملة وتفصيلا، مؤكدة أن المشاورات بين رئيس الجمهورية والجماعة مستمرة في إطار تشاور مرسي مع مختلف القوى السياسية، وفى إطار حرص الطرفين على استقلال قرارات الرئيس عن الجماعة والعكس صحيح.... وهكذا استمرت العلاقة في تضارب غريب إلى أن جاءت ثورة يونيو وأخذت كلا من خيرت ومرسي خلف القضبان من جديد.