افتتح الدكتور مصطفى النشار، رئيس قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة القاهرة، اليوم الثلاثاء، المؤتمر الدولي الثالث لقسم الفلسفة بكلية الآداب، تحت عنوان "الفلسفة والمستقبل" والذي التقى فيه أساتذة من دول عديدة، كما شهد المؤتمر مشاركة قوية من تونس والجزائر. وناقش الدكتور حسن حنفي، أستاذ الفلسفة في الجلسة الأولى، أسباب غياب مفهوم "التقدم" وبالطبع ليس المقصود التقدم المادي من حيث معدل الإنتاج الزراعي والصناعي ووفرة الخدمات بل هي التقدم كرؤية أو كبناء نفسي. وتطرقت الجلسة الثانية إلى الدراسات التي تناقش الظواهر السياسية من وجهة النظر الفلسفية، وركزت الدكتورة دعاء محمد عبد النظير أستاذ الفلسفة بجامعة الإسكندرية في دراستها التي حملت عنوان "المفهوم الثوري للذات الإنسانية في الفكر الفلسفي المعاصر" على ثلاثة محاور أساسية هي التأكيد على ضرورة الحرية، وحول تحول الإنسان إلى آلة من ضمن الآلآت في زمن التكنولوجيا وهذا ما دعمه فكر المجتمع الجماهيري والذي صنع بدوره نوعا من العبودية للخطط الإنتاجية، أما المحور الثالث فكان الدعوة لخلق ذات إيجابية أي العمل على التقارب بين وجهات النظر لتجنب حدة الصراع. وطالب الدكتور كرم عباس في دراسته "الفلسفة ومفهوم المكان" بأن تصنع الفلسفة قطيعة مع كل ما أبعدنا عن الواقع وجعل الأفكار الفلسفية تذهب بعيدا عن واقع الأوطان إلى التفكير في الوجود بشكل عام. وتساءل أين كانت الفلسفة من تقسيم السودان وأين كانت الفلسفة من حل المشكلة بين المغرب والجزائر على الصحراء المغربية. وفي الجلسة الثالثة من المؤتمر طرحت الدكتورة عائشة الحضيري أستاذ الفلسفة بجامعة تونس دراسة بعنوان "إنسان اليوم بين الاشكالات اليو-إتيقية وفلسفة القيم" وناقشت فيها وجهة النظر الليبرالية والتي تدعم حرية تغيير الجينات فطرحت دراستها رد العالم "هيرماس" والذي يقول إن الليبرالية يجب أن يرد عليها بالليبرالية حيث إن تغيير الجينات يقوض حرية الجنين ويقوض استقلاليته لذا فان الحق في امتلاك إرث جيني طبيعي ضمن حقوق الإنسان. وأثارت دراسة الدكتورة عزيزة عبد المنعم جدلا بين الحضور، وحملت عنوان: "الانتحار.. دراسة تحليلية نقدية لجدلية الموت الإرادي في الفكر اليوناني". وأبدى الحضور تساؤلا عن علاقة الموت بالمستقبل والذي هو موضوع المؤتمر، فجاء رد عبد المنعم بأن الموت هو في النهاية مسقبلنا جميعا وخاصة بالنسبة للفكر اليوناني. يذكر أن كلية الآداب بجامعة القاهرة تقيم هذا المؤتمر في إطار الاحتفال باليوم العالمي للفلسفة، والذي يستمر حتى 20 نوفمبر الجاري.
