لا يختلف الأمر بين كرداسة الجيزة وكرداسة المنيا خاصة في قرية "دلجا" إحدى القرى التابعة لمركز دير مواس أقصى جنوب مدينة المنيا والتي تبعد عنها بمسافة 20 كيلومترًا غرب مدينة ديرمواس. وتكمن خطورتها في وقوعها في حضن الجبل وقربها من الحدود الليبية وكثرة عدد سكانها بواقع نحو 120 ألف نسمة، منهم نحو 30 ألف قبطى، وكلها أمور كانت سببا لانتشار الأسلحة بشكل كبير جدا لدرجة أن الأهالي والعائلات يمتلكون ترسانة أسلحة، فالقرية ذاع صيتها في تصنيعا بمختلف أنواعها، كما أنها تصدّر هذه الأسلحة لجميع قرى المحافظة، بالإضافة إلى وجود بعض الخارجين على القانون وإرهابيي الرئيس المعزول استخدموا الطريق الصحراوي الغربي المتاخم لها كمنفذ لتجارة السلاح وممارسة أعمال البلطجة. القرية شهدت أحداثًا مماثلة لكرداسة منها واقعة قتل اسكندر طوس صقر60 سنة (حلاق) وقام أنصار مرسي بسحل جثته والتمثيل بها حتى مسجد "عباد الرحمن" ثم تركوا جثته بالقرب من منطقة المدافن. طبيعة القرية ساعدت على صعوبة اختراقها من أجهزة الأمن والقوات المسلحة خاصة أنه يقطنها أكثر من500 مسلح من إرهابيي الرئيس المعزول، ويرتكبون عددا من الحوادث المروعة، ويختفي الخارجون على القانون في الأراضي الصحراوية المجاورة للقرية بمساعدة بعض أعراب قرية قصر هور. وعندما أصدرت النيابة العامة قرارا بضبط وإحضار280 من إرهابيي الرئيس المعزول في تلك القرية بتهمة المشاركة في اقتحام وحرق الكنائس استخدم المتهمون الصحراء وخاصة الحدود الليبية ولاذوا بالهرب. كما غادر عدد من المسيحيين المقيمين بدلجا مساكنهم خوفا من الاعتداء عليهم خصوصا عقب تكرار حوادث الاعتداء على الكنائس والأقباط، ورفض عدد آخر الهروب والتزموا منازلهم برغم قيام إرهابيي الرئيس المعزول بفرض إتاوات عليهم تصل إلى 50 ألف جنيه. بينما ترددت أنباء خلال الأيام الماضية عن وجود عدد من قيادات جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية متخذين زراعات القصب للاختباء بها بقرية دلجا، الأمر الذي يؤكد عودة ما حدث في التسعينيات من هجمات إرهابية داخل محافظة المنيا من جانب هذه الجماعات، في الوقت الذي تقوم فيه طائرات القوات المسلحة برصد ومتابعة تلك العناصر المسلحة، ومنهم محمد على فخرانى وسيد عبود حسنين ورضا طه عبد الحميد وهم من كوادر الإخوان المختبئة في الأراضي الصحراوية بقرية دلجا في حماية عرب قرية "قصر هور".