محاولًا الخروج بكلمات تهدئ من روع الشارع المصري بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة أكد أنه كان لابد منه وبعد أحداث ساخنة عاشها الشارع المصري واشتباكات حامية بين الإخوان المسلمين الرافضين للوضع الحالي الذي أسموه -الوضع الانقلابي- وبين الرافضين لعودة مرسي بشرعيته التي انتهت بمظاهرات حاشدة خرجت في ربوع مصر. ظهر الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء بإجابات مقنعة عن الوضع الحالي محاولًا فتح خزانة الأسرار عن استقالة البرادعي وموعد انتهاء حظر التجول . في البداية أكد "الببلاوي": " لا أحد يستطيع أن يقول أرقامًا محددة حول خارطة الطريق، والحكومة الحالية وقتية، وهناك فرق بين الحكومة الانتقالية وحكومة تسيير الأعمال ودورها أخطر"، ولابد لنا أن نكتسب ثقة الجميع وارتباك الوضع الأمني يضعنا في اختبار صعب، منوهًا: "الوضع الأمني والشارع كان خارجا عن السيطرة حين بدأت الحكومة الحالية عملها، ولابد أن يستعيد القانون قوته وأيدينا ليست مرتعشة". وأشار رئيس الوزراء، خلال لقائه مع الإعلامية منى الشاذلي مقدمة برنامج "جملة مفيدة" على إم بي سي مصر إلى أن فض اعتصامي رابعة والنهضة دون إراقة الدماء كان دربًا من الخيال ولكنه كان اختيارا بين السيئ والأسوأ، موضحًا أن اجتماع مجلس الدفاع الوطني ناقش فض الاعتصامين بحضور البرادعي، وغالبية الأصوات وافقت على فض الاعتصام عدا الدكتور البرادعي. وعن الموقف الذي أخذه الدكتور محمد البرادعي باستقالته قال: البرادعى لم يؤثر على الوضع السياسي، ونحترمه ونقدره ولا يجب الهجوم الشخصي عليه، ونقدر موقفه ونتفق معه فيما اتخذه بناءً على عقائده. وتابع "الببلاوي" أن كل الوساطات والحلول لم تقدم جديدًا، وكان لابد من اتخاذ قرار صعب بفض الاعتصام، وأبرز الأسماء التي تحدثت عن وضع حلول هي سعد الكتاتني وأبو العلا ماضي، وكل الوساطات والحلول لم تقدم جديدا وكان هم جماعة الإخوان الوحيد هو العودة إلى ما قبل 30 يونيو. وأضاف "الببلاوي": "احترم الدكتور البرادعي فهو رجل مبادئ، لم يغير رأيه في أي لحظة من اللحظات ونحن نقدر موقفه وأفهمه تمامًا، والموقف الدولي لا يرتبط بحالة شخص البرادعي"، والإعلام الداخلي لم يدر الأزمه كما كنا نتمنى، وفض اعتصام النهضة تم سريعا ولم يسقط ضحايا كثر ولكن رابعة كانت الإصابات أكثر، وأول إصابة حدثت في رابعة كانت لأحد رجال الشرطة وما صعّب فض الاعتصام أكثر وجود قناصة على أسطح العمارات. واستطرد الببلاوي بشأن الوضع الحالي: "أتصور أن يوم الجمعة القادم هو نوع من الاختبار لحظر التجوال.. لنرى إذا لم يحدث فيه شيء، والتزم الناس بحظر التجوال ففى هذا الوقت سيكون الالتزام بالحظر هو دعم شعبي كبير لنا". فيما أكد أن انحياز الجيش لمطالب الملايين من الشعب هو جوهر القضية، والبرادعي أراد أن يعطي فرصة أكبر للحل السلمي خوفًا من اشتعال الموقف، وسينتهي حظر التجوال عندما نرى أن الأمور تسير إلى الأمام، ولن تستمر حالة الطوارئ إلى ما لا نهاية لأنها حالة استثنائية مؤقتة، وقانون الأحزاب هو ما سيحدد موقف جماعة الإخوان بشكل قانوني ومدى التزامهم به. وأضاف رئيس الوزراء: حب الناس للجيش يبرره الحياة السياسية الضعيفة التي عشنا فيها إبان حكم مرسي"، و"المصالحة ينبغي أن تكون على المستقبل لا على الماضي، أما أن تتحدث المصالحة عن مشاكل عفى عليها الزمن فهذا غير مقبول". وعن الفريق أول عبدالفتاح السيسي - وزير الدفاع – قال إنه لم يخاطبه في تعيينات الوزراء، ولم يجد منه تلميحا حتى من قريب أو بعيد فيما عدا ما يخص الجيش، مشيرًا إلى عدم رضاه عن أداء قناة الجزيرة موضحًا بأن بها الكثير من تحريف الحقيقة، و"التصريحات والسياسات التركية ما هي إلا ضوضاء صوتية تشعرني بالأسف". كما وجه رئيس الوزراء، رسالة إلى دولة قطر، قائلًا: "عندما يعلو صوتك فأنت ضعيف، منوهًا إلى أن الموقف الأمريكي الآن منقسم وينبغي أن نحاول أن نفهمهم لأنهم استثمروا بدرجة كبيرة في الجماعات الإسلامية".
