[email protected] عدد من القنوات الغربية الشهيرة. كادت أن تقودنا إلى حافة الجنون.، بسبب تغطيتها للأحداث الأخيرة في مصر. وأعمال العنف الإرهابية المنظمة التي تقوم بها جماعة الإخوان،. فالسائد في العقل المصري أن الإعلام الغربي محايد وموضوعي وديمقراطي وينقل الحقيقة بلا انحياز، وهي مجموعة من الأكاذيب والأساطير التي كشفها عالم الاجتماع الأمريكي هربرت شيللر في كتابه المتلاعبون بالعقول، وهو كتاب ذو أهمية متجددة لأنه يكشف عن العبقرية المرعبة للإعلام المضلل الذي يحشد إمكانات معرفية كبيرة ومتقدمة لخدمة فكرة أو مصلحة. يستفيد منها أصحاب هذه الوسائل الإعلامية.، حيث يكون التضليل الإعلامي هو الأداة الأساسية للهيمنة. وتتم السيطرة على أجهزة المعلومات وفق قاعدة غطاء حماية الملكية الخاصة.، فالشركات العملاقة التي تحتكر القنوات. تسوق على أنها جهد فردي- ولا يعرف أحد الملاك الكبار أو المستثمرين- لعدد من القنوات، ولكي يؤدي التضليل الإعلامي دوره بفعالية أكبر- لابد من إخفاء شواهد وجوده، فالتضليل يكون ناجحا عندما يشعر المضللون بأن الواقع المزيف هو الحقيقي، ومن ذلك ترويج الإعلام لقوة المباحث الفيدرالية وجهاز السي آي إيه. ويري شيللر أن هناك عددا من الأساطير الإعلامية التي تستخدم للتلاعب بالعقول، وهي أسطورة الفردية والاختيار الشخصي. حيث كرس الإعلام الغربي لمفهوم محدد للحرية.، يتمثل في أن الحرية هي امتلاك وسائل الإنتاج كتعبير عن الرفاهية. وهناك أسطورة الحياد، وهنا يقول شيللر صراحة إن وسائل الإعلام صحف- دوريات- إذاعة وتليفزيون جميعا هي مشروعات تجارية وبالتالي فهي غير محايدة. فهي تتلقي دخولها وأرباحها من الاستغلال التجاري لمساحاتها الزمنية والإعلانية. وهي تحقق أولا وأخيرا المصالح التي يحددها مالك الوسيلة (سواء كان شخصا أو حكومة)، ولذلك فانتشار كلمة الحياد جزء من التضليل الإعلامي، وإتمام الخديعة للمشاهد الذي يقتنع باستقامة الوسيلة ويتجاهل أهداف أصحاب القناة. أو الوسيلة مهما كانت، ويؤكد الكاتب أن الهدف الأساسي لمن يملكون مقاليد الثروة والسلطة والقوة يكمن في الاحتفاظ بما يملكون وتعزيزه وتكريس وضع من لا يملكون للإبقاء على حالهم.، ومن ذلك قيامهم بخدمة الحكومات والسياسات التي تساعدهم في فرض سيطرتهم على العقول، ويري هربرت شيللر أن أجهزة الإعلام المختلفة نجحت في جعل الجماهير منقادة ومتقيدة ضمن أغلال أبواق الإعلام وفي أبسط الأمور في حياتهم اليومية يتصرفون ضد مصالحهم دون ما شعور بهذا العبء أو أدراك بأنهم مسيرون وليسوا مخيرين، وهكذا يبقي الجمهور في دوامة من الأحداث والتدفق والإغراق ولا يجد فسحة للتأمل والتفكير والتحليل، وعندما يجد البعض فرصة للتساؤل والشك فإنهم يتحولون إلى أقلية تعكر الصفو وتسير عكس التيار وتخالف المجموع العام، وقد يضطرون، وهذا ما يحدث غالبا إلى إخفاء تساؤلاتهم وقناعاتهم بعد أن تتولي وسائل الإعلام الضخمة نبذهم وحشرهم في الهامش. هذا هو الأساس الفكري الذي يقوم عليه الإعلام الغربي.، فالحياد أكذوبة، ومصلحة الملاك (أشخاص أو حكومات) هي رقم واحد. ولعلل من الدلائل على صدق ما جاء في هذا الكتاب. تجربة عشتها الأسبوع الماضي حيث أرسلت إلى صديقة ألمانية. قائمة بالكنائس التي حرقها الإخوان باللغة الإنجليزية وطلبت منها أن ترسلها لوسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية مع عدد من الفيديوهات التي توثق ذلك، وفعلت مشكورة ثم أخبرتني بأن العديد من المواقع والقنوات يمتلك هذه القائمة ولكنهم يرفضون نشرها لامتلاك عدد من أعضاء التنظيم الدولي للإخوان وأصدقائهم استثمارات ضخمة في الكثير من وسائل الإعلام الأوربية.