سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أمريكا تحاصر "الجيش" من أجل عملائها الإخوان.. واشنطن تضغط لتكرار "السيناريو اليمني" لحفظ ماء وجه "مرسي".. واقترحت تأجيل فض الاعتصام حتى منتصف أغسطس.. والسعودية ترفض الدخول في "الحسبة"
كشفت مصادر سيادية مطلعة أن القيادة العامة للجيش برئاسة الفريق أول عبد الفتاح السيسي، النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الدفاع والإنتاج الحربى، القائد العام للقوات المسلحة، تتعرض بشكل شبه يومي إلى ضغوط غير طبيعية لوقف أي تحركات أمنية تجاه قيادات جماعة الإخوان. وأشارت المصادر إلى أنه عندما أعلنت الحكومة عن نيتها فض اعتصام الإخوان فوجئت قيادة الجيش بسيل من الاتصالات الدولية خاصة الأمريكية والأوربية التي وصل الحد بها إلى رهن فض الاعتصام بوقف أي انتقادات لما حدث في 30 يونيو من عزل لجماعة الإخوان، لافتة إلى أن الأمريكان قدموا عددا من المقترحات ومارسوا ضغوطا واسعة وراء تأجيل فض الاعتصام حتى الآن. ولفتت إلى أنها طلبت، عبر قنوات اتصال لها مع قيادة الجيش، مهلة حتى منتصف الشهر الجاري لإنهاء الأزمة تماما ومن بينها إنهاء الإخوان لاعتصامهم بالشوارع، وأضافت أن الجيش رفض ذلك في بادئ الأمر إلا أنه اضطر إلى القبول بالطلب الأمريكي بعد تلقيه تعهدات بإنهاء الأزمة بشكل سياسي. وقالت المصادر إن الأمريكان كلفوا سفراءهم بعدد من الدول العربية للتدخل في الأزمة المصرية ومحاصرة قيادة الجيش حتى لا يقدم على أي قرارات تنهي على الوجود الإخواني تماما، مؤكدة أن اتصالات الأمريكان مع بعض الدول العربية جاءت بعد فشل مهمة كاثرين آشتون في تنفيذ صفقة الخروج الآمن. وذكرت المصادر أن الولاياتالمتحدة قامت بالضغط على قطر والإمارات والسعودية لإرسال وفود في محاولة لتشكيل رأي عام ضد الفريق أول عبد الفتاح السيسي، لتنفيذ مخطط الخروج الآمن لجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن ذلك كان وراء وصول وزير الخارجية القطري والإماراتي وقيامهما بزيارة خيرت الشاطر بالسجن إلى جانب وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكي الذي كان يقود المفاوضات خلال الأيام الماضية وحاول مع ضغوط خارجية تنفيذ مخطط دولته عبر استخدام نفوذ قطر على الإخوان وقرب الإمارات من الإدارة الحالية، مشيرة إلى أن السعودية فقط هي من رفضت إرسال أي وفد لها. فيما كشفت مصادر أمنية مطلعة أن الوساطة العربية لحل الأزمة السياسية في مصر اقترحت خلال الساعات الماضية بتنسيق "أمريكي- أوربي" وساطة خليجية لتكرار النموذج اليمني كحل للأزمة فيما يبحث مبعوثون أوربيون وأمريكيون عن تهدئة أقرب للهدنة بين طرفي النزاع. وكشفت المصادر أن قطر والإمارات تطرحان مبادرة خليجية تتمثل في تطبيق السيناريو اليمني في مصر من خلال إعلان الرئيس المعزول محمد مرسي بنفسه استقالته عبر التليفزيون، ونقل سلطاته إلى رئيس الوزراء الحالي، حازم الببلاوي، على أن يغادر بعدها البلاد إلى أي دولة يختارها. وفجرت المصادر مفاجأة بأن هذه المبادرة لم تلق قبولًا من جانب السلطة الحالية التي شددت على أنها لا تقبل عودة عقارب الساعة للوراء ولن يظهر الرئيس السابق على شاشة التليفزيون. المصادر قالت إن أمريكا دفعت قطر والإمارات لطرح مبادرتهما من جانب فيما فضلت هي أن تركز وساطتها على التوصل إلى تهدئة بين الطرفين، مشددة على أنها لا تملك رؤية محددة لحل الأزمة. فيما تتمثل التهدئة في الإفراج عن جميع المعتقلين من أنصار المعزول بتهم سياسية مقابل فض اعتصاماتهم. وأشارت المصادر إلى أن هذه المبادرة التي يتبناها حاليا في القاهرة وسطاء يمثلون الاتحاد الأوربي والولاياتالمتحدة، سبق أن طرحتها الممثل الأعلى للشئون الخارجية بالاتحاد الأوربي كاثرين آشتون خلال زيارتها الأسبوع الماضي للقاهرة وتجرى حاليا محاولة تفعيلها على يد مبعوث الاتحاد الأوربي برناردينو ليون، ووليم بيرنز، نائب وزير الخارجية الأمريكي، المتواجدين بالقاهرة.