فى الثانى عشر من يناير من عام 1830 ، ولد الخديو إسماعيل ، الذى حكم مصر لمدة نحو 16 عاما، حيث تولى الحكم من عام 1863 حتى تم عزله سنة 1879. والخديوى " إسماعيل " هو الابن الأكبر لإبراهيم باشا، وحفيد محمد على، والى مصر فى النصف الأول من القرن التاسع عشر، تعلم " إسماعيل" فى مصر وفرنسا ، ثم خلف عمه سعيد باشا فى الحكم. وشخصية "الخديو إسماعيل" من الشخصيات التى أثارت جدلا كبيرا بين المؤرخين لمصر، فقد عرف ببذخه وإسرافه والإنفاق على كماليات الحياة، وعاش فى بذخ وشيد لنفسه القصور، وجنى أرباحا طائلة لارتفاع ثمن القطن فى عهده بسبب الحرب الأهلية الأمريكية، وبدأ فى الاستدانة من المصارف الأوربية وبغير رقابة، حتى وقع فى ضائقة مالية شديدة، واضطر عام 1875 إلى بيع ما ملكته الحكومة المصرية من أسهم "قناة السويس" ( نحو 44% من أسهم القناة ) بثمن بخس للحكومة الإنجليزية، ولكى يطمئن الدائنين الأوربيين أنشأ صندوق الدين عام 1876، ووافق "مكرها" على تعيين لجنة تحقيق من مندوبى الدول الأوربية الدائنة ، وفرض المراقبة الثنائية من ممثلين لفرنسا وبريطانيا . وبرغم كل هذه الأخطاء والسلبيات التى شابت فترة حكم الخديو إسماعيل ،إلا أن التاريخ يذكر له أنه أكمل حفر قناة السويس، وتم افتتاحها فى عهده، بعد سنوات من العمل الأسطورى الشاق، وبعد أن ارتوت قناة السويس بدماء المصريين الذين قاموا بحفر القناة، فى أقسى الظروف. كما يذكر التاريخ للخديو "إسماعيل" إقامته للعديد من المشروعات الطموحة ومد خطوط السكك الحديد، وتخطيط المدن وبناء دور الثقافة، فقد كان حلمه أن تصبح المدن المصرية وكأنها قطع من أروبا. تم عزل "إسماعيل" بضغط من الحكومتين الإنجليزية والفرنسية فى يونيو 1879، فذهب إلى إيطاليا ثم إلى الأستانة " تركيا حاليا" ، ولم يسمح له بمبارحتها حتى وفاته فى عام 1895 ، حيث دفن بالقاهرة .
