أيام قليلة ويُسدل الستار على واحدة من أكثر السنوات كآبة التي مرت على البشرية «سنة الوباء» أو كما يطلق عليها رجل الشارع العادي «سنة كورونا»، ليبدأ عام جديد 2021، وسط آمال عريضة لشعوب العالم كافة بأن يأتي العام الجديد حاملًا معه بشائر السعادة التي غابت عن الوجوه لأشهر عدة بسبب انتشار وتفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، لا سيما وأن العالم أصبح قاب قوسين من نشر لقاحات عدة لمواجهة الفيروس. ورغم أن احتفالات الكريسماس هذا العام تأتي في مظاهر عالمية يعتصرها الألم على رفيق أو قريب فُقد جراء الجائحة، أو أصيب بالمرض، لكن مع اقتراب «ليلة رأس السنة» وتذكره فإنه يمثل الفرحة والأمل التي ترد إلى أذهان الجميع مع بداية العام الجديد، وأبرز مظاهر الاحتفال بها هي شجرة أعياد الميلاد المغطاة بالزينة والأضواء، أو كما نعرفها بمسمى «شجرة الكريسماس». في «الكريسماس» تتناغم وتمتزج احتفالات المصريين، ف«الفرحة للجميع»، والمشاهد التي تلتقطها عدسات كاميرات التصوير، أو التقارير الإعلامية، جميعها تنم عن الرابطة الوطنية العظيمة التي يترابط بها المسلمون والمسيحيون في وقت واحد، حيث يتشاركون التهاني ويظهرون الفرحة والسرور فيما بينهم، ولذلك ينتظر الجميع الاحتفال بهذا العيد في يوم 7 من شهر يناير من كل عام. تزينت العديد من المولات التجارية في مناطق الشيخ زايد، المعادي، مدينة نصر، ومصر الجديدة بالهدايا وأشجار الكريسماس احتفالًا باقتراب أعياد الميلاد، والذي يحتفل الجميع به في هذا اليوم بكل تفاؤل وحيوية، والكثير منا ينتظره من أجل تبادل التهنئة وتقديم الهدايا، مما أعطى الأماكن التي توجد بها طابعًا مميزًا من البهجة في استقبال هذا العيد الذي ينتظره الكثيرون من مختلف بقاع الجمهورية. «شجرة الكريسماس» كان لها النصيب الأكبر في احتفالات أعياد الميلاد كل عام، لأنه لا طعم أو رونق لأي أعياد من دونها، وهذا لأن الأشجار الخضراء لها طابع مميز في فصل الشتاء حتى قبل ظهور الديانة المسيحية، في الكثير من البلدان العالمية، مما جعلها عادة شائعة عند الكثير من الناس، إذ تنصب قبل العيد بعدة أيام وتظل تضيء أنوارها حتى عيد الغطاس، حيث بدأت فكرتها في القرون الوسطى بألمانيا، التي تعتبر غنية بغابات الصنوبر الخضراء، التي تعطي بهجة للمكان حتى صارت واحدة من رموز الاحتفالات بفصل الشتاء التي تتناقلها الأجيال.
