يختلف الزمان وتتغير ملامح العصر لكن تبقى العادات والتقاليد الشعبية راسخة وثابتة في أرجاء مصر، و يظهر ذلك جليا في الاحتفالات السنوية بذكرى المولد النبوي الشريف. حلويات وعروسة المولد ومن ملامح الاحتفال بيع حلوى المولد باختلاف أنواعها، المعدة من السمسم والحمص والمكسرات، ورغم ارتفاع الأسعار هذا العام، فإن ذلك لم يمنع المواطن المصري من الإقبال على الشراء. الإنشاد الديني ويبقى الإنشاد الديني من أهم الطقوس والعادات التي تتبع في الاحتفالات المصرية بالمولد النبوي حيث تقيم الطرق الصوفية بمصر مجالس للذكر والإنشاد الديني في ليلة ذكرى مولد الرسول الكريم كل عام. ويحتفل المصريون بالمولد النبوي الشريف عن طريق إقامة حلقات الذكر للطرق الصوفية، والإنشاد الديني بالمساجد وأشهرهم "مسجد الحسين، ومسجد السيدة زينب". كما تحتفل وزارة الثقافة المصرية بالذكرى العطرة للمولد النبوي الشريف من خلال الاحتفالات التي تقيمها دار الأوبرا المصرية والهيئة العامة لقصور الثقافة بالمحافظات. بورسعيد ورغم تشابه بعض طقوس الاحتفال بتلك المناسبة بين المصريين، إلا أن كل محافظة محتفظة بعادة فريدة خلال تلك الاحتفالية تميزها عن غيرها من المحافظات، ففي محافظة بورسعيد يحرص أهلها كل عام على الخروج بانطلاق موكب المولد النبوي من مسجد مريم بمشاركة محافظ بورسعيد والطرق الصوفية مرورًا بشارع الثلاثيني وصلاح سالم وشارع 23 يوليو وانتهاءً بالمسجد العباسي ثم إقامة احتفالية بالمسجد العباسي عقب صلاة المغرب، وهي العادة التي تحرص محافظة بورسعيد على الاحتفال بها كل عام بمشاركة المحافظ. كما اشتهرت محافظة بورسعيد بقيام بعض شباب الدين المسيحي بتوزيع حلوى المولد النبوي الشريف، على المصلين بعد خروجهم من المسجد. مطروح تتميز احتفالات محافظة مطروح، بالمولد النبوي الشريف، خاصة عند أبناء القبائل البدوية، بعادات وتقاليد تراثية، وتبدأ صباح يوم عيد المولد النبوي، بتناول وجبة "العصيدة" وهي من أبرز مظاهر احتفال البدو بالمولد النبوي. ويقول حمد خالد شعيب الباحث في أطلس الفلكلور المصري، إنه يتم تجهيز العصيدة بعد طحن الشعير بالرحاة وغربلته، ويوضع عليه قليل من الماء على النار حتى يغلي، ثم نضيف بعض الملح وقليلًا من الطحين وتبدأ بالعجن ب "المنشاز" وهو عبارة عن خشبة طويلة تستخدم في عجن العصيدة وهي على النار، ثم نضيف الطحين تدريجيًا، مع العجن المستمر حتى تنضج العصيدة، ثم تقلب في "قصعة" وهي صحن كبير مسطح وعند التقديم يضاف إليها "الحسا" أو "الرُّب" أو "الرغيدة" وهي حليب مطبوخ مع قليل من الطحين، وبعد أن تصنع العصيدة، توضع في وعاء مسطح، ويوضع فى قلب العصيدة العسل الأسود، ويتم تزيينها بالمكسرات وقطع الشيكولاتة للأطفال. كما يتناول أهالي مطروح إلى جانب العصيدة "عيش المقطع"، وفي الغداء الأرز المطهو مع اللحم الضأن، تعقبها زيارة الأقارب من أبناء القبيلة. الأقصر وليمة المولد عادة مميزة في مدينة إسنا جنوبي محافظة الأقصر، حيث يتجمع الأحبة والجيران بالقري والنجوع وفي قلب المدينة علي "وليمة" يعدها المحبين وأهل الخير بالذباح واللحوم لتقدم صواني من المأكولات في الليلة الختامية للمولد النبوي الشريف. كما شهدت قرى شمالي محافظة الأقصر، كعادتها السنوية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف علي طريقتها الخاصة، بتنظيم المرماح وسباقات الخيول العربية الأصيلة، حيث بدأت الحفلات النهارية لتلك السباقات المميزة مع بدء شهر ربيع الأول الجاري، مع ذكري المولد النبوي الشريف. سوهاج الاحتفال بالمولد النبوي الشريف يختلف من مكان إلى مكان ومن محافظة إلى محافظة لأخرى، ففي سوهاج يحتفل الأهالي بالمولد بإقامة ليالي المديح بالساحات الكبرى أمام منازلهم ويدعون لها الأهالي الذين يلتفون حول المنشد الديني الذى يشدوا بأجمل وأروع القصائد الشعرية التي تحكى سيرة النبي العطرة. ومن المديح والإنشاد إلى ذبح الذبائح وتوزيع لحومها على الفقراء والأصدقاء بالإضافة إلى إطعام الطعام في الساحات لكل مار من جوار الساحة أو القادم إليها وأغلب الأطعمة وأشهرها الفته بالأرز والملوخية والشوربة والعيش البلدي وهناك من يقوم بتوزيع الفول النابت على الحاضرين والمشاركين في الاحتفال بالمولد النبوي. الإسكندرية أما في محافظة إسكندرية يقوم المواطنين بتوزيع مشروب الشربات ويقطعون عليه فاكهة الموز احتفالا بالمولد النبوي الشريف ويعتبر الشربات رمز البهجة والفرحة وقدوم رسول المحبة، كما تقوم الطرق الصوفية بتنظيم مسيرات من ميدان المساجد بمنطقة بحرى وجلسات مديح النبي فى المساجد منها مسجد أبو العباس المرسى وسيدى العدوى وسيدى تمراز بمنطقة بحرى . الغربية فى محافظة الغربية تحتفل المحافظة بالمولد النبوي الشريف على طريقتها الخاصة، بإقامة سرادقات لبيع حلوى المولد والحصان وعروسة المولد، وتستمر منذ حلول شهر ربيع الأول حتى بعد الاحتفال بليلة المولد النبوي الشريف. فى الأيام الثلاث الأخيرة تقوم الطرق الصوفية باختلاف أنواعها وخاصة بمدينة المحلة الكبرى بتنظيم طوائف بالسيارات المزينة بالإنارة ومكبرات الصوت كل على طريقته الخاصة، تُذاع خلالها الأناشيد والمدائح النبوية،،كما تقوم الطرق الصوفية بتوزيع الطعام على المواطنين.
