نبيل زكى - القيادى بحزب التجمع – يري أن الإخوان قدموا كثيرا من التنازلات للولايات المتحدةالأمريكية، تضمن لها مصالحها فى مصر والشرق الأوسط, وكذلك ضمان أمن إسرائيل, وهناك ود وتواصل مستمر بين الإخوان وأمريكا, لكن الأحداث الأخيرة بدأت تشعر أمريكا بالقلق، خاصة مع رفض الكونجرس الطريقة التى تتعامل بها إدارة أوباما مع الإخوان المسلمين, مؤكدا أن الحراك فى الشارع المصرى سوف يحسم العلاقة بينهما قريبا, والمزيد من التفاصيل في حوارنا معه... هل العلاقة بين أمريكا والإخوان توطدت بعد الثورة؟ العلاقة بين الاخوان وامريكا امتدت لفترات سابقة طويلة قبل الثورة, قامت فيها الولاياتالمتحدة بدور الوسيط ,ورتبت لقاءات بين قيادات الإخوان ومسئولين أثناء زيارتهم إلى مصر، ولقاءات السفيرة الامريكية مع الاخوان ظاهرة للجميع،وفي السياسة ليس هناك عداء على طول الخط ,وهناك مصالح دائمة لمن فى السلطة يحاولون أن يبقوا عليها, وهذا ما حدث مع جماعة الإخوان التى سعت إلى التواصل مع أمريكا قبل الثورة وبعدها وعلاقة الإخوان بأمريكا تمر بأكبر تحد لها الآن, خاصة أن الرئيس أوباما غير لهجته تجاه الإسلاميين فى منطقة الشرق الاوسط عقب الاعتداءات التى حدثت على السفارة الامريكية في القاهرة ,ثم الاحداث الحالية التى تحرك فيها الشعب بقوة لرفض دستور الاخوان, فبدأت امريكا تشعر بالقلق والخوف على مصالحها اذا دعمت الاخوان المسلمين،وأمريكا لا تهتم الا بمصالحها فى مصر. لماذا اختارت أمريكا الإخوان تحديدا ؟ - امريكا كانت تبحث عن القوة السياسية التى تضمن لها الحفاظ علي سريان اتفاقية كامب ديفيد ,وكذلك اتفاقية الكويز, وعندما هرول الاخوان اليها اشترطت امريكا علي الاخوان كبح جماح حركة حماس فى غزة, ومن هنا جاءت المباركة الامريكية للاخوان, خاصة انها رأت - او توهمت - ان الاخوان أقدر على السيطرة على الشارع فى مصر,الامر الذي سقط الآن،ولا يخفى على احد ان هناك لقاءات مستمرة بين الاخوان وامريكا منذ زمن, وكان اللقاء الاهم - قبل تولى الاخوان السطة – هو الذي ضم 30 مسئولاً أمريكياً وقيادات الاخوان , وكان الأهم عند أمريكا الحصول على خمس ضمانات أساسية هى :التأكيد على مصالحها فى مصر سواء الاقتصادية أو السياسية ,بالإضافة إلى الحفاظ على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل, وتقديم تسهيلات بحرية وجوية وضمان الملاحة فى قناة السويس ،والضمانة الرابعة هى الملف الإيرانى, بحيث لا تسعى مصر إلى فتح خطوط اتصال وتعاون مع طهران ,والتأكيد على حقوق الأقليات والمرأة والحكم بشكل ديمقراطى ,وفى المقابل طلبت الجماعة التعاون مع أمريكا واستمرار المساعدات الأمريكية لمصر, وعدم الوقوف فى طريق وصولها إلى السلطة وتدعيمها. متى بدأت الصفقة فى الاكتمال لتسليم الإخوان الحكم فى مصر؟ كان بدايتها قضية التمويل الاجنبى , التى اظهرت حسن نوايا الاخوان تجاه امريكا ,اضف الى ذلك الصفقة الاساسية بين المجلس العسكري والاخوان بأن تضع الولاياتالمتحدة جميع أسس السياسات المصرية، وأن ما حدث عبارة عن تمثيلية لإلهاء المصريين عن الانتهاكات العسكرية، ولعل المقابل الذى سيحصل عليه الاخوان من وراء هذا مستقبلا هو أن تكون التيارات الاسلامية حليفا لأمريكا فى الانظمة العربية وبديلا للانظمة العسكرية. لكن أمريكا رفضت التعليق على مشاكل الدستور؟ فى بداية الامر لم يكن لديهم رغبة فى الحديث حول الدستور, ومع الخروج الشعبى الكبير بدا الحديث عن ان مرسى ديكتاتور, وهناك قلق لدى الادارة الامريكية ,وهناك حديث عن تجميد المعونات , فموقف امريكا يتحدد حسب اتجاه الشارع المصرى من النظام القائم . إذا كانت الإخوان الحليف الذى تمنته امريكا فهل تضحى امريكا بهم بسهولة؟ - امريكا مصالحها مع الشعب، اذا خرج على الرئيس ورفضه سوف تتبرأ منه بكل سهولة, وتطالبه بالرحيل ،ورأيي أن الامريكان يراقبون الموقف عن كثب, واذا راوا الاخوان اصبحوا «كارتا محروقا» سوف يتخلصون منهم,كما حدث مع مبارك, لأن الامريكان لا يهمهم سوى مصالحهم ,ولو بالتضحية بالاخوان. لكن الرئيس نجح مؤخرا فى عقد هدنة بين حماس واسرائيل ؟ اسرائيل اختبرت الاخوان بالحرب مع حماس، وهذه الحرب انتهت لصالح اسرائيل, لأن اسرائيل حصلت على ضمانات بأن غزة تبقى هادئة ولا تزعج اسرائيل, وهذا ما اتمه الاخوان , لضمان امن اسرائيل. هل يمكن ان تنقلب أمريكا على الإخوان قريبا؟ - هذا يتوقف على الحراك فى الشارع المصرى,فاذا استمرت التظاهرات ضد الاخوان تطالب باسقاطهم ,واذا نهج الاخوان العنف تجاه المتظاهرين سوف تسقطهم امريكا من حساباتها وستضغط عليهم ,لأن مصالح امريكا مع الشعب وليس مع فرد او جماعة ,فهى تعرف كيف تكسب جيدا،وهناك ضغوط قوية لتقليل حجم المعونات، وتعليق الكونجرس لمبالغ مالية خصصت لمصر, وهذه ستكون كارثة على الرئيس، والأهم هو حزمة المساعدات التى تقدم كل عام وتحافظ عليها أمريكا.