بالتزامن مع إعلان إثيوبيا عن تغيير مجرى النيل الأزرق لبناء سد النهضة؛ كانت مصر على موعد مع أزمة مياه طاحنة ضربت العديد من المحافظات فى آن واحد، وكأننا أمام «بروفة» أولية لمخاطر السدود الإثيوبية الأربعة التى سيتم تشييدها تباعا. "فيتو" من جانبها رصدت من خلال جولات ميدانية وعن طريق مراسليها، معاناة الفلاحين من أجل قطرة مياه فى المحافظات التى لا تصل المياه فيها إلى نهايات الترع، ولمست مخاوف الفلاحين من موسم جفاف وعطش خاصة وأن آلاف الأفدنة تبور ومحاصيل كثيرة تحترق واعتصامات هنا وهناك فى ظل حكومة لا تعترف بأن هناك مشكلة وليس فى جعبتها أى حلول،حكومة لا يشغلها سوى استرضاء قاطنى مكتب الإرشاد بضاحية المقطم،أولى الأمر والنهى،أما فلاحو مصر فقد أصبحوا وقود الثورة القادمة،لإدراكهم انهم خارج اهتمام السيد الرئيس وبرنامج نهضته الذى ملأ مصر خرابا وجوعا وعطشا،.. وهاهى التفاصيل... ضرب العطش كل أراضى محافظة الدقهلية مع بدء الموسم الصيفى ، الأمر الذى يهدد 500 ألف فدان بالبوار منها 300 ألف فدان مزروعة بالأرز، وذلك بسبب نقص مياه الرى فى نهايات الترع دون تفسير واضح من حكومة ادعت كذبا أنها تمتلك كل أدوات النهضة، وهو ما جعل فلاحى الدقهلية يتعهدون للقوى الثورية بأن 30 يونيو الجارى سيكون أخر يوم للرئيس محمد مرسى فى الحكم. وأمام حكومة غير مهتمة وليس لديها أى حلول ، اضطر الفلاحون فى 50 قرية بالدقهلية بمركزى بلقاس وتمى الأمديد و15 قرية فى مركز منية النصر إلى رى أراضيهم من مياه الصرف الصحى ، فى حين لجأ مزارعو المنزلة والمطرية إلى مياه بحيرة المنزلة المالحة لرى الأراضى الزراعية . محمد على - فلاح من السنبلاوين - قال: إن 10 آلاف فدان تصحرت فى قرى السنبلاوين بسبب نقص المياه وحكومة هشام قنديل لا حياة لمن تنادى ، فهى أيضا فشلت فى توفير الأسمدة للفلاحين. وكشف علاء ثروت من قرية الاتحاد بميت سلسيل النقاب عن شىء خطير وهو أن نقص المياه فى ميت سلسيل ليس له علاقة بنهايات الترع ، وهو ما يؤكد أن الحكومة هى التى تقطع المياه بشكل عشوائى لا يراعى مصالح الفلاح الذى يكلفه فدان الأرز 2000 جنيه. أما جمال خليل، عضو سابق بمجلس محلى المحافظة فأكد أن الفلاحين في الدقهلية اضطروا لرى المحصول بمياه الصرف الصحى واضطر له أيضا المهندس عصام راضى وزير الرى الأسبق من خلال ماكينة رى ركبها على مصرف الصرف الصحى بالجمالية. الغريب فى الأمر أن 50 قرية بمركز بلقاس بها 100 فدان أرز مهدد بالوار بسبب خلافات إدارية بين محافظتى الدقهلية وكفر الشيخ فى عهد حكومة الإخوان، الأمر الذى يضطر الجميع للرى بمياه الصرف الصحى، خاصة أن الأهالى طالبوا وزارة الرى بمغذيات لرفع المياه ولكن دون جدوى.