مع دخول امتحانات الثانوية العامة يزيد إقبال الطلبة على وهم «مشروبات الطاقة» على أمل أن تزيد من قدرتهم على الاستيعاب، وتمدهم بطاقة تساعدهم على السهر لساعات طويلة بأعلى معدل تركيز، وتكشف الدكتورة أميرة زيد أخصائية التغذية العلاجية، حقيقة مشروبات الطاقة، وكيف نستبدل هذا الوهم بمشروبات طبيعية... هل لمشروبات الطاقة أى تأثير إيجابى فى رفع نسبة تركيز الطلبة؟ - الوهم وارتفاع نسبة الكافيين فى مشروبات الطاقة، سببان رئيسيان فى إمداد الطالب بطاقة كبيرة، مع رفع قدرته على التركيز والسهر والاستيعاب، إلا أن هذا يستمر لمدة قصيرة جدا، فالكافيين الطبيعى يصيب بحالة من الخمول ، فلا يتم إفرازه معتمدا على النسبة الخارجية المستمدة من مشروبات الطاقة. وما هى أهم المشكلات الصحية المترتبة على مشروبات الطاقة؟ - البعض يعتقد -خطأ- أن خطورة مشروبات الطاقة تكمن فقط فى الصداع والتوتر الناتج عن إدمانها، لكن المشكلة الأكبر هى تأثيرها السلبى على وظائف الكلى والكبد على المدى البعيد، وذلك لاحتوائها على نسبة عالية من الأحماض الأمينية المجهدة للجهاز الهضمي، فضلا عن تسببها فى رفع ضغط الدم، ورفع معدل السكر فى الدم، وتزيد خطورة شرب هذه المكونات المركزة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات فى الهضم كالإمساك المستمر، أو يتناولون عقاقير خاصة بضبط ضغط الدم وأدوية القلب، وهذا ما يفسر تعرض بعض الطلبة المداومين على استخدامها لمشكلة نزيف فجائى من الأنف أو اللثة. ما الفارق بين الكافيين الموجود فى هذه المشروبات وغيرها؟ - تعتمد مشروبات الطاقة على نسبة كبيرة من السعرات الحرارية والكافيين، لتؤدى دورها الأولى فى التنشيط والسهر لفترات طويلة ورفع القدرة على التركيز، لكن القاعدة العلمية تؤكد أن أى شيء مُصنع لا يمكن مقارنته بالطبيعي، كما أن الجسم يحتاج نسبة محددة تتوافق مع مرحلته العمرية ووزنه وطاقته المبذولة، وما يزيد عن ذلك يضره ولا ينفعه. وماذا عن تأثيرها على الحالة المزاجية والنفسية للطالب؟ - هذه المشروبات تعمل على الجهاز العصبى المركزي، وبالتدريج نجد الطالب يتحول لإنسان مكتئب وحزين ودائم القلق ويفكر فى أسوأ الاحتمالات، ومشوش التفكير، ومجهد، وكثير النسيان، ولا يستطيع النوم إلا بعد شربها، والمشكلة الأكبر أنه كلما شعر بهذه الأعراض شرب كميات أكبر، لتزيد نسبة التركيز لمدة بسيطة، وبمجرد انسحاب تلك المكونات الضارة من الجسم تبدأ المشكلات الصحية والنفسية فى الظهور من جديد. هل هناك فترة معينة يمكن أن يتحول بعدها الإنسان لمدمن مشروبات الطاقة؟ - تختلف استعدادات إدمان مشروبات الطاقة من إنسان لآخر، وهناك أشخاص ترتفع نسبة استعدادهم للإدمان بشكل كبير، حتى إن أعراض الإدمان تظهر عليهم فى غضون أيام قليلة، وتبدأ علاماته بفقد الشهية للطعام، والرغبة فى الجلوس منفردا. وما هى البدائل الصحية لمشروبات الطاقة؟ - بالنسبة لرفع القدرة على السهر وتحسين الدورة الدموية فى الجسم، فيكون من خلال شرب المنبهات الطبيعية كالشاى والبن الطبيعى لاحتوائهما على كافيين طبيعي، أما النسكافيه والكابتشينو وغيرهما من منتجات القهوة المصنعة ، فهى تحتوى على كافيين غير طبيعى، وبالتالى فقد تسبب بعض التوتر، ويفضل تناول المشروبات والأغذية المهدئة للأعصاب، والتى تساعد على النوم بعمق لمدة من 6-8 ساعات متواصلة، أو 6 ساعات مساء وساعتين فى أى وقت آخر، وفى مقدمتها الحليب ومنتجاته، والكاكاو، والشاى الأخضر، والبابونج والينسون، والسحلب، والليمون بالنعناع، والاعتماد على الأسماك وحبوب القمح الكاملة، وعلى الإفطار أو العشاء أو بين الوجبات يمكن تناول 7تمرات تمنحه طاقة عالية وتهدئ أعصابه، ويمكنه تناول طبق يحتوى على شرائح الجزر والخس والموز.