بعد أن أعربت الولاياتالمتحدة عن دعمها المطلق لمشروع إنشاء «ناتو عربي»، تعالت أصوات غربية تحرض الإدارة الأمريكية ضد الفكرة التي رأت أنها تمثل خطرا على الأمن القومي الأمريكي، وتنذر بأزمات إقليمية جديدة بالمنطقة لعدة أسباب. فشل سابق وفى هذا السياق، أشارت مجلة «ناشونال انترست» الأمريكية، لرغبة الولاياتالمتحدة اعتبار حلف الناتو العربي، بمثابة حصن ضد العدوان الإيراني والإرهاب والتطرف، كما أنه سيجلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط. الرافضون للطرح يبررون رفضهم بفشل فكرة شبيهة طرحت عام 1955، حيث روّجت واشنطن لمنظمة معاهدة الشرق الأوسط، أو كما سُمي ميثاق بغداد، الذي أعاد تسمية منظمة المعاهدة المركزية بعد الإطاحة بالنظام الملكي المؤيد للغرب ولكنه باء بالفشل. واعتبرت «انترست»، أن اقتراح توحيد مصر والأردن ودول الخليج الست كأغلبية سنية ضد الأغلبية الشيعية في إيران، يتسبب في حدوث كارثة أخرى حيث إنها تسعى إلى حل مشكلة غير موجودة. تهديد وهمي وفق المجلة الأمريكية، أيضا فان إيران لا تشكل أي تهديد لأمريكا، على الرغم مما يروجه الرئيس ترامب، ولكن مصدر القلق الرئيسي يجب أن يكون إسرائيل التي تمثل قوة عظمى إقليمية مسلحة نوويًا لا تحتاج إلى دعم عسكري من واشنطن. أما بالنسبة للتطرف والإرهاب، فغالبًا ما تكون إيران بعيدة في صلاتها بالجماعات المتطرفة مثل داعش والقاعدة التي تعتبر إيران أحد أبرز أعدائها. أزمة دينية أكد المحللون في هذا الشأن أن إنشاء ناتو عربي معتمد على الدول السنية، في مقابل الدول الشيعية، لا يهدف سوى إلى المزيد من استقطاب المنطقة للحرب الدينية مما يدفع الدول ذات العلاقات غير الصالحة مع طهران، إلى التصرف مثل أعدائها، بينما تدفع العراق نحو الأغلبية الشيعية المجاورة، كما سيتم إقحام مصر والأردن في المواجهة، التي من المتوقع أن تتخذ جدول أعمال عدوانيا ضد إيران يتم الترويج له من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية. قواسم مشتركة قالت «ناشونال إنترست»، إن الدول المرتقب مشاركتها بالناتو العرب ليس لديها الكثير من القواسم المشتركة، حيث تمتلك البحرين والمملكة العربية السعودية والإمارات مواقف معادية لإسرائيل بشكل كبير وبلا هوادة، ومع ذلك فإن الكويت وعمان وقطر أكثر حيادية في توجهاتهم الخارجية، ومن ناحية إيران فإن عملية التوازن في الأردن مستقلة إلى حد كبير عن طهران، كما أن مصر لديها القليل من الاهتمام بإيران. وبالنسبة للدول الخليجية سيكون الهدف الرئيسي للحلف سياسيًا وليس عسكريًا، من خلال خلق مواجهة مباشرة مع إيران، فإن التحالف ستشجع طهران على تعزيز قدراتها الصاروخية وإعادة النظر في برنامجها النووي.
