«الجلد العقدي» يرفع أسعار الأضاحى 30 % قبل العيد «الزراعة»: أقل من 1% فقط من الماشية مصابة في الفيوم.. وشائعات انتشار الوباء تصفية حسابات لم تكد الثروة الحيوانية في مصر تتعافى من أزمة مرض الحمى القلاعية، التي كبدت مصر الكثير، حتى هاجمها فيروس "التهاب الجلد العقدي" بضراوة، ومن يتابع الأمور بدقة يدرك أن المشكلة كان يمكن أن تنتهى قبل تفاقمها لو توافر القليل من الوعى والحرص على التعامل معها بسرعة. 8 جنيهات فقط، هي ثمن المصل، كانت كافية ليتقى مربو الماشية الصغار شر تفشى مرض الجلد العقدى وأمراض أخرى بشكل كبير في محافظتى الفيوم وبنى سويف، وغيرهما من المحافظات خلال الفترة الأخيرة، ونفوق عدد من الماشية. وقد تجولت "فيتو" في بعض المحافظات ورصدت أهم الأمراض التي تصيب المواشى بها وأسباب انتشارها، والخسائر التي تخلفها في الثروة الحيوانية وتأثير كل ذلك على أسعار اللحوم خلال الفترة المقبلة.. البداية كانت من محافظة المنيا، حيث أكد محمد علوان أحد أبناء قرية "طمبدى" التابعة لمركز العدوة أن الجلد العقدى انتشر بشكل كبير وسريع في القرية، وتسبب في نفوق أكثر من 120 رأس ماشية حتى الآن، الأمر الذي كبد الأهالي خسائر مالية فادحة، فضلا عن الخسائر الكبيرة في الثروة الحيوانية بالقرية.. وأرجع "علوان"، في حديثه ل"فيتو"، السبب في ارتفاع معدلات الإصابة بالقرية إلى تأخر الطب البيطرى في تحصين الماشية، والنتيجة نفوق المواشى وانتشار المرض في قرى مجاورة مثل «شارونة، والصالحين، ويونس، وفقادة»، وقد استشعرت الوحدة المحلية بمركز أبوقرقاص خطر المرض «الجلد العقدى»، الذي أجبرها على غلق سوق المواشى الخاص بها، وقال العقيد محمد صلاح، رئيس المركز: إن هناك تواصلا مع كافة الوحدات القروية لتلقى أي بلاغ لوجود ذلك المرض بالمواشى، وأن هناك غرفة عمليات تعمل على مدار 24 ساعة لتلقى بلاغات المواطنين. ولم يكن الجلد العقدى هو المرض الوحيد الذي ظهر في قرى محافظة المنيا، فقد انتشر أيضا وبشكل واضح مرض الحمى القلاعية أو "طاعون المواشى" كما يطلق عليه البعض في القرى التابعة لمركزى أبوقرقاص وديرمواس، وامتد إلى بعض المراكز الأخرى، متسببا في نفوق العشرات من المواشى وإجهاض المئات منها.. والسبب في ذلك بحسب الأهالي يرجع إلى الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وعدم فاعلية المصل الذي يتم تحصين المواشى به بمعرفة مسئولى الطب البيطرى بالمحافظة.. وقد أثرت تلك الأمراض على حركة بيع اللحوم بسبب خوف الأهالي من إصابتها بأى من تلك الأمراض المعدية.. ومن المتوقع أن تزداد الأزمة مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. ومع حالة الخوف التي انتابت أهالي المنيا وخاصة مراكزها الواقعة شمالًا، طالب حسين غيتة، عضو مجلس النواب، بتوفير أمصال لتطعيمات الماشية والأغنام من الوباء الذي تفشى بالمحافظة، مؤكدا أن وزارة الزراعة لم توفر سوى 3% فقط من جرعات التطعيم، برغم أنه على نفقة المواطن. ومن المنيا إلى محافظة أسيوط التي شهدت هي الأخرى انتشارا كثيفا لواحد من أخطر الأمراض التي تصيب الماشية، وهو مرض "حمى الثلاثة أيام" وهو عبارة عن فيروس يسبب ارتفاعا شديدا في درجة حرارة الحيوان، يصاحبه عدم اتزان وفقدان للشهية ثم امتناع تام عن الأكل مع خروج بعض السوائل من الفم والأنف، ويتطور الأمر إلى ما يشبه الشلل في أرجل الحيوان مع رعشة شديدة، وينتهى الأمر بنفوق الحيوان في اليوم الرابع أو الخامس، كما أنه سبب رئيسى في إجهاض المواشى وإصابتها بالعقم إذا لم تتلق العلاج المناسب، وتكمن خطورة المرض في سرعة انتشاره، حيث أنه معدٍ للغاية، وينتقل عن طريق الذباب والبعوض.. ويؤكد الدكتور مصطفى معوض مدرس مساعد بكلية الطب البيطرى بأسيوط، أحد مسئولى القوافل البيطرية بالمحافظة أن مركزى أبوتيج وصدفا كان لهما النصيب الأكبر في الإصابة بين الأبقار في جميع الأعمار، فلو ظهر في حالة واحدة بقرية ما فإنه سرعان ما ينتقل إلى جميع الأبقار الموجودة بها خلال فترة قصيرة للغاية.. وأضاف معوض أنه حتى في حالة تماثل الحيوان للشفاء فإن وزنه لا يعود إلى سابق عهده، بل يصاب بهزال شديد ويفقد الكثير من اللحم، ويتأثر إنتاجه للألبان بشكل كبير، قد يصل إلى النصف من جانبها، أكدت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن وزارة الزراعة نجحت في مواجهة مرض الحمى القلاعية وحققت حملات التحصين نسبا غير مسبوقة، وصلت لتحصين 80% من إجمالى رءوس الماشية الموجودة في مصر، موضحة أن لجوء المربين للتحصين هو أمر يجب أن يكون إلزاميا على كل مربى بشعور من داخله، فعدم الالتزام بمواعيد التحصين هو السبب في انتشار الأمراض، ويجب على المزارعين ترقيم ماشيتهم، والاشتراك في صندوق التأمين على الماشية. فيما كشفت مصادر بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى أن مجمل الإصابات بالجلد العقدى في محافظة الفيوم لا يتعدى ال1% وبعض الشائعات التي أطلقت على مواقع التواصل الاجتماعى عن تفشى الوباء في مصر كان هدفها تصفية حسابات خاصة، لكن أصحابها وقعوا في فخ الإضرار بمصلحة الوطن ونشر الفزع بين المواطنين، وأكدت المصادر أن المزارعين أصحاب رءوس الماشية هم السبب الأكبر في انتشار الجلد العقدى هذا العام بتلك الصورة، خاصة أنهم يملكون نحو 80% من الثروة الحيوانية في مصر، مشيرة إلى أن تحصين الجلد العقدى يوصف علميا بأنه لقاح "حي" أي إن التحصين به يجب أن يشمل كل الحيوانات الموجودة في نطاق مكان التحصين، لأن عدم تحصين عدد من تلك الرءوس سيتسبب في انتشار العدوى من الماشية غير المحصنة للماشية المحصنة بدرجات متفاوتة. هيئة الخدمات البيطرية من جانبها أكدت تحصين أكثر من 880 ألف رأس ماشية ضد مرض الجلد العقدي، ضمن حملاتها التي تتم في مواسم تكاثر الحشرات الناقلة كل 6 أشهر، إلى جانب تحصين أكثر من مليون رأس أخرى في محيط البؤر المصابة. من جانب آخر، كشفت شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة عن مدى خطورة انتشار الأمراض الوبائية على أسعار اللحوم في الفترة القادمة، خاصة مع اقتراب موسم عيد الأضحى المبارك، حيث توقع شلبى جابر، عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، أن تشهد زيادات تتراوح بين 25 إلى 30 % سواء خلال موسم عيد الأضحى القادم. بينما أكد محمد شرف، نائب رئيس الشعبة، أن سوق اللحوم يشهد حالة من الركود لم يشهدها من قبل سواء الضأن؛ نظرا لارتفاع أسعاره، وكذلك لحوم الكندوز، حيث إن المرتبات لا تكفى احتياجات المواطنين، وأشار إلى أن 1000 جنيه فقط تشترى 5 كيلو لحوم.