طائرات مصرية كبدت العدو خسائر فادحة.. وطيار مصرى واجه الموت للانتقام من الصهاينة رغم مرور ما يزيد على ال 50 عاما، على نكسة الخامس من يونيو عام 1967، فإن هناك حكايات منسية على هامش النكسة، لم يتطرق إليها أحد من قبل، كانت 5 يونيو جولة من جولات الحرب مع الكيان الصهيوني، أحرز فيها جيش العدو مكسبا كبيرا، لكنها كانت سببا في استثارة خير أجناد الأرض، وبدء التخطيط للمعركة الكبرى، والانتصار الساحق للقوات المسلحة في حرب أكتوبر عام 1973. من جانبه قال اللواء وصفى بشارة أحد أبطال القوات الجوية: "قبل 5 يونيو بأيام كانت هناك معارك سياسية بين الرئيس عبد الناصر والإسرائيليين وأغلق مضيق تيران لأن عبد الناصر لم ينس يوما ثأره وثأر العرب باحتلال الصهاينة لفلسطين، وكان يريد جر رجلهم لسحقهم في مصر، ولكن خانته التقديرات الإستراتيجية والتحضير لهزيمة إسرائيل، أما الطيارون فظلموا ولم يحاربوا لأن الطبيعى أن تلتقط الرادارات الأهداف المعادية ويبلغ بها برج المراقبة الذي يقوم بدوره بوضع احداثيات للأهداف وعددها وموقعها ويقوم بإطلاق جرس الإنذار، ثم نقوم نحن الطيارين بتحريك الطائرات والإقلاع بها تجاه الهدف والاشتباك معه، وهذا لم يحدث يومها لأن الرادارات لم تلتقط الأهداف المعادية ولم تطلق الإنذار ووجدنا الطائرات فوقنا وضربت الممرات حتى الطائرات التي لم تضرب لا ينفع أن تطير وتحارب؛ لأنها ستحترق على الأرض قبل صعودها لعدم وجود ممر صالح". وأضاف بشارة: "رغم ذلك كانت هناك بطولات فردية حاول فيها عدد من الطيارين عمل المستحيل وأسقطوا طائرات إسرائيلية مثل الطيار البطل نبيل شكرى الذي استطاع أن يحصل على طائرة كان يتم تصليحها، وقام ببطولة خارقة كادت أن تودى بحياته وصعد على ممر طوله أقل من 800 متر وهذا في تقديرات الطيران مستحيل لأن الطائرة ممكن تحترق باحتكاكها على الأرض ورغم ذلك حالفه الحظ واستطاع ملاحقة إحدى طائرات العدو وضربه. وأوضح بشارة أن ما حدث في 5 يونيو 1967 جعله ومعه كل جنود الجيش المصرى لديهم رغبة الانتقام من العدو الذي باغت القوات في غفلة من الزمن واحتل جزءا غاليا من أرض مصر، مشيرا إلى أنه رغم تدميره للطائرات أو المطارات فإن العدو لم يتمكن من تحقيق هدفه بالنصر على القوات الجوية، فيومها ضرب الطائرات ولم يضرب الطيارين الذين سرعان ما استعدوا للثأر وحققوا النصر في أكتوبر 73. وتحدث بشارة عن الأيام التالية للنكسة قائلا: "في اليوم الثانى للهزيمة ذهبنا بناء على اتصال من عبد الناصر إلى أبو مدين في الجزائر الذي مدنا بأسطول من طائرات الميج 21، بالإضافة إلى الجسر الجوى الذي فتحه لنا الاتحاد السوفيتى وأرسل لنا طائرات مفككة قمنا بتجميعها في مصانعنا لأن الروس وقتها شعروا أن سلاحهم هزم أمام السلاح الغربى فبدءوا في إعطائنا أسلحة حديثة وطائرات تصلح لمواجهة الطيران الإسرائيلي، وبدأنا نلملم شتاتنا وكنا نحو 60 طيارا فقط الباقين والباقى أصيب أو استشهد وقمنا بتكوين مجموعتين في انشاص والمنصورة وبعد 40 يوما فقط من الهزيمة خططنا للقيام بعملية موجعة في قلب إسرائيل وقمنا بعمل هجوم يومى 14-15 يوليو داخل سيناء وقصفنا احتياطات العدو من الذخيرة والجنود والمعدات، وذلك صدم العدو لأن القوات الجوية المصرية التي ادعوا القضاء عليها قامت من ثباتها وضربتهم في العمق وتسببت في خسائر كبيرة لم تكن في الحسبان". ويروى اللواء طيار سمير عزيز أحد أبطال القوات الجوية تفاصيل ما حدث يوم النكسة قائلا: "يوم 5 يونيو 1967 كنت حالة أولى على الممر من 6 إلى 8 صباحًا في مطار فايد برتبة نقيب، بمعنى أننى في كابينة طائرتى على أول الممر مسلح ومستعد للإقلاع في أي لحظة للاشتباك، وكان معنا بالمطار طائرات سوخوى-7 وسرب يسمى سرب العروبة وبه طائرات ميج-19، وبعد انتهاء المدة نزلت من الطائرة وذهبت لميس الضباط لتناول وجبة الإفطار، وبعد دقائق سمعت صوت انفجار كبير وشاهدت الطائرات تحترق على أول الممر، وكان معى أحد زملائي، فقال الضرب بدأ وركبنا سيارة جيب واتجهنا إلى أول الممر لنقلع، وكان هناك 4 طائرات تم قصفها، واستمر قصف الطائرات في أماكنها، وسبب الخسائر الكبير كانت طائرات الميج-21 مرصوصة تفصلها مسافات بسيطة وأمامها السوخوى-7 في صف مقابل، ورأيت هذا المشهد حيث جاءت طائرة إسرائيلية وقصفت طائرة ميج-21 موجودة بالمطار فانفجرت، وسرعان ما اشتعلت النار في الطائرة المجاورة لها التي خرج منها صاروخ انفجر بطائرة سوخوى 7، وبعدها ذهبنا إلى قاعدة أنشاص فوجدنا نفس المشهد". أما العميد مجدى بشارة فيقول: "في 5 يونيو 1967 كنت بمنطقة فايد، رئيسا لعمليات كتيبة مدفعية مضادة للطائرات، وشاركت في الاشتباك مع العدو حتى صدرت لنا الأمر بالانسحاب وكان أسوأ أمر صدر وقتها لأنه أضاع علينا فرصة الثأر والموت بكرامة، كما شاركت في حرب الاستنزاف ومعاركها الشرسة منذ عام 1968 إلى عام 1970 على طول اللواء معتز الشرقاوي، أحد أبطال الصاعقة المصرية في حرب يونيو 67 وحرب الاستنزاف ونصر أكتوبر".