انتقلت نيابة بولاق الدكرور، برئاسة المستشار شريف أسامة، مدير النيابة ومحمد مجدي، وكيل نيابة بولاق الدكرور، إلى مشرحة المستشفي لمناظرة جثة المجني عليه "زين العابدين. ا"، في واقعة سحله وقتله بشارع التلاجة بمنطقة صفط اللبن التابعة لقسم بولاق الدكرور بالجيزة. وتبين أن الشاب في العقد الثالث من العمر عاري الجسد، مصاب بعدد كبير من الإصابات بكامل الجسد من جروح قطعية وطعنية ووخزية نتيجة التعدي عليه بأسلحة بيضاء وأدوات حادة. وأوضحت المناظرة وجود جرح نافذ أسفل البطن، وجروح طعنية وقطعية غائرة وسطحية بالرأس والصدر والوجه والرجلين والذراعين، وسحجات نتيجة السحل على الأرض عاريا لمسافة قاربت 150 مترا، وكدمات بالرأس جراء الارتطام بالأرض أثناء السحل، إضافة إلى انسكابات دموية من الرأس. وأجرت النيابة، معاينة تصويرية لموقع الحادث، وتبين أن الجريمة وقعت في شارع الثلاجة، بعد مطاردة المتهمين للمجني عليه وسط الشارع، وسحبه من داخل محل عنوة، والتعدي عليه بالضرب بعد تجريده من ملابسه. البداية كانت عندما تلقى قسم شرطة بولاق الدكرور، بلاغا من الأهالي يفيد بنشوب مشاجرة بين 10 أشخاص وشاب، وقيامهم بسحل الشاب وإصابته بعدة طعنات، وعلى الفور أمر اللواء عصام سعد مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، بضبط المتهمين وفض المشاجرة. وجه اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فرق مباحث إلى موقع البلاغ، وألقي القبض على والد الفتاة و3 من أبناء شقيقته، متهمين رئيسيين، وبحوزتهم «بندقية وفرد خرطوش وكذلك مطواة بيضاء»، فيما هرب الباقون، ونقل الشاب إلى المستشفى إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل إسعافه. تعود الواقعة لعام 2014، عندما نشبت مشاجرة بين الشاب «زين العابدين» القتيل وأسرة الجناة بسبب خلافات بينهم، وحينها انتهت المشاجرة بقيام زين بإطلاق أعيرة نارية من فرد خرطوش أدت إلى إصابة فتاة من العائلة الأخرى، وانتهت باختفاء زين العابدين. وعقب أشهر من المشاجرة، كانت الفتاة في منزل عائلتها تنظف «مروحة كهربائية» فصعقتها الكهرباء ما أدي إلى وفاتها، فقام والدها بربط وفاتها بالإصابة التي تعاني منها وعدم رؤيتها للأشياء بصورة جيدة، وبدأ يبحث عن «زين» للانتقام منه. وتبين من التحريات أن المجني عليه عقب انتهاء المشاجرة بأيام ألقي القبض عليه في جريمة اتجار في مواد مخدرة وحكم عليه حينها، وظل حتى عام 2016، حين خرج من السجن وعلم بقيام أهل الفتاة بالبحث عنه مرة أخرى بمنطقة بولاق الدكرور فظل مختفيا. وكشفت التحريات، أن زين العابدين تلقى اتصالا هاتفيا من أحد أصدقائه يطلب لقاءه على أحد مقاهي صفط اللبن، فحضر إليه في الثانية فجرا، ليجد والد الفتاة في انتظاره. وبمجرد وصول زين كان والد الفتاة و3 من أبناء شقيقته وآخرون ينتظرونه بالأسلحة النارية والبيضاء، وقاموا بسحله وتجريده من ملابسه، وأخذ المتهمون الآخرون في إطلاق وابل من الأعيرة النارية في السماء لإبعاد الأهالي عن إنقاذ المجني عليه.