محاكمة وكيل وزارة الثقافة و3 آخرين بسبب تقاضي مكافآت غير قانونية في 21 سبتمبر 2014، صدر قرار وزير الثقافة رقم 730، بشأن "تشكيل اللجنة العليا لصون التراث وتعزيز التنوع الثقافي"، التي عرفت باسم "وحدة صون التراث". ولم تكن تلك الوحدة مجرد لجنة تختص بحفظ التراث فقط، إنما هي حلم سعى إليه كبار المختصين في التراث، وتمثل هدف ذلك الحلم في: "النظر في هيكلة الكيانات المعنية بالتراث والمأثورات الشعبية بوزارة الثقافة، بناء قاعدة بيانات موحدة للحياة والمأثورات الشعبية، وضع المقترحات الخاصة بتنفيذ الالتزامات المصرية الناتجة عن انضمام جمهورية مصر العربية لاتفاقيتي اليونسكو لصون التراث الثقافي غير المادي وتعزيز التنوع الثقافي". وحدة !.. أين هي؟ يسير الحديث عن الوحدة بشكل جيد حتى تلك الفقرة، لكن أين هي تلك الوحدة الآن؟.. حقيقة الأمر أنها ملقاة في "أدراج" المجلس الأعلى للثقافة، ولا يعرف المجلس شيئا عنها، وتم إلقاء تلك الوحدة في أدراج المجلس عقب انتهاء فترة تولي الدكتور جابر عصفور لحقيبة وزارة الثقافة، الذي تم إنشاء الوحدة في عهده ليكون المشرف عليها بشكل مباشر، إلا أنه لم يستطع إكمال مهمته في تفعيل الوحدة على أرض الواقع، ولم يستكملها وزراء الثقافة وأمناء المجلس الأعلى للثقافة من بعده، لتبقى مجرد قرار "حبر على ورق". وبحسب ما حصلت عليه "فيتو" من معلومات عن تلك الوحدة المنسية، أن المشرفين على الوحدة كانوا أعدوا مجموعة من الاجتماعات التي أرسوا فيها النظام القانوني والإداري للوحدة، ووضعوا عددا من التوصيات التي تنص على: "إنشاء وحدة تنظيمية لدمج الكيانات المعنية بالتراث في وزارة الثقافة، أن تكون الوحدة تابعة لصندوق التنمية اتباع ضمني ولا يحق التصرف في أموالها إلا بقرار من مجلس أمنائها، يكون للوحدة مجلس أمناء برئاسة وزير الثقافة ويكون مهمته رسم إستراتيجية العمل ورسم السياسات، يكون للوحدة مدير تنفيذي يعين من قبل وزير الثقافة يقوم بتنفيذ قرارات مجلس الأمناء، يكون مقر الوحدة هو مركز الدراسات الشعبية ويصدر هذا بقرار من رئيس الأكاديمية". وتكون الوحدة مشرفة على عدة جهات تتبع وزارة الثقافة، وهي: مركز دراسات الفنون الشعبية التابع لأكاديمية الفنون، أطلس للمأثورات الشعبية التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية التابع للمجلس الأعلى للثقافة، مراكز الحرف التقليدية التابع لصندوق التنمية الثقافية، مشروع الأرشيف القومي للحياة والمأثورات الشعبية التابع لصندوق التنمية الثقافية، قصر ثقافة كفر الشيخ للحرف البيئية، البيت الفني للفنون الشعبية والاستعراضية، دار النسجيات بحلوان. الرفع إلى وزيرة الثقافة على مدى يومين متواصلين، تواصلت "فيتو" مع الدكتور حاتم ربيع الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، للفت انتباه لتلك الوحدة الملقاة في أدراج مكتبه على مدار أربع سنوات متتالية ولا يعلم عنها شيئا.. ومن بعد اطلاع ربيع على تقارير الوحده، تبين بالفعل أنها مجرد قرار وزاري واجتماعات مسجلة، لكن لم ينفذ منها شيء، رغم أهمية فكرة الوحدة وما يمكنها تقديمه للتراث المصري ككل. وحدة منسية وأكد ربيع في تصريحات خاصة ل"فيتو"، أن الفكرة في غاية الأهمية، مبديًا استغرابه من عدم تنفيذها على أرض الواقع طيلة تلك السنوات وتوقفها عند حيز القرارات والاجتماعات الإدارية فقط، مؤكدًا أنه ينوي إعداد تقرير مفصل عن الوحدة، لرفعه إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة.
