فور تداول معلومات عن إنشاء هيئة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، سارع د. عماد عبد الغفور - رئيس حزب النور- بإعلان براءة الحزب السلفى من هذه الفكرة، وأعلن د. أحمد الطيب - شيخ الأزهر- رفض تأسيس جماعة بهذا المسمي، مشدداً على أن الأزهر هو المرجعية الإسلامية والجهة الشرعية الوحيدة القائمة على الشأن الإسلامي. الداعية الإسلامى يوسف البدرى أعد مشروع قانون بهذا المسمى واقترح أيضاً إنشاء وزارة، خاصة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر «فيتو» تنفرد بنشر نصوص القانون المزمع عرضه على مجلس الشعب، يقول البدري: يقول الله تبارك وتعالي: «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله» ويأخذ الإسلام بمبدأ «الوقاية خير من العلاج» ويجعل المبادرة تسبق رد الفعل، لذا وجب إنشاء وزارة للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر للقضاء على المخالفات الشرعية المتفشية فى الشوارع ، والأسواق، ووسائل النقل، والمساجد، والمكاتب، والمصانع ،والمدارس، ووسائل الإعلام ، وفروع قصور الثقافة ،وأماكن السياحة، وما يباع فى الأسواق من كتب وغيرها. الهدف من الوزارة: المحافظة على تعاليم الدين وتنظيم العلاقة بين الحاكم والرعية ، وتوفير السلامة للمجتمع بكل فئاته، وتحقيق الاختلاط المصون من الانحراف والابتذال، والسرقة ، والفسق والتعدى، وانتهاك العرض، وسلب الحريات، ولا شأن لهذا النظام بما يدور داخل البيوت. تشكيل الوزارة: تتشكل من وحدات جوالة، كل وحدة تتكون من عالم بالحلال والحرام، وعالم بالعرف، وضابطين، وعدد من الجنود. مقراتها: بكل حى مقر ورئيس لهذه الفرق الجوالة، ويستحسن أن يكون المسجد مقراً على أن يتمتع الفريق بالعلم، والحلم ، والصبر ، والقوة فى الحق، والرحمة. المؤهلات المطلوبة فى موظفيها: دراسة بمعهد عال لمدة ستة أشهر، لمعرفة نظام الحسبة ، واختصاصاته، والسلطات المخولة له ، والأمور الواقعة فى دائرة اختصاصاته، بالإضافة إلى اختبار شخصى للتأكد من مواصفات الأفراد النفسية والبدنية والسلوكية والدينية. مجالات الاختصاص: الأسواق: لعدم الغش ومنع الاحتكار وضبط الموازين وحسن الخلق والجوار وسماحة البائع والمشتري. الشوارع: لضمان إزالة الأذى وغض البصر وعفة اللسان واحترام آداب الطريق، والنهى عن كل منكر يظهر من رجل أو امرأة. أماكن العمل: المصانع ، والمزارع، والمدارس، والمكاتب، والدكاكين، مع الحفاظ على تنفيذ أوامر الدين وتعاليمه ، واجتناب نواهيه، والقيام على حدوده ومواصفاته ، وحسن الاتقان والقضاء على التسيب والاهمال والتزوير، وسيتم منع الرجال من العمل فى محلات الكوافير، وعدم السماح لهم بالعبث فى شعر النساءإضافة الي متابعة «أماكن اجتماعات الناس» كالمساجد والنوادى والمواصلات والمقاهى ودور اللهو والنهى عن كل منكر يظهر فيها والأمر بكل معروف لا يوجد بها. مميزاتها وفوائدها: تنبيه الناس إلى أن سلطان الله قد قام به الحاكم، وهذا يدعو إلى الحذر والحيطة من الوقوع فى الإثم، واطلاع الحاكم بشكل علنى لا يثير الريبة على كل ما يجرى فى البلاد من طاعات ، أو مخالفات، وكأنه حاضر ، ورقيب وبذلك يمتنع حدوث فتن ،أو دسائس أو مؤامرات أو مكائد أو أى تجمعات مشبوهة أو أى تنظيمات سرية. المهام المنوط بها: تكتب مذكرة تفصيلية فى هذا.. مستمدة من كتب الفقه والدراسات الخاصة مع ملائمة الظروف المتغيرة وأحكام الإسلام تبيح لنا هذا لأنها تتميز بأن بها «الثبات فى الأصول والمرونة فى التفاصيل». شرعيتها: كان أئمة العصر الأول يباشرونها بأنفسهم ، لعموم صلاحها، وجزيل ثوابها ، ولكن لما أعرض عنها السلطان، وخصص لها من الإخوان من لا يصلحون لها.. صارت عرضة للفساد، وقبول الرشى وانتهى الأمر بها إلى ضياع تلك الفريضة. إنفاقاتها وتمويلها: هى الأموال التى تدفع لمن يندب للقيام بها لقاء وظائفهم فى الوزارات القائمة، ولن تكلف الدولة شيئا زائدا إلا الطفيف.. وإن كانت ستوفر على الدولة الكثير والكثير من الاستقرار.