متقمصا شخصية الفنان الكوميدى الراحل "إسماعيل ياسين" وهو يقول: "أهو أنا.. أهو أنا.. ولا حد ينفع إلا أنا". فى الأوبريت الأشهر: "اللى يقدر على قلبى" للراحلة "ليلى مراد" خرج علينا الزميل محمد صلاح صباح الخميس الماضى ليكتب فى الزميلة "الحياة اللندنية" –وهو بالمناسبة مدير مكتبها فى القاهرة– تحت عنوان "معضلة القصر وأزمة مصر". زميلنا "صلاح" أبى أن يسير مع السائرين ويؤكد أن أزمة استقالة المستشار "محمد فؤاد جاب الله" من الفريق القانونى للرئيس محمد مرسى لا تتعدى كونها "قفزة – فى الوقت المناسب – من مركب" الرئيس مرسى "التى قاربت على الغرق، حيث قال: لم يعد غريبًا أن نقرأ خبرًا عن استقالة واحد من أعضاء الفريق الرئاسى المعاون للرئيس محمد مرسى، فالارتباك الذى يسود مؤسسة الحكم المصرية، سواء فى القصر أو حزب «الحرية والعدالة» أو مكتب إرشاد جماعة «الإخوان المسلمين»، ليس خافيًا على أحد، وينبئ دائمًا بأن الأوضاع ستسير من سيئ إلى أسوأ، وأن ما يقبله عضو الفريق الرئاسى اليوم قد يجد نفسه غير قادر على تقبله غدًا، خصوصًا عندما يرى أن ما قبله أو تغاضى عنه كان سببًا فى أزمة، بل قل أزمات. لكن المدهش هو رد فعل أقطاب الحكم على مسلسل الاستقالات من الفريق الرئاسى. المقدمة الحادة – على غير العادة – التى حاول بها زميلنا محمد صلاح تدشين حملته ضد "مركب الرئيس" لم تستطع "قفشاته" التى أوردها فى الفقرة الثانية فى تخفيف حدتها، ولهذا لم يجد غير الاستمرار فى لعب دور "العالم ببواطن أمور الرئاسة" والمحلل السياسى والاستراتيجى الأمهر و"اللى جاب الديب من ديله" حيث أكمل بقوله: باستقالة المستشار جاب الله، لم يبق فى الفريق الرئاسى سوى 9 مستشارين ومساعدين للرئيس» غالبيتهم إما «إخوان» أو «متأخونين» لا ينتمون تنظيميّا إلى الجماعة وإن انتموا بالقلب والعقل والتصرفات، فيما غادر القصر 12 عضوًا غالبيتهم من المستقلين. بقى من مساعدى الرئيس الدكتور عصام الحداد وهو من قيادات «الإخوان»، ورئيس حزب «النور» السابق الدكتور عماد عبد الغفور، وأستاذة العلوم السياسية الدكتورة باكينام الشرقاوى القريبة من الجماعة، فيما استقال المفكر القبطى سمير مرقص. ولأننا والأستاذ "محمد" أبناء مهنة واحدة وهى "كار الصحافة" لا يسعنا سوى أن نذكره – لعل وعسى تنفعه الذكرى – بأن الباقين فى قصر الاتحادية ليسوا أنصار الرئيس "مرسى" وحلفاءه هو وجماعته فقط، فجدول المستشارين لا يزال يحوى فى "جرابه" اسم كل من وزير الدفاع السابق المشير محمد حسين طنطاوى ورئيس الأركان الأسبق الفريق سامى عنان والدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء السابق –والأسبق لو شئنا الدقة-. ولأن "نفسنا أمّارة بالسوء" أيضا نسأل أستاذنا العزيز عن سر تجاهله للثلاثة الكبار، الذين يعلم القاصى والدانى أنهم لم يعلقوا – سلبا أو إيجابا – على الأحداث، وأنهم أيضا لم يخرجوا خلال الشهور القليلة ليدينوا أو يشجبوا أو يستنكروا – على طريقة زعماء وقادة الدول العربية – الأحداث والأزمات المتتالية التى تشهدها مصر بسبب استشارات الراحلين من الفريق الرئاسى والباقين فيه أيضا.