حالة الانتعاش التي يشهدها سوق "المزيكا" خلال الفترة الماضية، بقدر ما كانت سببا مباشرا في رفع أسهم عدد من نجوم الغناء في مصر والوطن العربى، بالقدر ذاته وأكثر قليلا، يمكن القول إنها ستكون سببًا رئيسيا في إنهاء مسيرة فنانين آخرين، أو على الأقل تراجع معدلات جماهيرتهم. "تسريب.. اتهامات.. أزمات" الكلمات الثلاثة يمكن استخدامها لوصف الأيام الأخيرة التي مرت بها المطربة التونسية لطيفة، التي عانت قبل أيام قليلة من إطلاق ألبومها "فريش" الأخير، من قراصنة الإنترنت، حيث أشيع أنه تم تسريب أغنيات من ألبومها قبل إطلاقه بشكل رسمى، الأمر الذي ساهم بدوره في تراجع معدلات انتشار الألبوم وتقليل نسب نجاحه بالتزامن مع واقعة التسريب تلك، وتحديدا بعد طرح الألبوم، كانت لطيفة على موعد مع اتهام الجمهور لها بمحاولتها تقليد المطربة المغربية سميرة سعيد "الديفا"، في معظم أغنيات الألبوم، إلى جانب ترويج البعض أن الأغنيات المتبقية لا تتمتع بالجودة المتوقعة من مطربة بحجم "لطيفة". الهجوم، الذي تلقته "لطيفة" من الجمهور، منذ اليوم الأول لطرح الألبوم، أصابها بحالة نفسية سيئة، كادت أن تصل لحد الاكتئاب، وبخاصة أنها كانت تتعامل مع هذا الألبوم، على أنه الفرصة الأخيرة التي من الممكن أن تنقذها وتعيدها لمكانتها في عالم النجومية. رفض الجمهور منح "لطيفة" فرصة في عودة لمكانتها، كان سببه شعوره الدائم أنها تخلت عن روحها، وبدأت في التقليد كى تستمر؛ فقد رأى أن تعاونها مع شركة "فودافون" لم يكن على سبيل الصدفة، وإنما هي من سعت لذلك، ظنا منها أنها بذلك ستحصد نجاحا مساويا لما حققته المطربة السورية أصالة بتعاونها مع شركة "اتصالات"، وهو ما لم يحدث بسبب إدراك الجمهور تقليدها لأصالة. "لطيفة"، لم تفشل في استثمار التعاون مع شركة "فودافون"، فقط في خدمة ألبومها الجديد "فريش"، وإنما فشلت كذلك في الدعاية لألبومها بالطرق التي يلجأ إليها نجوم آخرون، كإطلاق الشائعات على أنفسهم أو إثارة الأزمات، وهو ما كشفه مصدر مطلع، مؤكدا أنها حاولت الزج باسمها في أكثر من أزمة، كالأزمة التي أحدثتها بعد حفل المطربة المصرية شيرين عبد الوهاب في تونس، موجهة لها اتهاما بالإساءة لتونس وشعبها، مشيرا إلى أن "لطيفة" أرادت من ذلك أن تتقمص دور البطولة في عيون الجمهور، لكن ضعف علاقتها بالجمهور وعدم اهتمامها بالتواصل معهم من وقت لآخر، كما تفعل الفنانة السورية أصالة والمغربية سميرة سعيد، جعل الجمهور المصرى بصفة خاصة يتعامل معها على أنها ظاهرة تطرأ على حياتهم بتصريح أو حفلة ثم تختفى مرة أخرى، وبالتالى لم ينجح دور البطولة الذي حاولت تقديمه في إعادتها للأضواء سوى لساعات قليلة. رغم الحالة النفسية السيئة التي تعيشها "لطيفة" فإنها لا تزال تسعى إلى أن يشفع تاريخها الفنى الطويل في العودة، وهو ما جعلها تبحث حاليا، عن فرصة جديدة من خلال التواصل بشكل مستمر مع عدد من منظمى الحفلات داخل مصر، لإدراكها أن عودة شعبيتها في القاهرة يعنى عودة اسمها للصدارة في قائمة النجومية بالوطن العربي.