فجرت تصريحات الرئيس محمد مرسى فى السودان بإعطاء حلايب وشلاتين للسودان، موجة غضب بين جميع فئات الشعب المصرى وداخل القوات المسلحة, وزادت حدة هذا الغضب عندما نشرت صفحة الفيس بوك التابعة لحزب الحرية والعدالة خريطة مشوهة تضع حلايب وشلاتين داخل الحدود السودانية, بجانب تصريحات الدكتور عصام العريان - نائب رئيس حزب الحرية والعدالة- التى قال فيها إن الرئيس مرسى من حقه أن يغير الحدود وفقا للدستور!!!. فهل يمكن أن تنشب حرب بين مصر والسودان بسبب هذه القضية؟.. وماذا لو تمادى النظام الإخوانى ومنح «حلايب وشلاتين» للسودان؟ اللواء محيى نوح - المدير الأسبق لفرع المنظمات الدولية، بإدارة المخابرات الحربية والاستطلاع- يقول: لابد أن يعرف الشعب المصرى أن حلايب وشلاتين أرض مصرية خالصة, وأمر التفاوض فيها مرفوض جملة وتفصيلا, ولايملك أى رئيس أو فصيل أو حزب أن يتفاوض مع أحد على ملكية حلايب وشلاتين, لأنها ملك للشعب المصرى, وليست عزبة. وأضاف نوح: كنت من ضمن المشاركين فى استرداد طابا , والتى لا تتجاوز مساحتها كيلو متر واحد، استرددناها عن طريق التحكيم الدولى, فكيف نتنازل عن حلايب وشلاتين التى تبلغ مساحتها 20,580 كيلو متر؟, لافتا إلى أن منطقة حلايب تنقسم إلى ثلاث بلديات هى: حلايب وأبو رماد وشلاتين, مشيرا إلى أن موقع حزب «الحرية والعدالة» نشر خارطة مغلوطة على موقعه بالفيس بوك تثبت أن حلايب وشلاتين داخل حدود السودان , بهدف تهيئة الرأى العام لتقبل هذا الامر غبر أنه شدد على, أن حزب الحرية والعدالة أو الرئيس لايستطيعون إطلاقا إعطاء حلايب وشلاتين للسودان, ولن يقبل الجيش بذلك ولا الشعب, ولو حدث وأن أعطى الرئيس حلايب وشلاتين للسودان, وهذا فرض جدلي, فسوف تكون العواقب وخيمة. اللواء الدكتور ثروت جودة - الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات العامة - يؤكد أن القوات المسلحة أعلنت مرارا وتكرارا، أنها ضد منح حلايب وشلاتين للسودان, لأنها ملكية خالصة للشعب المصرى, ومن ثم لن تقف القوات المسلحة مكتوفة الأيدى تجاه ضم حلايب للسودان, والرئيس مرسى يعطى ما لا يملك لمن لا يستحق, لافتا إلى أن مثل هذا القرار يعد قرارا سياديا لا يملكه الرئيس ولا حزبه ولا أى فصيل آخر. لم يستبعد اللواء حسام سويلم - الخبير العسكرى - اندلاع حرب بين مصر والسودان فى حال ما إذا أقدم الرئيس على إعطاء حلايب وشلاتين للسودان, لافتا أن الحرب ستكون قبلها على الرئيس وجماعته وتنتهى بخلعها من الحكم, وأضاف أن تصريح عصام العريان - نائب رئيس حزب الحرية والعدالة - الذى قال فيه « إنه من حق الرئيس مرسى طبقا للدستور، أن يعيد تغيير الحدود المصرية» يكشف مخطط جماعة الإخوان المسلمين فى إلقاء مصر فى بحر الدماء مع شقيقتها السودان, وهذا التصريح أراه فُجرا, وأضاف: بالأمس قالوا سنعطى شمال سيناء لحماس, واليوم قالوا سنعطى حلايب وشلاتين للسودان, وغدا سيعطون السلوم وواحة سيوة للإخوان المسلمين فى ليبيا, وكنا فى عهد مبارك نقاتل لاستعادة طابا, لاستعادة كيلو متر واحد, وأصررنا على استعادة حدودنا حتى آخر حبة رمل فى طابا, والمرشد السابق مهدى عاكف صرح بموافقته على إعطاء حلايب وشلاتين للسودان, وهذا يؤكد المبدأ الأيديولوجى الإخوانى أنه «لا أهمية للوطن ولا الحدود», من هنا كان إصرارهم على تمرير المادة 145 من الدستور التى تعطى رئيس الجمهورية الحق فى ترسيم الحدود, وأضاف سويلم متسائلا: هل هى عزبة والده؟، ومن أعطاه الحق فى ذلك؟، ويضيف: حدود مصر محترمة من مئات السنين. بدوره قال العميد على حسن - الخبير العسكرى: إن القوات المسلحة لن تترك الرئيس مرسى يتصرف فى تغيير الحدود كما يحلو له, لافتا إلى أن الجيش المصرى يحمى الشعب المصرى مثلما يحمى الأراضى المصرية, كما أن الدستور المصرى الجديد ( غير الشرعى، والذى لم يتم التوافق عليه وطنياً ولا شعبياً)، يعطى الحق لرئيس الدولة أن يصادق على اتفاقيات دولية تتعلق بتعديل أو إعادة ترسيم الحدود,إذًا.. فتصريحات العريان لا تتوافق مع الدستور, حيث لا توجد اتفاقيات دولية حالياً تنص على أى تعديلات, وأنا لا أعتقد - على الأقل فى الوقت الحالى - أن تقدم الرئاسة على تفعيل هذا البند بأى صورة من الصور, وإلا سوف تواجه بما ليس لها قبل به شعبيا وجماهيرياً, فضلاً عما سوف تواجهه من رفض تام من القوات المسلحة. وأضاف أن الخريطة المشوهة التى نشرتها صفحة الفيس بوك التابعة لحزب الحرية والعدالة توضح الحدود السياسية بين مصر والسودان قبل إعادة ترسيمها فى 1889 بمعرفة الاستعمار الإنجليزى, الذى أدخل مثلث حلايب وشلاتين داخل الحدود الإدارية للإدارة المصرية, ولم تصدر منذ ذلك التاريخ أى تعديلات أو اتفاقيات تنص على هذا التصريح حتى الآن, وإلا كان المسئولون السودانيون قد تقدموا إلى الجهات الدولية المنوط بها الموضوع (محكمة العدل الدولية) لتنفيذ التعديلات التى يتحدثون عنها, وخلاصة القول إن مثلث حلايب أرض مصرية, وستظل مصرية حتى يرث الله الأرض ومن عليها.