«الشيوخ» يشيد بموقف مصر تجاه الحرب في غزة ويجدد دعمه لرئيس السيسي    عضو البرلمان الألماني: الجامعة الألمانية نموذج للتعاون بين برلين والقاهرة    برلمانية: مصر تعيش لحظات فارقة تستوجب التكاتف لمواجهة التحديات    بداية جديدة لبناء الانسان.. ماذا فعلت لأهالي قرية البراهمة بقنا؟    البورصة المصرية تخسر 29.9 مليار جنيه في ختام تعاملات الأربعاء    عاجل - الحكومة توافق على منح "أميسال" الرخصة الذهبية لمصنع كبريتات البوتاسيوم في الفيوم    محافظ القاهرة: «هيئة النظافة» حققت طفرة كبيرة خلال الفترة الماضية    «بنك مصر» و«أمازون» يعقدان شراكة مع «مصر للطيران» لتمكين المدفوعات الإلكترونية    الحرب على لبنان| روسيا تدعو جميع الأطراف بالشرق الأوسط إلى ضبط النفس    موعد مباراتي مصر وموريتانيا في تصفيات أمم أفريقيا والقنوات الناقلة    تشيزني يوقع عقود انتقاله ل برشلونة    بروتوكول تعاون بين الاتحادين المصري والتونسي لكرة اليد    200 مليون جنيه لحل أزمة زيزو.. وجوميز يرفض مصطفى أشرف    قرار جديد بشأن المتهمين باختلاق واقعة السحر للاعب مؤمن زكريا    شباب ورياضة مطروح: وصول دعم فرش وأثاث مكتبي لأول مرة ل5 أندية رياضية    سقوط المتهم بتزوير المحررات الرسمية وإثبات مؤهلات مزيفة في البطاقات بالشرقية    محامي المتهمين واقعة مؤمن زكريا ل الشروق: النيابة تحقق مع نجل التُربي والمتهمين أكدوا بحدوث الواقعة    ومن الميراث ما قتل.. أب يقتل شقيقه بمساعده نجلية في الشرقية    قصور الثقافة تعد برنامجًا مكثفًا للاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر    مهرجان أسوان يبدأ استقبال أفلام دورته التاسعة    افتتاح الدورة السابعة لمعرض دمنهور للكتاب ضمن مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"    إيمان العاصي وابنتها وعائلة أميرة أديب ضيوف "صاحبة السعادة"    وزير الثقافة يلتقي أعضاء "نقابة الفنانين التشكيليين"    «وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ».. موضوع خطبة الجمعة القادمة    جمال شعبان: نصف مليون طفل مدخن في مصر أعمارهم أقل من 15 عامًا    بروتوكول بين هيئة الاستشعار وجامعة المنصورة الأهلية لدعم الأبحاث والتدريب    فرنسا تدين بشدة الغارات الإسرائيلية الجديدة في قطاع غزة    وزارة الثقافة تعلن فتح باب التقدم لجوائز الدولة التشجيعية لعام 2025    استشهاد وإصابة 8 جنود من الجيش العراقى فى اشتباكات جنوب كركوك    الرئيس الصينى لبوتين: مستعدون لمواصلة التعاون العملى الشامل مع روسيا    ضبط 27 طن لحوم ودواجن وكبدة فاسدة بالجيزة خلال سبتمبر الماضي    الثانى والأخير ب2024.. تفاصيل كسوف الشمس الحلقى المرتقب خلال ساعات    النيابة تطلب تحريات مصرع عامل تكييف سقط من الطابق الثالث في الإسكندرية    9 معلومات عن صاروخ «الفاتح».. قصة «400 ثانية من إيران إلى إسرائيل»    جامعة المنوفية: إحالة عضو هيئة التدريس صاحب فيديو «الألفاظ البذيئة» للتحقيق (بيان رسمي)    علي معلول يهدد فرص نجم الأهلي في الرحيل    عبدالواحد: المبالغة في الاحتفال؟!.. نريد جماهير الزمالك أن تفرح    الحوار الوطني يدعو للمشاركة بالآراء في قضية الدعم.. ويؤكد: نفتح المجال أمام الجميع    أستاذ جامعي: شمولية «حياة كريمة» سببا في توفير مناخ جاذب للاستثمار    مواليد 3 أبراج محظوظون خلال الفترة المقبلة.. هل أنت منهم؟    10 مليارات دولار حجم صادرات الصناعات الغذائية والحاصلات الزراعية    الجمعة المقبل غرة شهر ربيع الآخر فلكياً لسنة 1446 هجريا    رئيس جامعة الأزهر: الإسلام دعا إلى إعمار الأرض والحفاظ على البيئة    رئيس مياه القناة: مستعدون لاستقبال فصل الشتاء بالسويس والإسماعيلية وبورسعيد    «الصحة»: ننفق 20 مليار جنيه على أمراض التقزم والأنيميا    «مستشفيات بنها» تحذر المواطنين من التناول العشوائي للأدوية.. تسبب في تسمم 136 حالة    الاعتماد والرقابة الصحية: القطاع الخاص شريك استراتيجى فى المنظومة الصحية    محطة معالجة سلامون بحرى تحصد المركز الأول فى تسرب الكلور بمسابقة تنمية مهارات السلامة    سقوط 6 تشكيلات عصابية وكشف غموض 45 جريمة سرقة | صور    مساعد وزير الصحة: مبادرة «بداية» تهتم بالإنسان منذ النشأة حتى الشيخوخة    أذكار الصباح والمساء مكتوبة باختصار    السيسى يهنئ رؤساء غينيا وكوريا وتوفالو بيوم الاستقلال والتأسيس الوطني    اليوم.."البحوث الإسلامية" يختتم فعاليات «أسبوع الدعوة» بلقاء حول الأخوة الإنسانية    جيش الاحتلال الإسرائيلي يوسع نطاق دعوته لسكان جنوب لبنان بالإخلاء    بالصور.. نجوم الفن في افتتاح مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط    أمين الفتوى: الأكل بعد حد الشبع حرام ويسبب الأمراض    عاجل - أوفينا بالتزامنا.. هذه رسالة أميركية بعد هجوم إيران على إسرائيل    انتخابات أمريكا 2024| وولتز يتهم ترامب بإثارة الأزمات بدلاً من تعزيز الدبلوماسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصلاة بكل لغات العالم

للجامع الأزهر نسماته الروحانية الخاصة، فمنذ دخول المسجد، تشعر وكأنك انتقلت من حياة إلى أخرى حافلة بالراحة النفسية والأمن والأمان الروحى، خصوصًا وسط أجواء عبق الحضارة الإسلامية الزاهرة، والعمارة الإسلامية الرائعة، من زخارف بأشكال نباتية وهندسية بجدران المسجد ومآذنه.
ويضم الجامع الأزهر المدرسة الاقبغاوية التى أنشئت فى العصر العثمانى، وهى على يسار المدخل الرئيسى للمسجد، تعتليها مئذنة جميلة ضمن خمس مآذن بالمسجد، لكن المدرسة الاقبغاوية صارت استراحة لموظفى وزارة الآثار، وعندما تكمل المسير بداخل الجامع الأزهر تصل إلى مدخل قايتباى، وتوجد على يمين المدخل مكتبة إسلامية عملاقة تحتوى آلاف الكتب الإسلامية والثقافية، يتنوع روادها ما بين المصريين والأجانب خصوصًا الإندونيسيين، وتم تشييدها منذ عام 1468 م، تعتليها مئذنه قايتباى، التى بنيت فى العصر المملوكى.
ثم نصل إلى ساحة الجامع الأزهر، التى تم تجديدها عام 1998، ليتم تغيير أرضيتها إلى الرخام الفاخر الأبيض اللون، الذى يثير فى النفوس البهحة العميقة، ولا تخلو هذه الساحة من الأطفال، الذين يمرحون فيها، وأيضا الوفود السياحية، الذين يحرصون على التقاط الصور التذكارية بها، والساحة شاهدة على عظمة الحضارة الإسلامية.
فى هذه الساحة، تجد المصلين يتضرعون إلى الله عز وجل، يرجون رحمته وغفرانه، بين راكع وساجد وقائم، يناجون الله بأحب أسمائه وصفاته، تفيض عيونهم دمعًا، فتفيض رحمات الرحمن الرحيم على الجميع، وبالطبع لا تخلو الساحة من طلاب العلم وقارئى القرآن الكريم.
هذه الساحة البيضاء يزينها 54 عمودًا، وعلى أطراف الساحة، ستجد السجاد البنى يغطى أطرافها، وتقود إلى باب خشبى مفتوح على مصراعيه ليوصلك لداخل المسجد، وعقب أن تضع قدمك اليمنى بالمسجد، لا ترغب فى الخروج من هذا المكان مرة أخرى، فروعة الإضاءة وجمال التصميم، وصلاة على السجادة الحمراء للمسجد، ورائحة الإيمان تفوح بصورة جلية، وتجد آباء قد أتوا بأولادهم يحفظونهم القرآن الكريم أو لتلقى دروس فى الفقه والسنة والأخلاق.
ثلاث درجات من السلم لأعلى تأخذك إلى القبة العثمانية، ما أجمل تلك القبة وما أروعها، وما أجلها، تصميم رائع لا تمل عيناك من النظر إليها، تتدلى منها الثريات المضيئة، التى تزين أرجاء المسجدأ، وبها أيضًا منبر الإمام ويبلغ ارتفاعه نحو 4 أمتار وهو يبهر زوار المسجد من المصلين والسائحين ويتحفظ هذا المنبر بتاريخ طويل وحافل فقد ارتقاه أكابر العلماء وشيوخ الأزهر والساسة والزعماء وأبرزهم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر.
فيما يقع الرواقان المغربى والتركى على يمين ساحة الجامع الأزهر، وهما مغلقان ببابين خشبيين يعودان للعهد العثمانى، وبهما زخارف رائعة ويستخدم الرواقان حاليًا كمصلى للسيدات.
وتوجد أيضا مئذنة قنصوة الغورى، التى تختلف عن غيرها من جميع مآذن المسجد، فى أنها برأسين، وتم تشييدها عام 915 هجريًا، وتعتبر المئذنة الوحيدة التى شيدت فى العصر العثمانى والتى أنشأها عبد الرحمن كتخديا.
ولا يمكن غض الطرف، عن المكتبات المنتشرة حول محيط الجامع الأزهر، منذ مئات السنين، وكانت هذه المكتبات تتخصص فى كتب» علم الكلام « والفلسفة «، بعدها أضيفت إليها كتب الفقه والشيعة الاسلامية، ولا تزال هذه المكتبات تمثل ثراثًا حضاريًا وثقافيًا، وتوجد بها كتب منسوخة باليد، لكنها باهظة الثمن، ولعل من أهم المطابع التى بدأت بمنطقة الأزهر هى المطبعة « البهية «، وهى من أمهات المطابع التى كانت تورد الكتب لمنافذ البيع المحيطة بالأزهر.
جدير بالذكر أن هذه المنافذ مستأجرة من وزارة الأوقاف بقروش معدودة، حتى إن المتحدث الرسمى لوزارة الأوقاف أكد فى تصريح سابق له، أن هذه المحال مستأجرة بخمسة قروش، وبعضها ب7 قروش شهريًا.
ومن أبرز المشاهد المثيرة، هو وقوف السائحات الأجنبيات خارج باب المسجد، حتى يرتدين الزى الإسلامى «الإسدال»، فى مشهد رصين، ينال كل الإعجاب والتقدير.
إحدى السائحات اسمها «هيل» من روسيا، اعربت عن سعادتها بوجودها بالجامع الازهر، وأضافت: أنها تشعر بهدوء عميق، وأنها عاجزة فى الوقت ذاته عن وصف مدى سعادتها بالمزج بين الحضارة الإسلامية والزخرفة، مؤكدة أنها ستطلب من اصدقائها زيارة مصر خاصة الأزهر.
وعن ارتدائها الزى الإسلامى عند دخولها أكدت أنها قد تشترى مثله، لأنها شعرت بالقوة والاختلاف عند ارتدائها هذا الزى بحسب تعبيرها.
وينظم الأزهر حلقات دينية للتوعية بصحيح الإسلام ولنشر ثقافت الوسطية ، ويحرص الأجانب على الحضور بجانب المصريين، فتشاهد الاندونيسى والماليزى، يفتحان كتاب الله، يتابعان الندوة الدينية.
ومن جانب آخر ينتشر موظفو وزارة الآثار بداخل المسجد، للتواصل مع الموجودين وشرح تاريخ المسجد، ونوع العمارة والديكور، فضلًا عن أبرز التجديدات التى حدثت له، وما يمثله الأزهر من مكانة عالمية، ويتواجد خبراء الآثار الإسلامية بداخل الظلة الفاطمية التى انشئت عام 972 م.
ولا يزال المقعد الذى كان يجلس عليه الشيخ محمد متولى الشعراوى لإلقاء الدروس الدينية موجودًا، ويرفض المسجد تغييره او استبداله لما يمثله من تاريخ، ظل راسخًا فى عقول وقلوب المسلمين والأقباط على السواء.
وفى نهاية اليوم، يخرج المصلون، يعودون لأعمالهم أو إلى بيوتهم، وقد حفتهم السكينة وخشعت قلوبهم بذكر الرحمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.