يطل الإرهاب بوجهه القبيح على فترات متباعدة ليعلن عن وجوده ويحافظ على التمويل المخصص له من الدول الداعمة للإرهاب، وما حدث في سيناء ويحدث وسيحدث هو فاتورة يحصلها الإرهابيون على حساب الشهداء والضحايا الأبرياء الذين لا يعرفون الخسة والخيانة، وكل هذا من أجل حفنة دولارات يبعيون أمامها إخوانهم وأوطانهم. وكمين البرث في جنوب رفح ضرب مثالا للوطنية والفداء للحفاظ على الأرض وهى العقيدة التي ينشأ عليها أبناء مصر والجيش المصري: "الأرض مقابل الروح"، لكن العملية الإرهابية كانت نوعية ومخططًا لها منذ فترة وتم التحضير لها لتكون مثل العملية التي حدثت في 1 يوليو 2015 عندما اقتحم عشرات الإرهابيين عددًا من الأكمنة في شمال سيناء وزرعوا ألغامًا على الطريق لمنع وصول الإمدادات، أما هذه المرة فقد تم رصدهم بواسطة قيادة الكتيبة 103 والتي تعاملت معهم بالنيران حتى اضطرت سيارتان من سيارات الدفع الرباعى إلى محاولة اقتحام الكمين ولكنها فشلت ففجرت نفسها عند الحاجز ولأن كمية المتفجرات بالسيارتين كانت تتعدى 500 كيلوجرام من مادة السى فور، فقد أدت إلى إحداث موجة انفجارية واسعة النطاق تسببت في سقوط عدد كبير من الشهداء الأبطال وقائد الكتيبة العقيد أحمد المنسى الذي أدار العملية بنجاح قبل استشهاده حتى جاءت قوات الدعم الأرضى والجوي. وقد استخدم الإرهابيون في هذه العملية سيارات دفع رباعى مصفحة ضد الرصاص تستخدم لأول مرة مما يدعنا نتساءل عن حجم التمويل الذي أنفقته الدول الداعمة للإرهاب للقيام بمثل هذا العمل الخسيس وأين تم تجهيز هذه السيارات وتحميلها بهذه الكميات من المواد المتفجرة. لكن الإجابة عن هذه التساؤلات واضحة ف"حماس" هي الوسيط الوحيد لإدخال هذه السيارات المصفحة والأسلحة والمتفجرات عبر الأنفاق التي تكتشفها القوات المسلحة كل يوم فمن بين كل 5 أنفاق هناك نفق ينجح الإرهابيون في المرور منه وقد تم تدريبهم ودعمهم والدفع بهم قبل العملية مباشرة لأنه من غير المنطقى أن هؤلاء الإرهابيين كانوا مختبئين داخل القرى أو المناطق الصحراوية المكشوفة وإلا كانت قوات التمشيط والمداهمات التي تعمل على مدى 24 ساعة تمكنت من رصدهم وملاحقتهم. وأتوقع أن تشهد الفترة المقبلة القيام بعمل دبلوماسى كبير للحد من هذه العمليات عن طريق الحدود بين مصر وغزة، بالإضافة إلى إجراءات صارمة ضد تمركز العناصر الإرهابية ومن يقومون بمساعدتهم داخليًا وخارجيًا. ولابد هنا من الإشارة إلى أن الرئيس السيسي أكد أن مصر لن تترك حق شهدائها والقوات المسلحة سوف تضرب أي قوة تدعم أو تسهم في تمويل الإرهابيين والزج بهم داخل الحدود المصرية، والحمد لله قواتنا المسلحة قادرة على أن تطول أي دولة تفكر في النيل من شعب وأرض مصر. وبخصوص قطر وتركيا وإيران فإن مصر لديها الوثائق بشهادات الإرهابيين أنفسهم الذين يتم القبض عليهم عن الأشخاص والدول التي مولتهم وساعدتهم سواء بالمال أو بالسلاح أو التدريب داخل أراضيها وسوف نلاحقهم بالقانون الدولي. وأخيرًا فإن سيناء في أيد أمينة فالقوات المسلحة والشرطة هناك تتعامل باحترافية وتثبت نجاح العمليات العسكرية في تدمير أماكن تدريب وإيواء الإرهابيين في قرى الشيخ زويد ورفح والعريش، ولكن هناك عناصر مندسة داخل الأهالي ويقومون بتهديدهم بقتل أبنائهم في حال فضح أمرهم، أما معظم أبناء سيناء فهم وطنيون ويتعاونون مع القوات المسلحة وساعدوا خلال الشهور القليلة الماضية أجهزة التحريات والمخابرات في الإرشاد عن أماكن تجمع الإرهابيين وإيوائهم وأماكن التدريب وتم استهدافهم بنجاح من قبل قوات إنفاذ القانون. وأؤكد أنه بالرغم من خسارتنا للأبطال من أبناء الجيش في العملية الأخيرة وشعورنا بالحزن فإننا ينبغى أن نشعر بالامتنان لهم فقد افتدوا المئات من أبناء الشعب المصرى من أيدى الإرهابيين والعمليات الإرهابية الموجهة ضد مصر، فحجم التمويل كبير جدا وأجهزة المخابرات التي تعاون الإرهابيين على قدر كبير من الذكاء والقوة، ولكن الله يحفظ مصر وأهلها "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين".