عفاف تقود فريقا من القبطيات والمسلمات لإعداد وجبات الإفطار "بيتر" شاب مسيحى نشأ وسط عائلات مسيحية حتى نهاية المرحلة الإعدادية، ولم يكن في ذلك الوقت يعرف أن هناك فرقا بين مسلم ومسيحي، فالكل يعيش في كيان واحد اسمه "مصر" ومن هنا بدأت تتبلور لديه فكرة أننا يجب أن نعمق لجذور مجتمع سوى يعترف كل منا بالآخر ويختلف كلانا في دينه ونتعامل على أساس إنسانى فقط دون النظر إلى الدين. "فيتو" التقت بيتر حشمت النجعاوى -كما يطلقون عليه- فهو ابن مدينة نجع حمادى بمحافظة قنا، حاصل على بكالوريوس تجارة ويعمل موظفًا بإحدى الشركات، ويكمل تعليما مفتوحا بكلية الحقوق بجامعة جنوب الوادي. يقول "بيتر" إننا بدأنا العمل منذ ما يقرب من نحو 7 سنوات بملتقى شباب نجع حمادي، حيث كونت عددًا من اللجان التي كانت تهتم بالشأن السياسي والاجتماعى والحقوقى والفنى وعرفت كل لجنة دورها وبدأت العمل به، وكان الهدف من هذا الملتقى هو إلغاء فكرة التعصب والقبلية وإلغاء ما يسمى "العنصرية والتفرق بين القبائل"، خاصة أننا في نجع حمادى مجتمع ينقسم إلى عرب وهوارة وأقباط، ومنذ تلك اللحظة واجهنا العديد من الصعوبات، وكان علينا الاستمرار، وكان الملتقى يضم مجموعة من الأقباط والمسلمين، إلى أن بدأ التفكير في خلق كيان مجتمعى مؤسسى يتبنى نفس الفكر، ومن هنا بدأنا في تكوين جمعية "قلب واحد" التي تتبنى أعمال الخير ومنها بناء أسقف منازل وتحفيظ القرآن من خلال مشايخ متميزين وكورسات تنمية بشرية وكورسات تعليم لغة إنجليزية. وأضاف "بيتر" ل"فيتو": عقدنا العديد من الندوات التثقيفية والتوعوية للمرأة بنجع حمادي، وكان لنا دور كبير في فترات إعداد الدستور وانتخابات الرئاسة وغيرها من الأحداث السياسية. أشار إلى انطلاق قطار الخير الذي يتواصل على مدى 5 سنوات متتالية، وفكرة القطار كانت ترتكز على إفطار الصائمين في القطار الذي يأتى قبيل المغرب بفترة بسيطة وكان الركاب يتعرضون لاستغلال كبير من قبل الباعة الجائلين على محطة القطار، وبالفعل أول يوم نزلنا فيه العام الأول للقطار قابلنا الركاب بالكثير من الترحاب. نوه إلى أنه تعرض لكثير من المواقف الكوميدية من قبل الركاب منها على سبيل المثال عندما كان ينادى في القطار على اسمه "بيتر... بيتر" الجميع ينتبه ويستغرب إلا أن هذه النظرات تتحول بعد ذلك إلى إحساس بالفخر والإعجاب بهذا العمل الخيرى الذي نقوم به سواء من المسيحيين أو المسلمين وكلاهما يرحب بالفكرة ويقدم لنا الشكر على هذا الواجب الوطنى الأصيل الذي تربى عليه نسيج هذا الوطن. وأكد "بيتر" أن الجمعية تتبنى الكثير من أعمال الخير التي تخدم ما يقرب من 75% منها من مسلمى مدينة نجع حمادي، كما أن هناك نصيبا للمسيحيين معربًا عن سعادته إذا نادي كل منا الآخر بلغة "الحب" وننحى أي شيء جانبًا، لافتًا إلى أن له أصدقاء من المسلمين والمسيحيين على حد سواء. وقال إن الجمعية بها 25 شابا نعيش معًا في عمل الخير ولم يفكر أي منا يومًا ويسأل ما دينك؟، ولكننا نساعد بعضنا البعض في عمل الخير، وثقافة الاختلاف التي نفتقدها هي أحد أسباب ما نتعرض له اليوم. «بيتر» شدد في حديثه على أن الله محبة ولا يجب أن نفكر بتعميم فكرة السيئ من الأشخاص على الجميع وما يتعرض له المسيحى أو المسلم هو رد فعل لبعض الأحداث المؤسفة التي يتعرض لها المسيحيون في مختلف المحافظات وآخرها حادث المنيا، معربًا عن أسفه لما يتعرض له نسيج الوطن. وأشار إلى أنهم يوزعون وجبات الإفطار على السجناء في قسم شرطة مركز نجع حمادي، والتي بدأت لأول مرة في العام الماضي، كما ينظمون إفطارا داخل مستشفى نجع حمادى وإفطار المسافرين على الطرق في الموقف الخاص بمدينة نجع حمادي، مشيرًا إلى أنه شارك هو وأصدقاؤه وزملاؤه في ترميم أسقف العديد من منازل المسلمين.