أحسنتْ الفضائياتُ الناشئةُ ذات التمويل السخىّ، صُنعا عندما خصّصت برامج لتقديم النماذج الناجحة في المجتمع، وتسليط الضوء عليها، ومن تلك البرامج: "أنا وأنا"، الذي تقدمه المذيعة "الفاضلة" سمر يسرى، عبر فضائية " on e"، التي استضافت في حلقة الأسبوع الماضى الممثل الشاب الخلوق " أحمد الفيشاوى"، بدا النجم الثلاثينى واثقا من نفسه، مُبتهجا بنجاحاته، مزهوّا ب"تاتوهاته"، كما دافع "نابغة عصره" عن نشر صورته في جلسة خمر برفقة أبيه، واعتبرها حرية شخصية، وبزيجاته الأربع، كما أكدّ، لا فُضّ فوه، أنه يخرج من علاقة إلى أخرى، وأن علاقات والده تفوق علاقاته بكثير، وفى الدقيقة "23" من زمن الحلقة، تحدّث "فلتة زمانه"، الذي حقق نجاحا لافتا في آخر أفلامه المُعنون بالصدفة البحتة ب"القرد بيتكلم"، عن والدته ذات ال 64 عاما، وصديقها المقرب "الأنتيم" ذى ال 23 عاما، مُبديا تقديره للأخير ومُثمنا جهده العلمى!!! كما استعرض في نهاية الحلقة واحدا من مواقفه البطولية التي لا تغيب عن ذاكرته، عندما طلب القائمون على أحد البرامج بفضائية أخرى منه نزع حلقه الذي يزين به أذنه اليمنى قبل التصوير، وكيف هاج وماج في الاستوديو وأمطرهم بوابل من أحدث الشتائم وأقدمها، وهو ما يُعدُّ -من وجهة نظره الصائبة طبعا- ثباتا على الموقف يفتقده كثير من "الرجال"، في زمن أشباه الرجال، ولأننى أنتمى زمنيا إلى جيل "الفيشاوى"، فإننى تعلمتُ كثيرا مما كنت أجهل، من هذه الحلقة، وأخذتُ عهدا على نفسى بأن أنتظم في متابعة هذا البرنامج، فضلا عن كل البرامج التي تستضيف "الفيشاوى الصغير"، كما أقترح طرح هذه الحلقة على أسطوانات مُدمجة "سى دى"، وطبعها وتعميمها على المدارس والجامعات والأندية والميادين العامة وإلزام جميع القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية الحكومية والخاصة بإذاعتها في الصباح والمساء والظهيرة، حتى تعمّ الفائدة، ويتم تنشئة أجيال جديدة على غرار "الفيشاوى" الذي تتسارع البرامج على استضافته رغم المقابل المادى الكبير الذي يشترط الحصول عليه، متجاهلة قمما علمية وأدبية رفيعة المستوى، لا يعرف أحد عنها شيئا، كما أتمنى أن تحذو جميع المذيعات حذو "سمر يسرى" في أناقتها وجمال إطلالتها.. وتفاهة وسطحية وسذاجة ما تقدمه في جميع برامجها من محتوى لا يليق بوطن متعثر تعليميا ومرتبك أخلاقيا ومهزوم دينيا ومفلس اقتصاديًا!!