تقليدها يهدد باندثارها الصين تفك شفرة حرفنا اليدوية ودول خليجية تسطو عليها الحرف اليدوية المصرية تعانى تدهورا شديدا بعد تمكن عدة دول من فك شفرة هذه الحرف وقاموا بتقليدها وتتزعم الصين قرصنة حرفنا اليدوية، فهل تندثر هذه الحرف التى توارث أسرارها عشرات الأجيال؟ لا تخلو محافظة ولا قرية من وجود حرفة أو أكثر تميزها عن غيرها، فمثلاً تنفرد قنا بصناعة الفخار، وتتميز سوهاج وأخميم بصناعة الحرير والمنسوجات القطنية اليدوية، وأسيوط بصناعة الكليم الصوف، ومرسى مطروح والعريش بصناعة الأزياء البدوية المطرزة والمشغولة يدوياً، التى يتسابق السائحون على شرائها، كما تتميز دمياط بصناعة الأثاث الخشبى، والوادى الجديد بمنتجات البامبو وجريد النخل. ومن المفترض أن ترعى الدولة هذه الكنوز ذات البعد الاقتصادى والسياحى المهم، لكن لم يحدث ذلك، بالرغم من اهتمام دول العالم من حولنا بتراثهم وتراث مصر أيضا، خاصة التراث الشعبى والحرفى، ومن أمثلة ذلك "متحف القرية" الموجود بمدينة بوخارست برومانيا، ومتحف الشعب الألمانى، وهذه المتاحف تضم كل ما يتعلق بطبيعة الدولة وبيئاتها الشعبية ومختلف حرفها وفنونها، وتقوم هذه المتاحف بتسجيل كل شىء كملك لدولته. وتتعرض هذه الكنوز المصرية إلى الإهمال، سواء فى نظام المبانى والبيوت الخاصة بالمحافظات، مثل "البيت النوبى" والمشربيات فى قاهرة المعز" ومنازلها، والبيوت المبنية على الطراز الإسلامى، هذه الكنوز كافة تتعرض للسرقة، فهناك مثلا مبان معمارية مصرية أصلية أصبحت منتشرة فى أحياء كثيرة من بلاد أخرى عربية أو أجنبية. وأوصت دراسة للمجالس القومية المتخصصة بالإسراع بإقامة متحف مفتوح ومكشوف يضم نماذج معمارية مصرية خالصة ومطابقة للمبانى الشعبية للقرى والأحياء المختلفة، وتؤثث هذه النماذج بأنواع الأثاث الشعبى القديم بمختلف أنواع المفروشات والأزياء الشعبية لكل منطقة وكل قرية، مع رصد لحالة كل قرية وكل مدينة، وتدوين كل هذا وتسجيله فى قاعدة بيانات، حفظاً له من السرقة والضياع، وتشمل أزياء ومنتجات شعبية، وأكلات خاصة، وأثاث، وطراز معمارى، والحرف البيئية السائدة، وعادات الزواج وجهاز العروس وآلات الحرف وغيرها، وطالبت الدراسة بإنشاء فروع لمتحف الجمعية الجغرافية الذى يرصد الحرف المصرية والتراث الشعبى فى جميع المحافظات. وتقدم الاتحاد المصرى للنقابات المستقلة بنسخة من أوراق اعتماد النقابة العامة لصناع حرف التراث المصرى، تعمل على حماية التراث الحرفى من القرصنة أو الانقراض وتدافع عن مصالح العاملين الذين يقدر عددهم 150 ألف عامل تقريباً، وتضم النقابة صناعات الفخار والخزف والصدف والنحاس والسجاد والزجاج والمعادن والتماثيل والأحجار الكريمة وغيرها. وحرفنا اليدوية فى طريقها إلى الانقراض بعد أن تم سرقتها، بالرغم من أنها يمكن أن تدر للدولة ملايين الجنيهات، ونحن بحاجة لإصدار أول موسوعة لتوثيق الحرف اليدوية التقليدية وتصنيفها، لتكون أول موسوعة فى هذا الشأن، لكن عدم اهتمام وزارة الثقافة بإصدار الموسوعة كان سببا لعدم خروجها إلى النور، كذلك قام المجلس القومى للمرأة بتوثيق فن "صناعة الكليم "، هذا الفن الذى تنفرد به المرأة الصعيدية فى أسيوطوسوهاج، وقد تمت سرقة هذه الحرفة، وتقديمها إلى دول الخليج قبل أن يقوم المجلس بتوثيقها. وهناك مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى الذى أسسه د.فتحى صالح، وهدفه توثيق التراث الحرفى والآثار والعمارة والمخطوطات، ويستخدم المركز التكنولوجيا الحديثة والوسائط الإلكترونية المعاصرة فى توثيق التراث.