تركيا تدعم العناصر المتطرفة بمواد شديدة الانفجار.. والحدود الليبية والسودانية «منافذ التهريب» لم يكن الأمر يتعدى قنابل أسمنتية يمكن صناعتها يدويا داخل الشقق، وفى الغالب تؤدى لإصابة فرد أو فردين على الأكثر، هكذا كانت آليات الجماعات الإرهابية حتى عام 2011 قبل أن تطور أسلحتها التي تستهدف آلاف الأبرياء وزعزعة استقرار الوطن، لتحصل على ال«TNT» ثم «C4» وهى مواد وفق - مصادر أمنية - لا تصنعها سوى دول لديها جيوش نظامية نظرًا لخطورتها وقدرتها التفجيرية الكبيرة. ويكشف بيان وزارة الداخلية الخاص بمزرعتين بنطاق محافظتى "البحيرةوالإسكندرية" يمتلكهما القياديان بجماعة الإخوان شكرى نصر محمد البر، ورجب عبده عبده مغربى، ما وصلت إليه تلك الجماعات من تطور نوعى تستخدمه في العمليات التخريبية. بيان "الداخلية" أوضح أن رجال الشرطة عثروا على عدد من أجهزة تصنيع مادة RDX شديدة الانفجار تستخدم في تصنيع العبوات المتفجرة وكميات هائلة من بودرة وعجينة RDX بجانب وعاء حديدى كبير الحجم يستخدم في تكثيف الحمض الخاص بمادة RDX، إضافة إلى أعداد كبيرة من البنادق الآلية والأسلحة الرشاشة والخرطوش وبنادق FN والسلاح الجرينوف المتعدد والطبنجات 9مم، بالإضافة لكميات كبيرة من الذخائر والخزن الخاصة بها. وإن كانت ال«C4» هي صناعة بريطانية في الأساس فإن ال«TATB» هي أيادٍ تركية من الدرجة الأولى إذ تميز الجيش التركى بصنع تلك المادة شديدة الانفجار والتي تتكون من «نترات الصوديوم». والعملية التعقيدية لتفاعل تلك المادة وفق الدوريات العلمية تتطلب خبراء على أعلى مستوى، بالإضافة إلى معامل تكون على أعلى درجة من الأمان، وهو ما تميز به الجيش التركى خلال العقود الماضية بالإضافة إلى الدول الكبرى. رحلة وصول تلك المواد الإرهابية إلى مصر وفى قلب القاهرة والدلتا لم تكن بالأمر اليسير، ولم تكن أيضا قادمة من جهة واحدة، وحسبما أكدت مصادر أمنية، فإن المواد المتفجرة المستخدمة خلال التفجيرات الأخيرة، تم تهريبها من الجانب الليبى ثم مطروح، إلى أن تصل إلى الإسكندرية ومنها إلى كفر الشيخ المنبع الرئيسى الذي تم استجلاب المواد التفجيرية منه. دخول المواد المتفجرة من الجانب الليبي، دلل عليه بيان للسلطات الليبية في فبراير الماضي، والتي أوضحت أنها تمكنت من التصدى لمحاولة تهريب كميات كبيرة من الألغام المفككة التي وصل وزنها إلى نحو 250 كجم، عبر سيارة نقل للمواشى متجهة إلى الحدود مع مصر. وأشارت المصادر إلى أن الطبيعة الصحراوية التي تتمتع بها الحدود المصرية الليبية مترامية الأطراف أسهمت بشكل كبير في تسهيل إمكانية تمرير المواد المتفجرة عن طريق الأفراد الذين تلقوا قدرًا عاليًا من التدريب على إخفاء تلك المواد بعيدًا عن الأعين، حتى تصل إلى المكان المخصص لها. كما أكدت أن تركيا المتورطة في مد الإرهابيين بالمواد المتفجرة، ظهر لها دور كبير خلال الفترة الأخيرة، فبإمكانها نقل تلك المواد بمنتهى السهولة وبشكل مباشر إلى ليبيا، ومنها إلى مصر عبر حدودنا معها، وأضافت: هناك احتمالية لقيام الإرهابيين بتمرير المتفجرات من الجنوب عبر الدروب الجبلية الوعرة على الحدود مع السودان، الذي أصبح هو الآخر أحد منافذ التهريب والتي شهدت تطورًا ملحوظًا خلال الفترة الماضية، وهو ما ظهر في إحباط أكثر من محاولة تهريب خلال الفترة الماضية. ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن التهريب من تلك المنطقة يكون من خلال سيارات دفع رباعى أو في سيارات إسعاف وهمية للمرور من الدروب والمدقات والطرق الصحراوية حتى الوصول إلى أسوان ومنه إلى صعيد مصر فالقاهرة.