جوليان أسانج: الحل الوحيد والأسهل لوقف الاختراقات للمواطنين يتمثل في الاعتماد على الهواتف القديمة التي لا تتضمن أي وظائف الدكتور يسري زكي: الأصل في الحماية عدم تداول معلومات عبر الإنترنت تشكل معرفتها خطرا على المستخدم نفسه أو الدولة التابع لها لصعوبة السيطرة على خط سيرها كشفت أكثر من 8 آلاف وثيقة رسمية سربها "ويكيليكس" الفترة الماضية، عن سيطرة وكالة الأمن القومي الأمريكي على جميع الاتصالات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، من خلال فيروسات يمكنها اختراق أي شكل من أشكال الاتصالات والأجهزة الذكية حتى بدون اتصال. وبات المستخدمون حول العالم يعرفون أن هواتفهم وأجهزة التليفزيون الذكية والحواسب، وحتى أنظمة قيادة السيارات المتطورة، مخترقة بالكامل، ويمكن التحكم فيهم من الحكومة الأمريكية، سواء من مقر الأمن القومي في فرجينيا أو من السفارة الأمريكيةبألمانيا. الجديد الذي كشفه "ويكيليكس" أن وكالة الأمن القومي فقدت السيطرة على بعض الفيروسات، وبالتالي فالمستخدم معرض لأي اختراق غير معلوم المصدر من حكومات أو أفراد، وهو ما تحاول شركات جوجل وأبل ومايكروسوفت التصدي له بغلق الثغرات أمام الفيروسات المتطورة. واستفادت الحكومات المختلفة ومنها العربية من الفيروسات التي طورتها وكالة الأمن القومي، ففي مصر استغلت الحكومة هجمات متطورة تدعى "نايل فيش" تعدت ال 90 هجمة بداية العام الجاري، للحصول على المعلومات المختلفة، وذلك من خلال روابط لدعوات مزيفة حملت أسماء شركات كبرى، وهو ما علقت عليه جوجل بأنها هجمات حكومية. وكشف جوليان أسانج - مؤسس موقع «ويكيليكس» - في تصريحات لبرنامج "السلطة الخامسة" الذي يقدمه الإعلامي يسري فودة، أن الاستخبارات الأمريكية تدير شبكات تجسس في عدد من الدول منها ما تم اكتشافها في ألمانيا، وهو ما تجري الحكومة الألمانية تحقيقا حوله. وأشار إلى أن شركات التكنولوجيا الكبرى تعمل بعقود مع الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية، ويمنع عنها الحصول على المعلومات المسربة، لذلك فلا يمكنها حماية مستخدميها من الاختراقات بشكل قوي. ورأى "أسانج" أن الحل الوحيد والأسهل لوقف الاختراقات للمواطنين،هو الاعتماد على الهواتف القديمة التي لا تتضمن أي وظائف. وحول الحكومات العربية فهي تتعاون مع الاستخبارات الأمريكية التي تعمل لمصلحة بعض الدول في التجسس المحدد على أشخاص أو مجموعات، كما تتعاون الدول العربية مع شركات كبرى متخصصة في التجسس مثل: «هاكينج تيم، وبلو كود» وهي الشركات التي تعاونت معها الحكومة المصرية في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. من جهته قال الدكتور يسري زكي، خبير الأمن المعلوماتي: الأصل في الحماية عدم تداول معلومات عبر الإنترنت تشكل معرفتها خطرا على المستخدم نفسه، أو على الدولة التابع لها، لصعوبة السيطرة على سير المعلومات وانتقالها عبر الإنترنت، بخاصة من هجمات المؤسسات الكبرى. في حين أشار وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، الملقب ب"صائد الهاكرز" إلى أن الحماية عبر الإنترنت تنقسم للحماية من المؤسسات أو الدول الخارجية والحماية من الأفراد. وأوضح أن الحماية من الدول الخارجية صعبة لكونها المصنعة للتكنولوجيا، وتملك الأدوات لوضع أبواب خلفية في الأجهزة تسمح بالاختراق، حيث يمكن للشركات المصنعة وضع سوفت وير يسمح بالاختراق فيما بعد، وهو ما حدث في حادثة اختراق طائرات للمجال الجوي السوري، وضرب أهداف محددة دون رؤيتها من الرادارات، لكونها تعتمد على تكنولوجيا مصنعة في إسرائيل، وموضوع بها ثغرة تسمح لنوعيات من الطائرات بالدخول دون رؤيتها. وأشار إلى أن الدول العربية لا تمتلك صناعة التكنولوجيا، وبذلك تفقد أولى درجات الحماية، لكن هناك أجهزة في مصر مسئولة عن عمل هندسة عكسية، للتأكد من خلو الأجهزة التي تستخدم في الأماكن الحيوية من برمجيات تفتح الباب لاختراقها. وأكد "حجاج" أن الحديث عن أن اختراق المؤسسات الخارجية يطال الشخصيات العامة فقط "غير صحيح"، حيث إن قيمة التجسس هي الأساس، حيث تعمل المؤسسات على تحليل البيانات بشكل عام للوصول إلى معلومات معينة أو التأكد من اتجاهات الرأي العام لدولة ما وهو البديل الحديث للجاسوس التقليدي القديم. وأشار إلى أنه للحماية من تجسس المؤسسات يجب التعامل مع التكنولوجيا بشكل يحافظ على خصوصيتنا، والتعامل بحذر مع البرامج والأدوات التي تسمح بالحصول على نسخ من معلومات الهاتف أو الحصول على بث مباشر منه، وهي برامج التراسل الفوري مثل "الواتس آب، والفايبر". وللحماية من تجسس المؤسسات، يجب الحد من استخدام برامج التواصل وخاصةً في حالة وجود معلومات يمكن استغلالها ضد المستخدم، وهو أمر خطير بخاصةً لدى المؤسسات التي لها علاقة بالأمن القومي، بحسب "صائد الهاكرز". وأوضح أنه لا يمكن منع الاختراق ولكن أولًا يمكن الحد من الاستخدام، بتقليل الحديث عن الآراء السياسية وحتى الأزمات السياسية أو التي تمس الشئون الداخلية للدولة، ومنها تلك الأزمات المعلنة لأنها تستغل في معرفة مدى رضا الشعوب أو غضبها عن أشياء محددة لاستغلالها ضدها. وأكد أن الفيروسات لا تراقب، ولكنها تقوم بتحليل المعلومات الصوتية والمكتوبة لاستخدامها فيما بعد، وهي برامج رصد لا تراقب ولكنها تعطي مؤشرات محددة، كما تستخدم المعلومات المخزنة وقت الحاجة إليها. الخطوة الثانية، هي عدم الانسياق وراء البدع الجديدة مثل "مين زار بروفايلك، شكلك بعد 100 سنة" ومعظمها تكون طرق اختراق المؤسسات، حيث تفعل من خلال إعلانات مدفوعة. وعبر "حجاج" عن تعجبه من وجود إعلانات ممولة تقدم خدمات مجانية، حيث تنفق أكثر مما تكسب وبالتأكيد هي لأغراض تجسسية، كما أن الحماية من المؤسسات تتم من خلال الابتعاد عن إعلانات الوظائف والأبلكيشن المتكامل، إلى جانب الحذر من الرسائل الإلكترونية التي تبدو رسمية مع روابط مزيفة لجمع المعلومات وهي لاختيار ضحايا الاختراق. وحول كيفية الحماية من اختراقات الأفراد، أوضح "صائد الهاكرز" أن هناك عددا من التحذيرات الأساسية للمستخدمين ومنها، عدم التواصل مع أفراد غير معلومين وإضافتهم كأصدقاء على مواقع التواصل، عدم التواصل على الإنترنت من خلال البريد الإلكتروني أو تطبيقات تراسل مع أشخاص غير معروفين، عدم الانسياق وراء أشخاص معروفين في طلبات غير منطقية. وأشار إلى أن أهم درجات الحماية هي عدم الاحتفاظ بالمحادثات السابقة، حيث يجب مسح الرسائل أولًا بأول فهي الطريقة الأولى للمخترق باستغلال العلاقات، بخاصة المحادثات التي تتضمن معلومات مهمة وصورا للهويات، بالإضافة لعدم الاحتفاظ بالمعلومات المهمة عبر البريد الإلكتروني أو الدروب بوكس وما يشبهه. ونصح "حجاج "المستخدمين وبخاصة الفتيات نقل الصور الخاصة اللاتي يلتقطنها عبر الهاتف إلى حاسب آلي أو "فلاشة" غير متصلة بالإنترنت لمنع استغلالها بأي طريقة. ويعد التجسس المعلوماتي الحديث من المؤسسات الرسمية أو الأفراد شكلا من أشكال الفنون التي تبدع فيها دول بعينها، تعد أفضلها الولاياتالمتحدةالأمريكية وتليها إسرائيل التي تمتلك شركات تمكنت من اختراق خصوصية أصعب الأجهزة حول العالم، وكسر حماية أجهزة أبل.