قبل فترة، بشرت مصر والعراق باتفاق نفطى يضمن مد النفط العراقى إلى السوق المصرية بتسهيلات مميزة، وتخفف عن القاهرة عبء البحث عن الوقود كل فترة؛ لكن تبخر كل ذلك بشكل مفاجئ بسبب تعنت أحد المسئولين في وزارة البترول، ثم تحاول الوزارة لملمة أوراق القضية بفتح خط اتصال جديد مع بغداد. في فبراير الماضي، توجه وفد مصرى من هيئة البترول إلى العاصمة العراقية (بغداد) لمقابلة المسئولين في شركة سومو العراقية لإبلاغهم بأن وزارة البترول المصرية ترحب بتوقيع العقد النهائى لتوريد مليون برميل خام شهريا إلى مصر. عقب الزيارة، أكد السفير العراقىبالقاهرة حبيب الصدر أنه تم إرسال خطاب إلى مصر للتأكيد على رغبة الجانب العراقى في توقيع العقد التجارى لتوريد الخام العراقى إلى مصر، قبل أن يخرج «طارق الملا - وزير البترول» مؤكدًا أنه من المقرر وصول شحنات الخام العراقى أول مارس الجارى بأقصى حد، ومرت الأيام ولم تأت الشحنات. مصادر مسئولة بوزارة البترول أرجعت عدم وصول الشحنات إلى أنه خلال الزيارة الأخيرة لشركة سومو العراقية لهيئة البترول تحت مظلة رئيسها السابق طارق الحديدى - الذي تم الإطاحة به - وقع خلاف مع الشركة حول البنود في العقد التجارى؛ حيث كانت الشركة ترغب في تقديم تسهيلات لمصر في سداد قيمة كل شحنة شهرية بعد ثلاثة أشهر من استلامها، إلا أن المفاجأة تمثلت في رفض هيئة البترول طلب الشركة. ووفقا للمصادر نفسها فإن الوزارة كانت تصر على أن تكون فترة التسهيلات في سداد قيمة الشحنات لمدة سنة وليس ثلاثة أشهر، الأمر الذي أثار غضب الوفد العراقي، ولم يتم توقيع العقد النهائى لتوريد الخام. وأكدت أن من أسباب رفض الوفد العراقى طلب هيئة البترول لمد فترة التسهيلات أن الشركة العراقية كانت ترغب في توريد خام خفيف خاص بها إلى معامل تكرير مصرية على أن يتم نقله في شكل منتجات بترولية إلى بلادها، وذلك مقابل عمولة لهيئة البترول المصرية وتخفيض في سعر البرميل الخام عن معدله في السوق العالمية، أما عن أسباب رفض هيئة البترول فإن طلب شركة سومو العراقية كان يرجع إلى عدة عوامل أبرزها رغبة هيئة توقيع العقد التجارى مع العراق بنفس شروط وتعاقدات الكويت والتي تنص على تسهيلات في السداد لمدة سنة، والذي بمقتضاه يتم ضخ 2 مليون برميل خام شهريا للسوق المصرية ولمدة 3 سنوات. المصادر نفسها أوضحت أن المهندس طارق الملا وزير البترول لم يعلم بهذه الخلافات إلا الأسبوع الماضي؛ بسبب «خداع» رئيس هيئة البترول السابق طارق الحديدى على الوزير بأن المفاوضات مع العراق تسير بخطة محكمة وأن أولى الشحنات ستصل قريبا ولكن بعد علم الوزير بالحقيقة أطاح به وعين المهندس عابد عز الرجال في موقعه. أما المهندس طارق الملا وزير البترول فتحدث عن الخلافات مع شركة سومو العراقية، فقال: «من الطبيعى أن تكون المفاوضات فيها شيء من المرونة، وأكد أن المفاوضات مستمرة وستظل علاقتنا قوية بالعراق. واختتم حديثه بالتأكيد على أنه رغم تجديد التعاقد مع الكويت لمدة ثلاث سنوات لاستيراد 2 مليون برميل خام شهريا إلا أن الوزارة تحتاج لأكثر من تعاقد مع دول أخرى، فشحنات شركة «أرامكو» السعودية لا تكفى احتياجات السوق سوى بنسبة 20٪ فقط.