في مشهد يعلوه الصمت تجلس في آخر القاعة سيدة عجوزة يدها على خدها، عيناها سارحتان إلى السماء وكأنها تناجي ربها بأن يرحمها ويقف معها في أزمتها ويخلصها من زوجها. سيدة في العقد السادس من عمرها متزوجة منذ أكثر من أربعين سنة لم تر زوجها طيلة هذه المدة سوى سنوات قليلة من زواجها منه لم تجد طريقًا غير محكمة الأسرة بزنانيري لترفع دعوى خلع على زوجها التي تجهل ملامحه. وقالت "ع. ا": "تزوجت منذ 40 عاما بحكم طبيعة عائلتنا واننا من قرى ومنطقة ريفية كنا نتزوج صغار ولا نرى العريس وهذا لم يشكل لنا مشكلة بحكم عادتنا وتقاليدنا نرضي بها أهم شيء المحافظة على البيت والزوج والأولاد". وتابعت: "زواجنا لم يكن مثاليًا حاولت أن أجعله ذلك لكن دون جدوى فزوجى كان لا يهتم بى في بعض الأوقات، كنت لم أشعر بوجوده فهو تزوجنى بسبب ضغط العائلة وبحكم العادات والتقاليد فقط هو كان يريد أن يتزوج بأخرى من بلد تانية لكن أهله رفضوا ذلك واعتبروه يخرج عن طوعهم". وأضافت أنها تحملت ذلك أيضًا بسبب العادات والتقاليد فلا تستطيع أن تخبر أهلها ولا تخبر أحدًا وفضلت أن تكتم بداخلها وتفرغت لتربية الأولاد بعدما زوجها اختفى ولا أحد يعلم عنه شيئا حتى أهله لا يعلمون أين ذهب، مشيرة إلى أنها ظلت تربي أولادها حتى أصبحوا شبابا وكل منهم ذهب إلى بيته وحياته وهم لا يعلمون أين ذهب والدهم. وتابعت: "أولادي وبعض أقاربي نصحوني برفع دعوى خلع على زوجي الذي هجرني منذ أكثر من عشرين عامًا حتى أنه لا يعرف ملامح أولاده تركهم وهم صغار أولادي قالوا لي ما فائدة أنه زوجك وهو تركك ولم تعرفي عنه شيئًا حتى لم يفكر أن يسأل علينا يومًا ومصاريفنا أنتي من تكفلتِ بها عن طريق عملك وبالفعل اقتنعت بحديثهم وأتيت إلى المحكمة لرفع دعوى الخلع بعد زواج دام أربعين عامًا".
