أظهرت بطولة الأمم الأفريقية لكرة القدم أن المصريين متشوقون للفرحة والسعادة التي اختفت لسنوات طويلة عنهم في ظل وجود صورة ضبابية أحاطت بهم من كل جانب.. المصريون تعانقوا.. توحدوا.. هتفوا بصوت واحد مصر.. مصر في كل أنحاء المعمورة ورفرفت الأعلام في الشوارع والميادين بالمحافظات مما يؤكد الوطنية والغيرة على الوطن.. هذا ليس جديدًا على الشعب المصري الذي يتوحد ويكون دائمًا وأبدًا على قلب رجل واحد وقت الشدائد وهذا هو المعدن الأصيل له وكم من مواقف عاصرناها تؤكد عظمة هذا الشعب في مواجهة الأزمات.. طوال مشوار البطولة لم يلتفت الشعب المصري بكامل أطيافه إلى التعديل الوزاري الذي كان يعقد عليه الأمل في العبور من عنق الزجاجة للأزمات والمشكلات الصعاب.. ولا حتى إعطاء أهمية لمتابعة أزمة زيادة الأسعار التي شملت كل السلع الضرورية ومنها السكر والزيت.. ولا ما يجري من أحداث في العريش والشيخ زايد والحرب ضد الإرهاب.. المهم فوز المنتخب المصري في كل مواجهة والتمسك بالأمل في نهاية كل مواجهة.. في كل محطة يتخطاها المنتخب تزحف الجماهير المصرية إلى الشوارع والميادين ترقص وتغني فرحًا على ماحققه المصريون من إنجاز بل يعتبرونه أسطوريًا.. بديهي أن الحكومة المصرية سعيدة بأفراح الشارع المصري وعدم اهتمامه بالتعديل الوزاري وصمته تجاه مطالبه بالإطاحة بوزارة شريف إسماعيل وسيارات البرلمان المصفحة بقيمة 18 مليون جنيه وما أحاط بهذه الصفقة من استياء شديد نتيجة للظروف التي تحيط بالبلاد إضافة إلى هموم كثيرة تحيط بهذا الشعب واستغلال الحكومة هذا الغياب اللحظي من المصريين في رفع الأسعار وكان آخر الزيادات من نصيب السكر والزيت، ولكن ما يثير الخجل والدهشة معًا أن بعض نواب البرلمان انتقدوا قرارات محمد على مصيلحي، وزير التموين، برفع أسعار السكر والزيت على البطاقات التموينية وتجاهله البرلمان قبل إقرار الزيادة ووصفوا قراره (بالاستفزازي ).. هذا الانتقاد من قبل أعضاء مجلس النواب يحملهم مسئولية هذا القرار لأن المشهد يؤكد أن الحكومة تفرض نفوذها على البرلمان والدليل على ذلك أننا نتوجع من ارتفاع السلع والخدمات في ظل صمت وغياب نواب الشعب.. من سوء حظ المصريين أن البرلمان فقد قوته ونفوذه تجاه الحكومة وتفرغ لأشياء أخرى لا تمت بصلة لمصالح المواطنين.. المهم مصالحه التي يحصدها من حين لآخر.. وأخيرًا كان الله في عون المصريين جميعا بكامل أطيافهم تجاه حكومة على قد حالها وبرلمان مغلوب على أمره طالما لم يستطع الوقوف في وجه الحكومة ويتصدى لقراراتها الصادمة من أجل تحقيق مصالح المواطنين.