مؤخرًا، انتشرت تقارير إعلامية عن تقدم تل أبيب بطلب رسمى لمصر لشراء 100 ألف حمار، حينها «قامت الدنيا ولم تقعد»، وتردد عقب ذلك أن الطلب الإسرائيلى أدى إلى ارتفاع أسعار الحمير. لكن بالتحقق عبر المواقع العبرية تبين أنها مجرد شائعات نفتها إسرائيل ونفتها أيضًا مصر، فالقاهرة لا تصدر الحمير لإسرائيل ولا الأخيرة في حاجة إليها. «الدكتور محمد بشار - بيطرى وعضو هيئة رقابية على المجازر» أكد أن كل ما تردد شائعات تم ترويجها لرفض الفكرة شعبيًا من الأساس، نظرًا لمعارضة المؤسسات الخيرية والعمل المجتمعى لفكرة التصدير حفاظًا على حقوق الحيوان، وخاصة بعد أن أشيع استيراد الحمير المصرية لاستخدام جلودها في الأبحاث الطبية المتعلقة بمرض السرطان في إسرائيل. وأضاف أن إسرائيل كيان يحظى بالرفض الشعبى وورود اسمها في هذه المسألة يمنح مساحة لرفض فكرة تصدير الحيوانات لأى دولة أيا ما كانت، وهذه الشائعة هدفها دفع الناس لكراهية فكرة تصدير الحمير من الأساس. وتابع أن الفكرة التي كانت أكثر طرحًا هي تصدير الكلاب إلى سوريا لاستخدام لحومها هناك، لكن الدول التي طلبت بالفعل الحمير من مصر هي دول جنوب شرق آسيا من أجل استخدام جلودها، وسط رفض الموضوع من جانب منظمات حقوق الحيوان. وقال بشار: «حتى لو وافقت الحكومة المصرية على تصدير الحمير لإسرائيل فإنها لن تستطيع تطبيق ذلك لأن عدد الحمير الموجود في مصر لا يكفى للتصدير من الأساس، وإنما يكفى فقط لدول شرق آسيا، وإذا تقبل الناس الفكرة فإن هناك جمعيات حقوقية كبيرة ترفض الفكرة تمامًا». وشدد على أنه حتى الآن لا يوجد بروتوكول بين الحكومة ودول مثل الصين لتصدير الحيوانات وإنما ما يجرى جس نبض فقط، ولكى لا يتم الموضوع يحتاج إلى ضغط شعبي، مؤكدًا أن الفكرة كلها في يد متخذى القرار وهى الهيئة العامة للخدمات البيطرية التي تتبع وزارة الزراعة وهى المنوط بها الإقدام على الخطوة. أما «الدكتور منصور عبد الوهاب - والخبير في الشئون الإسرائيلية» فأكد أنه لا ذكر لهذه القضية في وسائل الإعلام الإسرائيلية ولم تكتب إسرائيل كلمة واحدة عما يردده البعض بأنه يتم تهريب جلود الحمير لإسرائيل. وأوضح الدكتور منصور أن الهدف من نشر هذه الأخبار هو افتعال زوبعة وإثارة الرأى العام الذي يشعر بحساسية شديدة تجاه كل ما يخص إسرائيل، خصوصًا مع بناء المستوطنات والانتهاكات الإسرائيلية في فلسطين. وشدد عبد الوهاب على أنه لا يعارض تصدير الحمير لإسرائيل ما دامت ستدخل دولارات لخزانة الدولة، قائلا: «من سيمنحنا الدولارات سنبيع له وهذه ليست مسألة إستراتيجية، فمن الناحية السياسية تصدير الحمير لإسرائيل ليس له أي قيمة، لكن من الناحية الاقتصادية أمر جيد.». ونوه إلى أنه بالنسبة لإسرائيل فإن استيراد الحمير من مصر أفضل بالنسبة لها، لأنه حينما يتم الاستيراد من بلد قريبة منها مثل مصر ستوفر تكاليف نقل وشحن، كما أن الباحثين وجدوا أن جلده هو الأغنى بمعظم المواد التي تبحث عنها الشركات العالمية. وأوضح أنه ينبغى الاعتراف بأن إسرائيل متقدمة علميًا ومراكز الأبحاث الإسرائيلية على علاقة جيدة بالمراكز العالمية، لذلك من الجيد الاستفادة بخبراتها إذا نجحت في استخراج مواد طبية من الحمير تساعد في علاج الأمراض.