سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سبوبة التمويل السري لتطوير المتحف المصري.. «نوعية البيئة» تجمع تبرعات مجهولة المصدر.. «الآثار» لا تعلم شيئا.. المتحف يغير جلده إلى «الفستقى».. والسقالات الحديدية تهدد «توت عنخ آمون»
تسيطر حالة من الغموض على مشروع تطوير المتحف المصري بالتحرير وعودته إلى صورته الأولى، والتي تقوم على تنفيذها شركة نوعية البيئة الدولية، والتي طرحت على وزارة الآثار خطة عمل لإعادة المتحف إلى صورته وألوانه الأولى والتي تغيرت عدة مرات حيث تحتوى جدران المتحف على نحو 7 طبقات من الدهانات المختلفة، ولكن دون تحديد جهات تمويل هذه الأعمال. تبرعات متنوعة وأكدت مصادر مطلعة بوزارة الآثار، أن الوزارة لا تعلم أي شيء عن مصادر وكيفية جمع الشركة للتبرعات التي تنفق منها على تطوير المتحف، وأوضحت المصادر أن التبرعات التي تجمعها الشركة متنوعة وتقوم بجمعها من الداخل والخارج باسم المتحف، كما أنها هناك عدة تحفظات من وزارة الآثار على عملها بالمتحف وترغب الوزارة في إخراجها من المتحف وإيقاف عملها به لعدم معرفتها أي شيء عن طبيعة التبرعات التي يتم جمعها باسم المتحف أو طريقة جمعها. وأضافت المصادر، أن الشركة تقوم بإزالة الدهانات القديمة بالمتحف واستبدالها بأخرى حديثة وهى عبارة عن دهان الحوائط باللون الفستقى الفاتح والذي يعتبر اللون الأساسى للمتحف عند افتتاحه، حيث بدأت الشركة بدهان ممر عرض آثار توت عنخ آمون بالطابق الأول للمتحف ونصب السقالات الحديدية بجوار فتارين عرض آثار توت عنخ آمون "الفرعون الذهبى الصغير" مما يقد يعرضها للخطر نتيجة أي خطأ بشرى وهو ما يدفع إدارة المتحف بوضع لوح خشبى فوق الفتارين الزجاجية أثناء العمل في دهان الحوائط لعدم القدرة على تحريك الفتارين المثبتة في أرضية المتحف. من جانبها، قالت صباح عبد الرازق، مدير عام المتحف المصرى بالتحرير، إنه لا خوف على فتارين الآثار من سقالات العمل بالطابق الأول للمتحف بجوار آثار توت عنخ آمون، مؤكدة أن المفتشين الأثريين وأمناء المتحف يرافقون القائمون على تطوير المتحف وإعادة إلى شكلة وصورته الأولى. وأكدت صباح عبد الرازق ل"فيتو"، أن القائمين على إزالة ما يقرب من 7 طبقات ألوان ودهانات بجدران المتحف ودهانه باللون "الفستقى" الفاتح الذي يعتبر اللون الأساسى للمتحف هم مرممون وليسوا عمال دهانات عاديين وذلك لكون مبنى المتحف آثريا. ميزانية التطوير وأوضحت مديرة المتحف، أنها لا تعلم أي شيء فيما يخص ميزانية التطوير على الإطلاق. ويعود تاريخ إنشاء المتحف المصرى إلى عام 1835 وكان موقعه حينها في حديقة الأزبكية، ويضم عددًا كبيرًا من الآثار المتنوعة، ثم نقل بمحتوياته إلى قاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، حتى فكر عالم المصريات الفرنسي أوجوست مارييت الذي كان يعمل بمتحف اللوفر، في افتتاح متحف يعرض فيه مجموعة من الآثار على شاطئ النيل عند بولاق. وعندما تعرضت هذه الآثار لخطر الفيضان تم نقلها إلى ملحق خاص بقصر الخديو إسماعيل بالجيزة، ثم جاء عالم المصريات جاستون ماسبيرو وافتتح عام 1902 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني مبنى المتحف الجديد في موقعه الحالي في قلب القاهرة. ويعتبر المتحف المصري من أوائل المتاحف في العالم التي تم تأسيسها لتكون متحفا عاما على عكس المتاحف التي سبقته، يضم المتحف أكثر من 150 ألف قطعة أثرية أهمها المجموعات الأثرية التي تم العثور عليها في مقابر الملوك والحاشية الملكية للأسرة الوسطى في دهشور عام 1894، ويضم المتحف الآن أعظم مجموعة أثرية في العالم تعبر عن جميع مراحل التاريخ المصري القديم.