ساعة تسليم المشروع يفرح بها كثير من المسئولين لكنها تمثل لحظات رعب لعمال سيتركون العمل الذي ظلوا شهورًا يتلقون منه رزقهم، وفي وزارة النقل مشروعات كبرى جمعت العشرات من العمال على الطرق والكباري والسكك الحديدية ومترو الأنفاق، وتعلق بها آلاف الشبان، لم لا وهناك مشروع قومي يشمل 4 آلاف كيلومتر. قائمة التهديد تلاحق 10 آلاف عامل بالطرق والكبارى، جميعهم عمال يومية متعاقدون مع شركات المقاولات المختلفة، وعلى رأسها شركة النيل القابضة، والمرشح إنهاء اتفاقها مع 4 آلاف عامل، بمجرد انتهاء المشروعات التي تشرف عليها الشركة من طرق بالمشروع القومي للطرق. ومن المتوقع أن تلغى شركات الطرق الأخرى اتفاقاتها مع ما يقرب من 6 آلاف شاب ليبلغ عدد المنهية عقودهم 10 آلاف عامل على أقل تقدير خلال الفترة المقبلة في الطرق والكبارى، فيما تحتفظ بعض الشركات بالعمالة الفنية فقط، والتي تعمل في قطاعات فنية يصعب تعويضها. ومن الطرق إلى المترو، والذي تهربت شركته من تعاقداتها مع عمال شركات الصيانة، وتم إنهاء التعاقد معهم بحجة أنهم تابعون لشركات خاصة، وعدد هؤلاء يقترب من 30 ألف عامل بنظام اليومية والعقود الأسبوعية، وهم في الأساس متعاقدون مع الشركات الخاصة التي تعمل لحساب الهيئة القومية للأنفاق في عمليات حفر أنفاق المترو وفي عمليات شق الخطوط الجديدة للمترو. ورغم استقرار أوضاع عمالة مترو الأنفاق، حاليًا، فإن الاتجاه العام هو تسريح ما يقرب من 30 ألف عامل يعملون بمشروعاتها، خلال السنوات المقبلة، وتحديدا قبل عام 2022 وهو العام الذي ينتهى فيه آخر مشروع من المشروعات المستقبلية لمترو الأنفاق «الخط السادس»، ومن ثم فإن العمالة الموسمية للمترو مهددة بالغياب والرحيل من المترو بقدوم عام 2022. السكك الحديدية أيضا لها نصيب وافر من العمالة المرشحة للتسريح، خلال الفترة المقبلة، خاصة من عمالة شركة الخدمات المتكاملة المملوكة للهيئة، وشركة المشروعات، ويقترب عددهم من ألفي عامل. وتدرس الشركات طرق التخلص التدريجي عنهم حتى لا تصطدم بصناع الأزمات وبمشكلة الاعتصامات من جانب العمال، لهذا تدرس وضع عدد من العقوبات التي تنتهي بإلغاء التعاقد مع العامل دون الاصطدام المباشر به، بحسب مصادر مطلعة. ولا يختلف الحال كثيرا في مشروعات الموانئ الجديدة والخاصة بتطويرها، خاصة أن الشركات القائمة على تطوير الموانئ البحرية، وفي مقدمتها «ميناء سفاجا البحري» من المقرر أن تتنازل عن عدد كبير من العمالة اليومية التي كانت تساندها في أعمال تطوير الميناء، والتي انتهت بشكل كامل، خلال الفترة الماضية، ومنها مشروعات التطوير بموانئ سفاجا والغردقة والإسكندرية ودمياط، ما يفتح الباب لشركات المقاولات القائمة على هذه المشروعات للتخلص من العمالة الزائدة. وهناك ألف عامل يعملون بالإنشاءات الخاصة بميناءي قسطل وارقين، وفور الانتهاء من الإنشاءات الخاصة بالموانئ الجافة الجديدة سيتم تسريحهم بشكل كامل باعتبارهم عمالة يومية والموانئ الجافة غير ملتزمة تجاهها بأي شيء. «المهندس علاء سعداوي - عضو الاتحاد الدولي للنقل» أكد أن العمالة المعينة في الجهات التابعة لوزارة النقل لن يقترب منها أحد، لكن العمالة التي تقدم خدمة لقطاعات النقل المختلفة فمصيرها معروف وهو إنهاء التعاقد بشكل كامل خلال الفترة المقبلة. وشدد سعداوى على ضرورة العمل على إيجاد آليات جديدة لتشغيل العمالة المطرودة من جنة النقل من خلال العمل على دعم شركات المقاولات أو تبنى مشروعات كبرى جديدة تكون بداية لعمليات تشغيل مكثفة للعمالة المسرحة من النقل. وقال اللواء رفعت حتاتة، رئيس شركة الخدمات المتكاملة المملوكة للسكك الحديد، إن الهيئة لن تقدم على عمليات تخفيض العمالة، خاصة أن العديد من القطاعات بالهيئة تعاني من عجز كبير وتحتاج لعمليات تشغيل وليس العكس، مؤكدًا أن شركة الخدمات المتكاملة تعمل على تشغيل عمالة جديدة خلال الفترة القادمة في قطاعات الأمن والنظافة.