نشرت مجلة scientific american العلمية مقالا عن الذكاء وناقش العلماء أسباب الذكاء، إذا كان يرجع للبيئة المحيطة أو الجينات. أسباب ذكاء الأفراد وفي دراسة حديثة أجراها الباحثون في كينجزكولدج لندن King's College London ونُشرت في مجلة الطب النفسي الجزيئي Molecular Psychiatry تأكد وجود جين متصل بشكل مباشر بعامل الذكاء يُطلَق عليه NPTN، يؤدي دورًا في سُمك المادة الرمادية المرتبطة بالقدرات الفكرية. وحلل الفريق البحثي البريطاني عينة من الحمض النووي (DNA) باستخدام تقنية الرنين المغناطيسي على مخ 1583 من الأطفال البالغة أعمارهم 14 عامًا، تؤدي دورًا أساسيًّا في النمو العقلي. ولاحظ العلماء أن الأطفال الأذكياء كان لديهم قشرة أقل سُمكًا في نصف المخ الأيسر، وبصفة خاصة في الفص الصدغي والأمامي. علم الجين التعليمي نشرت الدكتورة درايا جيسينا، أستاذ علم النفس بجامعة ساكس الأمريكية، مقال علمي لصحيفة The Conversation عن دور الجينوم في التحكم في مستوى تعلم الأطفال بالمدارس، وتظهر الأبحاث أن الجينات تلعب دورا في التعلم يمكنها في المستقبل أن تحدد ماذا سيدرس الطفل. علوم الجينوم التعليمية حقل جديد نسبيا، والتي أخذت في التوسع بسرعة في السنوات الأخيرة بسبب التقدم في مجال التكنولوجيا والتعليم، ويمكن أن يساعد علم الجينوم التعليمية، المؤسسات التعليمية، في إنشاء برامج ومناهج مصممة خصيصا على أساس الحمض النووي على التلميذ. وحدد المتغيرات الجينية التي تساهم في الذاكرة وفترة رد الفعل، والقدرة على التعلم والتحصيل الدراسي، ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لمعرفة إلى أي مدى تساهم متغيرات الحمض النووي للقراءة والقدرة الرياضية في التحصيل المدرسي، ومن ثم استخدامها للتنبؤ ما إذا كان التلميذ من المرجح أن يكون موهوبا في مجال معين مثل الموسيقى أو الرياضيات. الجين لايعمل وحده يجب أن نضع في الاعتبار أن الجينوم يتفاعل مع البيئة، ودور البيئة في مناهج التعليم لا يقل أهمية بالنسبة لنمو الطفل، على سبيل المثال، موهبة موسيقية يمكن أن تكون موروثة، ولكن يمكن تطويرها بوصفها مهارة في وجود ظروف بيئية معينة، مثل توافر الآلات الموسيقية والممارسة الصعبة. تجربة بولجار لاسلو ويُعَد بولجار لاسلو عالِم النفس المجري أحد المؤمنين بأننا لا نولد عباقرة لكننا من الممكن أن نصبح كذلك، ويحكي لاسلو تجربته الشخصية التي عرضها من خلال كتابه "ازرعوا العبقرية" عن مشروعه البحثي الذي بدأه منذ أكثر من 40 عامًا، عندما نشر لاسلو إعلانًا يطلب شريكة حياة تخوض معه تلك التجربة، والتي لاقت قبولًا لدى كلارا، معلمة من أصل مجري أيضًا تعيش في أوكرانيا وقد رأت ابنتهما الأولى النور في عام 1969. ثم لحقت بها اثنتان من شقيقاتها وبدأ الثنائي في تنفيذ المشروع عبر إعطاء الأطفال تعليمًا منزليًّا، إذ أراد الأب أن يصبحن عبقريات في الرياضة أو الموسيقي. المربعات البيضاء والسوداء لكن كلا من سوزي وصوفيا وجودي، البنات الثلاث اللاتي يُجدن التحدث بأكثر من 4 لغات، فضلن المربعات البيضاء والسوداء على السلم الموسيقي ودهاليز الجبر والتفاضل، رغم أن لعبة الشطرنج كانت حكرًا على الرجال، فقد فتحت سوزي الباب لأخواتها، ليس فقط لمناطحة لاعبي الشطرنج المحترفين، ولكن للصعود على المنصات العالمية بعد إنجازات مهمة في لعبة الأبيض والأسود. وإذا كانت صوفيا تلقب اليوم بموتسارت اللعبة، فإن جودي التي وصفها كاسبروف، بطل العالم الحالي، بالمنافس العتيد، ودرست الأسرة ميول بناتها وحرصت على أن توجههن في اتجاه تنمية الموهبة، إذ كرَّس الأب من 5 إلى 8 ساعات يومية كي تتعلم بناته اللعبة.