دورة لا تحمل أي روح، هذا هو الشعار المناسب للدورة ال38 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، المقامة حاليا وسط غياب كامل لنجوم الفن في مصر والوطن العربي، حيث ضربت الأزمات المهرجان قبل بدئه، ودخلت إدارته في صراع مع وزارة الثقافة لفترة تجاوزت الأربعة شهور لرفع الميزانية إلا أن النتيجة كانت كما هي. الأزمة الأولى التي واجهت المهرجان هي الميزانية الخاصة به والتي تبلغ قيمتها 9 ملايين جنيه فقط، تحصل عليها إدارة المهرجان على النحو التالي، ستة ملايين جنيه من وزارة الثقافة، ومليونا جنيه من وزارة السياحة، ومليون جنيه من وزارة الشباب. الغريب في الأمر أن ميزانية المهرجان لم تزد وهذا ما تسبب في أزمة عاصفة داخل المهرجان بعدما ارتفع سعر الدولار حيث أصبحت قيمة الميزانية لا تتجاوز ال 600 ألف دولار فقط، وهو مبلغ زهيد للغاية مقارنة بميزانية مهرجان دبى السينمائى التي تبلغ 15 مليون دولار أمريكي، والتي تتيح للمهرجان استقدام النجوم العالميين لسجادته الحمراء في الوقت الذي اختفى فيه هؤلاء النجوم من مهرجان القاهرة. لم تكن هذه هي الأزمة الوحيدة التي ضربت المهرجان، بل إن الأزمة الأكبر هي مقاطعة نجوم مصر للمهرجان، حتى أنهم لم يحضروا حفلى الافتتاح والختام ليظهر المهرجان بلا روح، ولا يوجد سبب لذلك سوى لهث أغلب النجوم وراء المادة والمال لذلك يهرولون لحضور فعاليات المهرجانا الأخرى مثل دبى وقرطاج وغيرهما نظرا لقيام إدارات هذه المهرجانات بدفع مقابل مادى للنجوم نظير حضورهم فعالياته. ولم يغب النجوم فقط عن الدورة ال 38 من مهرجان القاهرة السينمائي، بل غابت أيضا الأفلام الجيدة، ولم تشارك مصر سوى بفيلمين فقط أحدهما في المسابقة الرسمية وهو فيلم "البر التاني" الذي يقوم ببطولته وجه جديد هو "محمد على"، أما الفيلم الثانى هو "يوم للستات" بطولة إلهام شاهين ومحمود حميدة وفاروق الفيشاوى وعدد آخر من النجوم.