الشيخ عبد الغنى هندى -منسق الجبهة الشعبية لاستقلال الأزهر: "الطيب"لا يرهبه سيف ولا يغريه ذهب والحاقدون وراء دعوات إقالته محاولات تعيين مندوب قطر شيخا للأزهر مرفوضة .. وأطلب بمنعه من اعتلاء منبر الأزهر حوار: هشام مناع طالب الشيخ عبد الغنى هندى، المنسق العام لجبهة استقلال الأزهر بضرورة الفصل تمامًا بين السلطة الحاكمة ومؤسسة الأزهر، لتحافظ بذلك على وسطيتها، مشيرًا إلى أن الأزهر يمثل سلطة ناعمة، لها ثقل فى التأثير على الرأى العام، وأن العالم يراقب تحركات وتصريحات أكبر مؤسسة إسلامية فى العالم. وشدد على رفضه اعتلاء الشيخ يوسف القرضاوى منبر الأزهر باعتباره مندوبًا لقطر، مشيرا إلى أن الدكتور أحمد الطيب نزيه لا يرهبه سيف ولا يغريه ذهب السلطان. والمزيد من التفاصيل فى سياق هذا الحوار: لماذا اخترت اسم الحركة الشعبية لاستقلال الأزهر ؟ تم اختيار هذا الاسم على غرار "الجبهة الشعبية لإنقاذ مصر" التى أسسها الشيخ عبد الله الشرقاوى - شيخ الأزهر أثناء الاحتلال الفرنسي لمصر- لمواجهة الاحتلال، وتتركز أهداف الحركة فى المطالبة بالحفاظ على وسطية واعتدال مؤسسة الأزهر، وأن تكون بعيدة عن الصراعات السياسية، لأن قدسية الأزهر يجب الحفاظ عليها بعيدًا عن ملوثات العملية السياسية، حتى يظل اسم الأزهر رمزًا للعدل، فضلًا عن ضرورة الاستقلال المالى والإدارى للمؤسسة، من خلال تحديد الدولة ميزانية الأزهر، وهو من يدير كيفية إنفاقها دون تدخل من الدولة، فضلًا عن إعادة أوقاف الأزهر والمقدرة ب28 مليار جنيه. ما العقبات التى واجهت الحركة منذ انطلاقها ؟ تمثلت أكبر العقبات فى توفير النقود، فضلًا عن الصراع المجتمعى فى الشارع، فكلما نقوم بمبادرة لوقف العنف المتصاعد فى الشارع المصرى نواجه تحديات مالية لتطبيقها، نظرًا لحالة الاحتقان السياسى الموجودة فى الشارع، ونحن نريد أن نتمسك بالمنهج الوسطى، كما كنا نخشى أن نحسب على فصيل سياسى ضد آخر. هل ترى هناك اتجاهًا لتفكيك الأزهر؟ كل ما نسمعه مجرد حديث، وليست هناك دلائل مؤكدة على ذلك، وكلما زادت هذه الأفعال تمسك الأزهريون بمبادئهم، وجماعة الإخوان المسلمين لا تستطيع تفكيك الأزهر، لأنه لا يمثل شخص الدكتور أحمد الطيب، وإنما الأزهر هو منهج وفكر، وأن المنهج سيظل موجودًا راسخًا فى قلوب الأزهريين. ماذا عن فكرة الرواق الأزهرى التى تم طرحها مؤخرًا ؟ الفكرة بدأت عندما اكتشفنا أن أحدًا من أصحاب المنهج التكفيرى، ولا ينتمى لمؤسسة الأزهر الشريف، يعمل بمسجد الخازندار بمنطقة شبرا، وأن هذا المسجد كان مقرًا لكلية أصول الدين التى تخرج فيها الدكتور عبد الحليم محمود - شيخ الأزهر الأسبق- والشيخ الشعراوى والشيخ الغزالى، ومنها أطلقنا حملة الرواق الأزهرى، ووصل عدد الموجودين فى الرواق الأزهرى 350 ألفًا، وهو عبارة عن حلقات علمية ودينية ينظمها الأزهريون بالمساجد. أين تتمثل سلطة وقوة مؤسسة الأزهر؟ الأزهر يمثل السلطة الناعمة، وتكمن قوته فى عدله، وأن مؤسسة الأزهر تمثل أقوى قوة للدولة المصرية، ويمثل سلطة لمصر لأنه يمثل وسطية الإسلام من 1043 عامًا، وهذه السلطة مستمدة من قيمة العدل فى الفصل بين المتنازعين، وأن الإسلام جعل للأزهريين قيمة كبيرة وكلمة مسموعة فى المجتمع، انطلاقًا من قول الله تعالى" إن الله يأمر بالعدل " وهم يطبقونه ويحرصون على إعلاء قيمة العدل. كيف ترى المطالبات بإقالة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر؟ هم مجموعة من الحاقدين، الذين يحاولون السطو على تاريخ مؤسسة الأزهر، لخدمة مصالحهم السياسية. فى حالة تصاعد المطالبات بإقالة الطيب ما موقف الحركة حينها؟ سننزل بالآلاف إلى الشارع، مطالبين بضرورة بقاء الشيخ أحمد الطيب. لماذا يسعى الحكام دائمًا للتقرب إلى الأزهر؟ لقيمة الأزهر ومكانتة الدولية وكلمته المسموعة فى أرجاء العالم، كما أنه يمكن استخدامه كورقة ضغط سياسى للتفاوض مع الدول الكبرى. هل هناك خطورة على وسطية الدعوة إذا سيطر الحاكم على الأزهر الشريف؟ الخطر يكمن فى شىء واحد، وهو استخدام الأزهريين لتمرير قرارات سياسية، وبالتالى سوف تثير توافقًا واختلافًا بين المواطنين فى الوقت ذاته، حينها سيتم الزج باسم الأزهر بأنه المسئول عن هذا الاختلاف وستضعف شعبيته. كيف ترى الدور الذى لعبه الأزهريون فى الحياة السياسية على مدار التاريخ ؟ للسيد عمر مكرم دور بارز فى الحياة السياسية، فهو من قاد الحركة الشعبية ضد الإنجليز أيام محمد على، بل ساعده على الوصول لحكم مصر، ولعب دورًا جليًا فى تحقيق مبدأ العدالة، بالإضافة لسعد زغلول الذى كان له دور كبير فى تحقيق الليبرالية فى مصر، وطالب بضرورة إلغاء الحماية البريطانية على مصر، وإعطاء المصريين جميع حقوقهم، وهو أيضا أزهرى. هل تعتقد أن تخصيص خطبة جمعة للشيخ القرضاوى بالجامع الأزهر لعلاقته السياسية مع جماعة الإخوان ؟ هذا بالفعل، فالدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، تم تخصيص خطبة الجمعة من أول كل شهر هجرى له، للترويج لجماعة الإخوان المسلمين، ودعم قراراتها، فضلًا عن أنه يمثل دولة قطر من على منبر" الجامع الازهر ". وهنا الخطر الجسيم الذى يتمثل فى تجنيد أحد الدعاة، محسوب على مؤسسة الأزهر، يدعم فصيلًا بعينه، ويكفر ويهاجم معارضيه، وأناشد الدعاة بضرورة المطالبة بمنع القرضاوى باعتلاء منبر الأزهر، لأن من يعتلى المنبر يجب أن يكون متجردًا من المواقف السياسية، ولا يعتلى المنبر للإعلان عن آرائه الشخصية التى تسىء للمؤسسة العريقة. ماخطورة اقحام الأزهر فى العملية السياسية؟ حينها ستنتشر الأفكار الجهادية المتطرفة، ويتحول الوطن إلى"غابة" يأكل فيها القوى الضعيف، ويحلل الحرام، والعكس، وتضيع الوسطية الأزهرية، وسط معارك السياسة. وكيف ترى موقف الدكتور أحمد الطيب من محاولات الاستقطاب السياسى للأزهر ؟ الدكتور الطيب لا يغره ذهب المعز ولا سيفه، أى أنه لا يتهدد، لأنه لا يخشى فى الله لومة لائم، فضلًا عن أنه شخص نزيه لا يمكن إغراؤه بالمناصب الدينية أو السياسية. وماذا عن مبادراته للم الشمل.. ألا تعتقد أنها إقحام للأزهر فى السياسة ؟ بالعكس، فالأزهر هو بيت الأمة المصرية، الذى يجب أن يلجأوا إليه فى حالة التنازع والاختلاف، وأن كل المبادرات التى قادها، كان الهدف منها إنهاء حالة الصراع السياسى الموجودة فى الشارع، مما تسببت فى ترويع المواطنين، بالإضافة إلى أنه لم يتخذ موقفًا ضد أحد، بل طالب القوى السياسية بضرورة الجلوس معًا لإنهاء خلافاتهم، وهو دور الأزهر على مدار التاريخ.