النادى المصرى يمثل جزءا مهماً من تاريخ بورسعيد، حيث يعود انشاؤه الي عام 1918، عندما توافد الوطنيون على ملاعب كرة القدم لمؤازرة فرقهم، وهى تلاقى نظيراتها الانجليزية التى كانت تحتل المدينة، ومصر كلها حينذاك فى مباريات أشبه بمعارك حربية. ومن فوق مقاعد المتفرجين بدأ الوطنيون من أبناء بورسعيد يدعمهم محبو كرة القدم فى تكوين ناد قوى لمواجهة الفرق الاجنبية مثل «فيرتوس الايطالى»، «هيسريا اليونانى»، «ايرث المالطى»، و«ابييس الإنجليزى»، بالإضافة إلى «شكارابيه الفرنسى» وهو نادى بورفؤاد حاليا.. وبعد مشاورات استمرت قرابة العامين تم دمج النادى الأهلى الذى كان يضم الأهالى وعمال الشركات الملاحية مع نادى الموظفين من ابناء بورسعيد، ليكونا ناديا جديدا يحمل اسم «المصرى». بالفعل تم إنشاء النادى عام 1920 بشارع بورتوفيق، حيث التف حوله أبناء بورسعيد المخلصون وعشقوه وتعلقوا به بدرجة كبيرة، واعتبروه رمزا للوحدة الوطنية ضد المحتل الاجنبى ..وفى عام 1955 انتقل النادى المصرى إلى مكانه الحالى، وهو استاد بورسعيد، ليتم بعدها تكوين أول مجلس إدارة له، يتألف من أحمد بك حسنى رئيسا، ويوسف بك لهيطة وكيلا، ومحمد إبراهيم عطالله سكرتيرا، ونيقولا تكلا، امينا للصندوق، وعضوية كل من عوض فقوسة، عبد الرحمن الاتربى، أحمد إبراهيم عطاالله، سليمان شحاتة، أحمد الطوبجى، عبد الحميد عطاالله، عبد الرحمن لطفى، عبد المطلب محمد، ثم تابعها بعد ذلك أول فريق يلعب باسم النادى المصرى وقد تكون من : مصطفى ندا، أحمد هارون، حسن الديب، فؤاد إبراهيم، عبد المطلب محمد، خليل عطا الله، محمد الزيدى، حسن الشامى، سيد بلال، محمد حسن موسى، على فقوسه، على تعلب. ويعد «المصرى» أول ناد من أندية القناة ينضم إلى عضوية الاتحاد المصرى لكرة القدم عام 1921، واستطاع بعد ذلك التاريخ الفوز ببطولة الكأس السلطانى لسنة 1923-1933-1935، ليشارك بعدها فى أول بطولة للدورى العام الممتاز سنة 1948. منذ ذلك الحين وأصبح النادى المصرى رمزا كبيرا لأبناء مدينة بورسعيد يغارون عليه ويدافعون عنه بقوة حتى فى أحلك الظروف، وهو ما بدا واضحا فى ظل الأحداث الأخيرة التى شهدتها المدينة. نشبت الخلافات بين ناديى الأهلى والمصرى البورسعيدى مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي، وبالتحديد عام 1984 عندما بدأ الأهلى السيطرة على بطولات الدورى العام لمدة تسع سنوات متتالية، فضلا عن وجود العديد من كبار الدولة وصفوة المجتمع فى مجلس الإدارة.. كل ذلك ولد شعورا لدى جماهير المصرى البورسعيدى بأن الحكام والإعلام يجاملون الأهلى للسيطرة على البطولات، كذلك الوقوف بجانبه فى خطف اللاعبين من الأندية الاخرى . ولو تطرقنا إلى تاريخ النادى الأهلى فى خطف لاعبى المصرى، سنجد أن محمد التابعى الشهير بال «ضيظوى» من أوائل اللاعبين الذين نجحت القلعة الحمراء فى التعاقد معهم، وكان ذلك عام 1956 . ومثل انتقال ال «ضيظوى» أزمة كبيرة بين النادى الأهلى والنادى المصرى، حيث كان يعد وقتها من العلامات البارزة فى بورسعيد ومعشوقها الأول، وما زاد من حدة العداوة مساهمة اللاعب فى إحراز العديد من البطولات للأهلى فى تلك الفترة. كذلك اللاعب محمد بدوى الذى اعتزل مبكرا حتى لا يذهب إلى النادى الأهلى، بعدما لقى سيلا من الهجوم والانتقادات فى حالة ذهابه إلى القلعة الحمراء، ثم أتى بعدهما جيل كامل انتقل للأهلى أمثال مدحت فقوسة، ومحسن صالح، ومحمد شوقى، وكثيرون. ويسرد لنا الحاج حسن شاهين -أقدم مشجعى النادى المصرى، وسكرتير عام جمعية رابطة مشجعى النادى المصرى فى فترة ماضية- قصة عجيبه لمطاردة كشاف النادى الأهلى فى الستينيات واسمه عبده البقال للاعب مشهور وقتها اسمه عبود الشهير ب «السنجأ» فعندما جاء الكشاف إلى والد «سنجأ» قام الأهالى ومحبو النادى بوضع اللاعب داخل ثلاجة حتى لا يراه «البقال»، لأنه فى حال انتقاله للأهلى يعتبر كارثة، ويمثل عارا كبيرا وخيانة لأهل بورسعيد . وأشار «شاهين» إلى قيام الأهلى أكثر من مرة بخطف مواهب بورسعيد من الناشئين، كذلك خطف نتائج المباريات من المصرى بفعل الحكام، مستشهدا بقيام الحكم محمود عثمان باحتساب ضربة جزاء للأهلى فى بداية الشوط الثانى باستاد القاهرة، عندما كان مهزوما من المصرى بهدفين فى الشوط الأول، كما استشهد أيضا بهدف الكابتن مسعد نور رحمه الله الذى احرزه بالكعب وألغاه الحكم «عبد الرءوف عبد العزيز» عندما كان يدرب الأهلى، مشيرا إلى أن «هيدوكوتى» دخل غرفة خلع الملابس للاعبى المصرى وقال لمسعد نور : هدفك صحيح ولا ذنب لنا فى إلغائه. وتابع شيخ المشجعين بنادى المصرى قائلا: إن نفس الهدف سجله الخطيب فى مرمى المصرى وتم احتسابه، موضحا أن هناك مهازل كثيرة يذكرها التاريخ من مجاملة الحكام والإعلام للنادى الأهلى. واستمرت ذاكرة الحاج حسن شاهين فى الرجوع بالذكريات إلى الوراء رغم كبر سنه، مؤكدا أنه لا ينسى تاريخ معاناة النادى المصرى من سطو النادى الأهلى لنجومه، مما تسبب فى عدم حصول المصرى على بطولة الدورى حتى الآن. وأضاف، أنه لا يستطيع أن ينسى خلال فترة التهجير رفض النادى الأهلى طلب المصرى التدريب على ملعبه بالجزيرة، برغم الظروف الصعبة التى كنا نمر بها، وهو ما أدى فى النهاية إلى فركشة النادى وخطف اللاعبين. وتوجه أقدم مشجعى المصرى بسؤال إلى كبار الدولة، قائلا ماذا فعل كبار الدولة عندما قام جماهير النادى الأهلى بالاعتداء على ملعب النادى المصرى واتلافه وقت تجهيزه لمونديال الناشئين، مضيفا: إنه تم القبض وقتها على 50 مشجعا اهلاويا، لكن عبد المجيد محمود عضو النادى الأهلى وقتها، قام بعمل اللازم وأخلى سبيلهم. كذلك اعتدى مشجعو النادى الأهلى على محطة سكك حديد بورسعيد وتم تحطيم المحال والسيارات بميدان المحطة موسم 2010، ولم تتم محاسبتهم، وهو ما جعل جماهير النادى المصرى تطلق على جمهور القلعة الحمراء «الأهلى فوق القانون» وسموه «دولة الأهلى». وأوضح أن النادى الأهلى خطف كأس مصر فى الثمانينيات بستاد بورسعيد بهدف علاء ميهوب من تسلل واضح واحتسبه الحكم، وغضب جمهور بورسعيد وقتها وتمت معاقبته.. وقال الحاج على مرسى من مشجعى النادى المصرى، أحب أن اذكر جماهير النادى الأهلى أنه قبل مجزرة بورسعيد قامت جماهير الالتراس بأساليب من البلطجة فى لقاء كيما اسوان عندما القوا اكياس البول على رجال الشرطة وأهانوهم بستاد القاهرة فخلق ذلك عداوة بينهم وبين الداخلية، التى ترصدت لهم مستغلة عداء جماهير بورسعيد للنادى الأهلى والعكس لينفذوا المجزرة. وأشار إلى أن التهم تم تلفيقها لمن تم القبض عليهم وجميع الأسطوانات لا يوجد بها أى متهم من الذين تم القبض عليهم، كما لم يجدوا أيا منهم فى كاميرات الملعب حينما قاموا بتفريغها، لكن القدر السيئ كان على موعد مع بورسعيد.