عاش السلفيون في مصر سنوات عديدة وهم جزء من اللعبة السياسية، لكن المصلحة تحكم والمعادلة السياسية تبدلت، بحسب المعطيات الجديدة، ومتغيرات السياسة بعد سقوط حكم الإخوان، حيث اختلفت العلاقة بين السلفيين وفى القلب منهم حزب النور السلفى، والدولة ورغم محاولتهم الاستمرار في المشهد السياسي من خلال مساندتهم لثورة 30 يونيو، فإن أسبابًا عديدة حالت دون ذلك، حيث بدأ الأمر بالتضييق على القيادى السلفى ياسر برهامى من اعتلاء المنبر هذا المشهد لم يكن مألوفًا من قبل، فقد أصرت وزارة الأوقاف مؤخرًا أن يخضع برهامى لاختبار قبل منحه ترخيصًا بالخطابة، ثم سمحت له بالحصول على ترخيص، وهددته إنه في حالة مخالفته تعليماتها ستسحب منه الترخيص، وهو ما جرى مع قيادات سلفية أخرى وأئمة وخطباء سلفيين في المحافظات. الجديد والذي تم الإعداد له في الغرف المغلقة، وتنشر "فيتو" التفاصيل الكاملة له، هو اجتماع شارك فيه عدد من قيادات وأئمة وزارة الأوقاف، وأساتذة من جامعة الأزهر تحت إشراف وتنسيق من إحدى الجهات الأمنية، لتصفية السلفيين. الاجتماع وضع خطة التصفية والتي تضمنت تنظيم ندوات لنسف مبادئ الفكر السلفى المعتمد على الفكر الوهابى المتشدد، وتعرية أتباعه أمام عامة الناس، وفى موازاة ذلك شرح الفكر الوسطى الإسلامى الذي يتبناه الأزهر الشريف وتأكيد أنه المنارة الوحيدة للإسلام، وقلعة العلم والعلماء في العالم الإسلامي. الخطة، التي تأتى بعد أيام قليلة من أزمة عاصفة عقب مؤتمر جروزنى الذي شارك فيه الأزهر واعتبر أن أتباع الفكر الوهابى بعيدون عن مذهب أهل السنة والجماعة، تتضمن ضرورة تأكيد أن السلفيين يجنحون نحو التشدد، كما أن أعدادا منهم انخرطت في العمليات الإرهابية ضد الوطن، وأيدت جماعة الإخوان كما انضمت أعداد منهم إلى تنظيمى داعش والقاعدة. وشدد منسق الاجتماع، الذي عقد في أحد فنادق محافظة الجيزة، واستكمل أعماله باجتماع آخر بمقر إحدى الجهات الأمنية، على أهمية العمل على التخلص من السلفيين في الوقت الراهن، ونبذهم من الحياة السياسية، وتهميش دورهم، موضحًا أن الخطة تشمل كذلك عددًا من المحاور المعلنة، منها، إعداد أبحاث وكتب تتحدث عن خطر السلفيين على وسطية الإسلام، على أن تشتمل هذه الكتب على الفضائح الجنسية لبعض أعضاء التيار السلفي. ومن المقرر أن يصدر أول كتاب في هذا الصدد تحت عنوان "السلفية وفتنة التكفير" للدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، ويتناول الكتاب خطر السلفية على الإسلام، وأن السلفية تحيك مؤامرة على الإسلام، بحسب الكتاب. فيما تم تكليف أحد قادة وزارة الأوقاف، بالعمل على تضييق الخناق على سيطرة السلفيين على بعض المساجد، خاصة في الإسكندرية والصعيد، وإقصاء الأئمة المحسوبين على التيار السلفى والنازعين نحو التشدد وإحالتهم إلى أعمال إدارية، أو فصلهم بمحاكمات تأديبية. ومن ناحية أخرى كشفت مصادر بوزارة الأوقاف، أن قيادات الصف الأول بالوزارة عقدت لقاءً تاليًا بهدف العمل على تنفيذ مقررات هذه الاجتماعات، وقد تضمن اللقاء تأكيد إيمان الوزارة بضرورة إبعاد أصحاب الانتماءات السياسية عن المنابر وكذا المتشددين.