جسدت الآيات القرآنية وتفسيرات علماء الدين «الديكتاتور» بالمستبد الطاغية فى قراراته دون مشوره فى أمره، دون مراجعة أو مناقشة أو مشورة فى قراراته، حيث وصف القرآن الكريم «الديكتاتور» ب«الفرعون»، كما وصفت السنة النبوية «الديكتاتور» بالمستبد المُطلق ومصيره النار. أبرز الصور القرآنية التى ذكرت الديكتاتور قصة فرعون وموسى وتجُبره فى الأرض وعصيانه ونداؤه للناس أنه ربهم الأعلى، ثم تأتى السنة النبوية لتؤكد أن الديكتاتورية هى «الفرعنة» وأن من يُنصب نفسه ديكتاتورًا سوف يُحشر مع فرعون وهامان وجنودهما. أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة الدكتور محمد المنسى، اكد أن التصوير القرآنى للطاغية جاء فى تسع وعشرين مرة هى ذكر قصة فرعون الطاغية المستبد الذى ملأ الأرض فى عهده بقوله ماعلمت لكم من إله غيرى , وتارة أخرى نجد القرأن يصفه «يذبح أبناءهم ويستحيي نساءهم» وتارة يصوره أن طغيانه وجبروته وتكبره فى الأرض بغير الحق جعل منه أحمقا حتى فى تفكيره حيث يقول سبحانه وتعالى: «وقال فرعون ياهامان ابن لى صرحًا لعلى أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع إلى إله موسى وأنى لأظنه كاذبًا». كما لفت المنسى إلى أن التصوير القرآنى للديكتاتورية بلغ أيضًا حد التكبر حيث صور القرآن فى قصة فرعون أنه دعاهم إلى ان يتخذوه إلها يعبد فى قوله تعالى ماعلمت لكم من إله غيرى ثم دعاهم إلى أنه ربهم الأعلى «فحشر فنادى فقال أن ربكم الأعلى» , واوضح أن تكبر الديكتاتور جعل منه عارفًا بالحقيقة لكنه ينكرها لإظهار عظمته وتجبره وهذا التصوير القرآنى البليغ جعل من فرعون نموذجًا مثاليًا للديكتاتورية ولابد من الحذر أن يحشر معه يوم القيامة . وفى السياق ذاته قال أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الدكتور مصطفى أبو عمار، إن التصوير السُنى للديكتاتورية أخذ جانبًا مهمًا من التصوير القرآنى فمع وصف وإلصاق الديكتاتورية بالفرعنة نجد السنة النبوية تُنهى عن الديكتاتورية والفرعنة بالفعل فالرسول الكريم أراد أن يُخرج مسألة الاستبداد من عقول المسلمين بالشورى هذا «المبدأ الإسلامى» الذى فرضه الله تعالى على المسلمين حتى فى الحرب كان أمره شورى . وأشار أبو عمار إلى أن الرسول صور فى أحاديثه أن الديكتاتور هو من يستأثر نفسه ويجعل كل أمور الدولة فى يده وقد شبهت السنة النبوية الديكتاتورية بالعبودية حيث إن الرسول صلى الله عليه سلم قال عندما سئل عن قوله تعالى «اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله»، أى إنهم اتخذوا اليهود هؤلاء أرباب جمع رب من دون الله حيث قال له حاتم بن عدى وكان لم يَسلم بعد لم يعبدوهم فقال له إنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا احلوه واذا حرموا شيئا حرموه فمن اطاع بشرا فقد عبده ولذلك فإن دعوة فرعون للربوبية جاءت من كونه رئيسا للدولة حينها ومسيرة لشئونها ولأراد لقراره وقوانينه وشريعته، ومن هنا أدعى فرعون الألوهية والربوبية . فى حين يرى أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر الدكتور شحات حسيب، أن القرآن الكريم صور الديكتاتورية بصور مختلفة لكنها جمعت فى صورة فرعون ،مؤكدًا أن القرآن الكريم وضع صفات فى الديكتاتور الذى يستبيح لنفسه ويستبد وهذه الصفات هى الاستكبار والعلو والطغيان والظلم والإفساد والإستبداد والغرور والحماقة فكل هذه الصفات صورها القرآن فى الديكتاتور فهم يرون أن ماعداهم حقير حتى إنهم يفتقرون الحجة وقد دفع القرآن بهذه الصفات المحددة لأنها تكررت فى أكثر قصة صورها القرآن تصويرا بلاغيا وهى قصة فرعون.